في روايتها «أغَباني» (الدار العربية للعلوم- ناشرون) تقدم الكاتبة السورية ياسمين حناوي محكية روائية عن سورية اليوم، سورية الهاجسة بالموت والعاشقة للحياة، فاختارت لروايتها «شآم» بطلة من أبطال هذا الزمان لتمثل وصديقاتها «رزان» السورية» و «هدى» الفلسطينية و «فرح» العراقية وشبيهتها الحنونة «زينة» ومن ثم حبيبها «يوسف» وغيرها من الشخصيات الروائية بتنويعاتها الفكرية والسياسية والدينية؛ بمثابة دعوة من الكاتبة إلى تمثيل التعلق العاطفي بـ «القضية السورية»، في لحظتها العابرة، أو الآنية. وهو ما يتجلى لقارئ الرواية في تفاقم تفاصيل الأحداث المتشظية عبر الفضاءات والهويات، والسياق الدرامي الحاضن لها؛ والذي يتقاطع في مبناها السردي الصوت الذاتي للكاتبة بأصوات شخصيات وأمكنة وتفاصيل حياتية، ومرويات يومية، عن مدن سورية تبدو لا تزال تحتضر على وقع مدافع أعداء متعددي الجنسية والهوية والمصالح. و«شآم» فتاة سورية الجنسية، سعودية المولد تأتي من الرياض إلى دمشق للدراسة والتسجيل في جامعة دمشق قسم العلوم السياسية؛ تتعرف على مجموعة من الصديقات من مختلف الجنسيات، ولكل صديقة حكايتها وحلمها، ستجمعها سورية وستفرقها الأيام. ومن بين هؤلاء يظهر يوسف في حياة «شآم» ليكملها. أما شآم فكان جل همها أن يرى فيها حبيبته السورية المثقفة، وجزءاً من وطنٍ لم يكونا ليتخيلاه هما الإثنان إلا باللون الأبيض، أبيض السلام لا الأكفان. ولأن الدنيا تأخذ أكثر مما تعطي تطاول يد الغدر يوسف وتغيبه. وتبدأ شآم بعد هذه الحادثة التفكير في الهجرة.
مشاركة :