باكستان تنتقد سلوك أميركا: ليست حليفاً بل صديق دائماً يخون

  • 1/7/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

غداة إعلان واشنطن أنها ستجمد ملايين الدولارات الإضافية من المساعدات لباكستان، رداً على تقاعسها في محاربة الإرهابيين على أرضها، صرح وزير الخارجية الباكستاني خواجة آصف بأن «سلوك الولايات المتحدة ليس سلوكَ حليف بل سلوك صديق يخون دائماً». وكانت وزارة الخارجية الباكستانية انتقدت ما وصفته بأنه «تغيّر في الأهداف»، فيما تظاهرت مجموعات صغيرة من الطلاب في العاصمة إسلام آباد ومدينة لاهور (شرق)، وهتفت «الموت لأميركا» و «الموت لترامب» وأحرقت العلم الأميركي وصوراً لترامب. بدوره، كرر زعيم المعارضة الباكستانية عمران أن تغريدات ترامب في مطلع السنة والتي تحدثت عن إعطاء إسلام آباد أموالاً «بحماقة»، في مقابل أكاذيب عن تصديها للإرهاب، «جزء من محاولات متعمدة لإذلال أمتنا وإهانتها». وأضاف: «حان وقت فك باكستان ارتباطها بالولايات المتحدة»، داعياً إلى التخلص فوراً من الأعداد الزائدة في شكل مفرط من الديبلوماسيين وغير الديبلوماسيين وأفراد الاستخبارات الأميركيين في باكستان. الى ذلك، كشف مسؤول بارز في الإدارة الأميركية أن مبالغ تجميد معدات وتمويل لدعم التحالف مع باكستان قد تناهز بليوني دولار، وهو رقم أعلى كثيراً مما كان متوقعاً في البداية. وتابع: «كل الخيارات مطروحة، وبينها تجريد باكستان من وضعها كحليف أساسي خارج الحلف الأطلسي (ناتو)»، أو تعطيل قروض في صندوق النقد الدولي»، مشيراً الى أن واشنطن بدأت تدرس سبل تخفيف أي رد انتقامي باكستاني بعدما زادت ضغوطها عليها، في وقت حذرت وزارة الخارجية الباكستانية من «القرارات الأحادية التي تؤدي الى نتائج عكسية في التعامل مع التهديدات الناشئة، مثل الوجود المتنامي لتنظيم داعش» في المنطقة. وعلّقت الخارجية الأميركية في أيلول (سبتمبر) الماضي مساعدات مالية، قيمتها 255 مليون دولار، تسمح لباكستان بالتزود بأسلحة عالية التقنية من شركات أميركية. ثم تلقت وزارة الدفاع الأميركية أخيراً أمراً بوقف تسديد دفعات من «صندوق دعم التحالف» المخصص لتمويل نفقات باكستان في عمليات مكافحة الإرهاب. لكنّ محللين يستبعدون في شكل كبير أن تجمد واشنطن كل التمويل، مشيرين الى وجود «استثناءات» لبرامج تعتبر حيوية للأمن القومي الأميركي، مثل الأموال التي تدفع للحفاظ على أمن الأسلحة النووية في باكستان، البلد المسلم الوحيد الذي يملك قدرة نووية عسكرية. وقال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس: «قد نعيد المساعدات إذا رأينا خطوات حاسمة ضد الإرهابيين»، علماً أن باكستان شنت عمليات شرسة ضد مجموعات متطرفة هددت أمنها، وهي تؤكد أنها تكبدت خسائر بشرية تجاوزت 62 ألف شخص، وأضراراً قيمتها 123 بليون دولار منذ 2003. وكان لافتاً ترحيب أفغانستان بإعلان الولايات المتحدة تجميد المساعدات. وقال نائب وزير داخليتها نصرت رحيم: «نكرر منذ سنوات أن باكستان المجاورة توفر ملاذاً آمناً لجماعات إرهابية، وتمولها». وأقرّ مسؤولون أميركيون بأن باكستان تستطيع تصعيب مهمة واشنطن التي ترسل الدعم لقواتها في أفغانستان، وذلك عبر إغلاقها الطرق البرية، خصوصاً مع بدء موسم القتال في أفغانستان الربيع المقبل. ورداً على وضع واشنطن إسلام آباد على لائحة مراقبة خاصة لانتهاك الحريات الدينية، رفضت وزارة الخارجية الباكستانية هذا التصنيف الذي «يعكس ازدواجية المعايير والنيات السياسية خلف تصنيف يفتقد الى الصدقية».

مشاركة :