لم تزل العلاقة السعودية العراقية تراوح مكانها منذ الغزو الأمريكي عام 2003، ذلك أن المعركة سلمت العراق لإيران، مما أدى إلى تفاقم المشاعر المناوئة للسعودية على المستويين السياسي والإعلامي. وبالرغم من الحدود الطويلة التي تتجاوز الثمانمائة كيلو متر بين البلدين، غير أن طائفية النظام العراقي جعلت من العلاقة متوترة وبلغت ذروتها بسبب ممارسات نوري المالكي التي ميزت ضد الطوائف الأخرى غير الشيعية. منذ أربعة وعشرين عاما والسعودية ليس لها سفير في العراق، أي منذ غزو العراق للكويت عام 1990، وبعد أن جرت المياه بشكل مختلف بسبب رحيل نوري المالكي هناك مؤشرات تدل على إمكانية إعادة فتح السفارة وتغذية التمثيل الديبلوماسي السعودي في بغداد وهذا أمر مهم إذا تحققت ظروفه الموضوعية. قبل أيام نشرت جريدة الوطن عن مدير الإدارة الإعلامية بوزارة الخارجية السعودية السفير أسامة نقلي، تأكيده أن الجهات المختصة بالتعاون مع السلطات العراقية، لاتزال تبحث عن موقع مناسب ليكون مقرا لسفارتها في بغداد، وذلك بعد أن اتفق كل من وزيري خارجية البلدين، الأمير سعود الفيصل وإبراهيم الجعفري، على قرار بإعادة فتح السفارة خلال اجتماع عقداه في مطار جدة. بعد الأحداث الجارية وتأسيس التحالف الدولي وتحول الإرهاب إلى مشكلة إقليمية يشمل خطرها الخليج، والعراق، ومصر، بات من الملح بدء التنسيق الأمني والاستخباراتي والديبلوماسي بين بلدين كبيرين لهما الثقل في المنطقة مثل السعودية والعراق، هذا سيحل الكثير من المشاكل التي عانت منها مدن ومناطق عراقية، ويمكن للسعودية أن تفيد العراق بما لديها من إمكانيات وخبرات في محاربة الإرهاب على مدى ثلاثين عاما. أتمنى أن يكون الواقع العراقي متحولا ومتغيرا ليشمل بتطوره تغير المسار الطائفي والاتجاه نحو علاقات مدنية طبيعية بين أبناء المجتمع الواحد، وعلى المستوى السياسي أن يتطور مناخ التعاطي العراقي مع دول المنطقة فهذا لصالح الجميع. نقلا عن عكاظ
مشاركة :