قال الشاعر زهير بن أبي سلمى :وما من يد إلا يد الله فوقهاولا ظالم إلا سيبلى بأظلميقول المثل العربي (على الباغي تدور الدوائر) وهل هناك بغي ووحشية أكثر من تهجير مدنيين أبرياء من ديارهم بعد هدم بيوتهم على رؤوسهم بالبراميل المتفجرة والقنابل الحارقة التي ترميها عليهم القاذفات السورية والروسية بلا أدنى إحساس بالمسؤولية فهم يرتكبون جرائم ضد البشرية والإنسانية وسط صمت رهيب من المجتمع الدولي.الأنظمة الدكتاتورية التي تقوم بحرب إبادة ضد الشعب السوري هي نظام الجزار بشار ونظام القيصر الروسي بوتين ونظام الولي الفقيه وهي كما يقول المثل (الطيور على أشكالها تقع) فهي أنظمة دمرت شعوبها وتتعامل بوحشية مع أي مطالب عادلة لهذه الشعوب المغلوبة على أمرها وتبعثر أموال وثروات هذه الشعوب على حروب عبثية للسيطرة والهيمنة على دول مسالمة ونشر الخراب والدمار وزعزعة أمن واستقرار المنطقة.ما يحدث في منطقة الغوطة الشرقية من حرب شرسة تخوضها جيوش هذه الأنظمة الدكتاتورية هو شاهد على وحشية هذه الأنظمة فالهدف هو التهجير القسري والتطهير العرقي لسكان هذه المناطق من الطائفة السنية وإجبارهم للنزوح إلى مدينة إدلب التي تم ترحيل سكان مناطق كثيرة في ريف دمشق وذلك لتجميعهم هناك وبعدها شن حرب إبادة عليهم .واضح أن نظام الجزار بشار وكذلك النظام الروسي يستغلان انشغال وسائل الإعلام في انتفاضة الشعب الإيراني المباركة وتحول الأنظار إليها في تكثيف الضربات الجوية والقصف الوحشي وزيادة الحصار على سكان الغوطة الشرقية الأبرياء من أطفال ونساء وكبار في السن يدافع عنهم قلة من الفصائل السورية المعارضة التي ترفض الاستسلام وتحارب إلى آخر قطرة دم ولكن الخوف على سلامة الأهالي تجعلهم يتفاوضون مع جيش الجزار بشار للتوصل إلى حل يضمن سلامة الأهالي ويؤمن لهم مناطق آمنة.الشعب الإيراني الذي انتفض ضد نظام الولي الفقيه من أهم مطالبه هو انسحاب الحرس الثوري الإيراني وكافة الميليشيات التابعة لها وفي مقدمتها حزب الله من الأراضي السورية لأنه ببساطة الحرب السورية استنزفت الاقتصاد الإيراني وجعلت التومان يترنح ويفقد الكثير من قيمته مما زاد من نسبة التضخم ورفع الأسعار بصورة لم يعد يتحملها الشعب الإيراني ورغم ذلك مازال هذا النظام القمعي يصر على الاستمرار في الدفاع عن بقاء نظام الجزار بشار على حساب رفاهية وتوفير العيش الكريم للشعب الإيراني الذي يعاني الأمرين من حماقة النظام الإيراني.نعتقد أن الشعب السوري البطل الذي قدم إلى الآن ما يقارب المليون شهيد وعشرة ملايين مشرد ونازح سوف يستمر في مقاومة جيوش الأنظمة الدكتاتورية وطردها من الأراضي السورية وتحرير سوريا من هذه العصابات التي تضرب بعرض الحائط كل القوانين والمواثيق الدولية التي ترفض حرب الإبادة ضد المدنيين الأبرياء.إن النظام الروسي في وقوفه بصلابة إلى جانب نظام الجزار بشار وحمايته من السقوط ووقوفه إلى جانب النظام الإيراني القمعي في مجلس الأمن واستخدام الفيتو ضد أي قرار يدين وحشية هذا النظام واستخدام العنف ضد الشعب الإيراني الذي يعبر عن مطالبه بصورة سلمية من خلال المظاهرات والمسيرات سوف يدفع الثمن الذي دفعه في السابق الاتحاد السوفيتي الذي تفكك إلى دويلات والدور قادم على النظام الروسي حتى ينهار كما انهار الاتحاد السوفيتي ودفع الثمن غاليا لدفاعه عن أنظمة فاسدة.هناك بوادر أمل تلوح في الأفق تحمل بشائر الخير في انتصار انتفاضة الشعب الإيراني في القريب العاجل وكذلك انتصار الشرعية اليمنية في اليمن مما سيكون له تداعيات كبيرة على الحرب السورية ورحيل نظام الجزار بشار وكذلك انهيار كل التنظيمات الإرهابية التابعة للنظام الإيراني وأذنابه لأن دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة وعلى الباغي تدور الدوائر.أحمد بودستور
مشاركة :