إعداد: عمار عوض ما زالت التظاهرات الإيرانية تسيطر على مشهد الصحافة الغربية، مثيرة مزيداً من القضايا المتعلقة بالشأن الإيراني. وجاء في افتتاحية صحيفة «صنداي تايمز» بعنوان «الشعب الإيراني يدفع ثمن إمبراطورية فارسية جديدة»، أن الأمر استغرق نحو أسبوع لتصل الاحتجاجات التي بدأت في مشهد، ثاني أكبر المدن الإيرانية، إلى مجلس الأمن، بناء على طلب من الولايات المتحدة، وقد انتقد مبعوث روسيا إلى الأمم المتحدة، «كما هو متوقع» على حد قول الصحيفة، الولايات المتحدة لمحاولتها دفع مجلس الأمن للتدخل في «شأن داخلي» إيراني.وتقول الصحيفة إنه لا يوجد دليل على أن التظاهرات من تدبير المخابرات الأمريكية، أو السعودية، كما زعم النظام الإيراني. وتضيف الصحيفة أنه على الرغم من أن أعداد المشاركين في الاحتجاجات تقل عن عدد المتظاهرين في احتجاجات عام 2009، التي طالب المشاركون فيها بالإصلاح، إلا أنها تعكس مطالب وشكاوى حقيقية تنتشر خارج العاصمة، في غيرها من المدن.وتقول الصحيفة إن السبب في الاحتجاجات كان ارتفاع الأسعار، ومن بينها ارتفاع أسعار الوقود بنسبة 50 في المئة، وارتفاع أسعار البيض بنسبة 40 في المئة، ولكن الغلاء لم يكن إلا واحداً من بين عدد من أسباب الاحتجاج من بينها الفقر، والبطالة، والغضب، المتزايد على الثراء والمميزات التي تحظى بها الطبقة الحاكمة.وتقول الصحيفة إن هذه الطبقة الحاكمة هي التي استمتعت بالأرباح التي تحققت من الاتفاق النووي الإيراني الذي وقع عام 2015، والذي يواجه تهديداً بسبب رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إقراره.وتقول الصحيفة إنه لم يتضح بعد ما ستؤدي إليه الاحتجاجات في إيران، فعلى الرغم من تصريح قائد الحرس الثوري الإيراني بأن «أعمال التحريض» هزمت، ما زالت الاحتجاجات مستمرة. وترى الصحيفة أنه من غير المرجح أن تتسبب هذه الاحتجاجات بإطاحة بالنظام الإيراني، إلا أنها تمثل تحذيراً.وترى الصحيفة أيضاً أنه بالنسبة لدولة تنفق الثروات لبناء إمبراطورية فارسية جديدة في الشرق الأوسط، تمثل الاحتجاجات تذكرة أنه توجد مشاكل بالغة في الداخل. وتابعت الصحيفة البريطانية: «يظل مرتقبا إلى أي مدى سوف تسير الاحتجاجات. إن زعم قادة الحرس الثوري بأنه تم الانتصار على (العصيان) يبدو سابقاً لأوانه. فالاحتجاجات استمرت بعد ذلك».وفي صفحة الرأي في صحيفة أي، الصادرة عن صحيفة الإندبندت، نقرأ تقريراً بعنوان «الربيع العربي يمكنه أن يساعدنا في فهم إيران»، موضحاً أن إيران تزعم أن قوات الأمن تمكنت من إخماد المظاهرات، أو أن التظاهرات خمدت من تلقاء نفسها، ولكن يوجد ما يشير إلى أن التظاهرات ما زالت مستمرة ولكن على نطاق أقل.ويقول التقرير إن الشعارات التي رددت في المظاهرات والمقابلات القليلة التي أجريت مع بعض المتظاهرين تشير إلى أن التظاهرات كانت مدفوعة بالفقر، والبطالة، وارتفاع الأسعار، وانخفاض الدعم على المواد الغذائية والوقود، إضافة إلى الغضب من فساد وجشع النخبة الحاكمة.ويخلص التقرير إلى أن افتقار التظاهرات إلى التنظيم وتوزعها الجغرافي يشيران إلى أنها تظاهرات حقيقية تعرب عن غضب حقيقي. ويضيف أنه إذا كانت التظاهرات من تنظيم المخابرات الأمريكية و«الإسرائيلية»، كما يزعم مسؤولون إيرانيون، لكان الصحفيون يتعاملون مع عميلة علاقات عامة مرتبة، وواضحة.
مشاركة :