استشاري مناعة مصري: الوقاية من البرد تبدأ من الأنف والفم

  • 1/7/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشارى الأطفال ، وزميل كلية الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس أن الوقاية من نزلات البرد تبدأ من الأنف والفم ، وأن عدم تدفئة الجسم يسبب انخفاض درجة حرارته إلى أقل من 35 درجة مئوية ، مما قد يهدد حياة الإنسان خاصة مع ضعف الجهاز المناعي.وأشار إلى أن انخفاض درجة الحرارة بمعدل درجة مئوية واحدة يخفض كفاءة الجهاز المناعى بنسبة 40 فى المائة ، كما يؤدى انخفاض درجة حرارة الجسم إلى قلة الإنزيمات المسئولة عن إتمام كافة عمليات الحيوية لجسم الإنسان. وكشف بدران فى حديث خاص - لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم - عن حقيقة علمية هامة تتعلق بإصابة الأطفال بنزلات البرد ، مؤكدا أن الدراسات العلمية أثبتت أن ابتعاد الأم عن رضيعها يخفض درجة حرارة أنفه نصف درجة مما يزيد من احتمالات إصابته بالبرد ، وأن حضنها الدافئ له يرفع مناعته ، لافتا إلى أن الأطفال عامة والرضع خاصة والمسنين ومدمنى المخدرات والكحوليات والمدخنين هم أكثر الفئات عرضه لنزلات البرد٠ وتابع قائلا " إن نيكوتين التبغ يزيد من خفض درجة حرارة الجلد خاصة مع تعاطى الخمور ، حيث تقلل منتجات التبغ من حركة الدورة الدموية فى الجلد وتؤخر محاولات تدفئته ، فيما يعطى الكحول انطباعا كاذبا بالدفئ ، و يسبب اتساع الأوعية الدموية بالجلد ويزيد من نقص الحرارة ، وكذلك مادة الكافيين الموجودة فى المنبهات والتى يمكنها أن تسبب زيادة سرعة ضربات القلب وهذا يسرع تأثير البرد على الجسم".وحذر بدران ، من الانخفاض الشديد فى درجة حرارة الجسم لأنه يهدد الحياة ، ويحتاج إلى رعاية طبية عاجلة ، مشيرا إلى أنه إذا لم تتوفر الرعاية الطبية على الفور يتم التحرك لأقرب مكان دافئ ، و تدفئة الشخص المصاب بارتداء الملابس الدافئة والجافة واستخدام الأغطية ، و تناول السوائل الدافئة، وتجنب شرب الكحول والكافيين، لأنهما يؤديان إلي سرعة فقدان درجات الحرارة".وشرح خبير المناعة والحساسية ، أعراض انخفاض حرارة الجسم التى تتدرج حسب الشدة ، تشمل الارتعاش، والتنفس ببطء ، والارتباك ، و فقدان الذاكرة و النعاس والإرهاق وصعوبة الكلام ، وفقدان التنسيق بين العضلات و التعثر فى المشى و بطء النبض وفقدان الوعي فى الحالات الشديدة·.وأكد، زيادة معدلات الإصابة بنوبات الربو وحدتها في فصل الشتاء بالنسبة لمرضي الربو، وأوضح أن هناك نوعين من التحديات بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الربو في فصل الشتاء ، الأول منهما الاضطرار لقضاء المزيد من الوقت في داخل المنزل ، والثانى الإصابة بمضاعفات البرد عند الخروج فى الأجواء الباردة.وأشار إلى أنه عند برودة الجلد خاصة (القدمين و الرقبة )، تضيق الأوعية الدموية فى الأنف و الحلق مما يسبب انخفاض تدفق الدم و انكماش الدورة الدموية فى الأنف ، الأمر الذي يعرض الغشاء المخاطى للأنف لقلة الدم الدافئ والأوكسجين ووصول المغذيات والخلايا المناعة ، وخفض درجة حرارة الأنف ، موضحا أن بطء حركه الدم يخفض كفاءة الأهداب التنفسية التى من طبيعة عملها طرد الفيروسات الغازية ، وبالتالى تتمكن الفيروسات من الاستيطان والتكاثر ، مشددا على أن تأثير الجفاف على الأهداب التنفسية أقوى من تأثير البرد ذاته. وقال بدران ، إن الذين تزيد لديهم معدلات الإصابة بنزلات البرد فى الجهاز التنفسى العلوى تبرد أنوفهم أكثر بكثير من الأشخاص العاديين ، وأن انخفاض درجة حرارة الغشاء المخاطى للأنف كفيل بإيقاف عمل الخلايا الأكولة المناعية ، و يسمح لفيروسات البرد بالتكاثر و بمعدلات أفضل ، حيث تعد درجة 33 درجة مئوية الدرجة المثلى لتكاثر فيروسات الأنف ، موصيا بتغطية الأنف والرقبة بصورة مستمرة خلال المرور فى الشوارع الباردة و ارتداء الجوارب خاصة ليلا .وتابع ، أن قلة إفراز المخاط بالأنف يؤدى إلى جفاف المجارى الهوائية و تأثرها وظيفيا ، ومع التعرض للأتربة خاصة فى مرضى الحساسية الصدرية ، يتم إنتاج المخاط بكثرة و تتغير طبيعته ، منوها إلى أن إخراج المخاط الزائد والبلغم يعد وسيلة دفاعية مناعية لحماية الجسم ، كما أن السعال وسيلة دفاعية ميكانيكية لطرد الأجسام الغريبة والإفرازات التى تعيق المجرى الهوائي لخارج الجسم فتجعل الجهاز التنفسى نظيفا متسعا ، ولهذا فإنه من الأهمية شرب الماء والسوائل الطبيعية خاصة الدافئة ، لرفع محتوى الماء فى المخاط مما يساعد على ترطيب الهواء خلال مروره بالمجارى الهوائية٠ووصف بدران ، المخاط بأنه فخ مناعى للجسيمات الغريبة التى تحاول مهاجمة الجسم عن طريق الانف للزوجته وقدرته العالية على لصق واصطياد الجسيمات الغريبة كالغبار والميكروبات ، واحتوائه على مضادات ميكروبية طبيعية، بعضها يساعد على تدمير البكتيريا الغازية ، وكذلك احتوائه على "إنزيم اللايسوزيم "، المضاد للجراثي والذى ينتشر في سوائل و إفرازات الجسم ، بما في ذلك الدموع واللعاب ، ووظيفته تمزيق مكونات الجدار الخلوى للبكتيريا ، مما يجعلها سهلة التدمير· ودعا إلى الإكثار من تناول الخضروات والفاكهة الغنية بفيتامين سى ، حيث تتربع الجوافة علي عرش تلك الأغذية ثم الكيوي الأصفر و الأخضر والفلفل الملون و الفراولة والبرتقال و الليمون والثوم والبصل الأخضر ، والامتناع عن التدخين السلبى والإيجابى ، وتناول أدوية علاج الحساسيات خاصة الوقائية التى تباعد بين فترات حدوث أزمات تحسسية ، وشرب شاى الأعشاب الطبيعية خاصة الزعتر والبردقوش و التيليو و ورق الجوافة٠ ووضع بدران فى ختام حديثه ، خارطة للوقاية من آلام العضلات والمفاصل خلال فصل الشتاء ، بارتداء ملابس كافية ، و ممارسة الرياضة فى المنزل ، ومداومة الأعمال المنزلية و اللعب مع الأطفال ، استخدام الدرج بدلا من المصعد ، والقيام بتمارين خفيفة أثناء مشاهدة التلفزيون.

مشاركة :