قال شهود إن احتجاجات على رفع أسعار الخبز تفجرت في العاصمة السودانية الخرطوم وانتشرت في مدن في جنوب البلاد اليوم (الأحد)، في الوقت الذي ألقت فيه السلطات القبض على أحد قيادات المعارضة وصادرت صحفاً في محاولة لإخماد اضطرابات متنامية. وجاءت المظاهرات في أعقاب احتجاج مماثل في مدينة سنار جنوب شرقي البلاد أمس، بعد مضاعفة سعر الخبز في الأيام الأخيرة، عقب إعلان الحكومة في أواخر الشهر الماضي أنها ستلغى الدعم في موازنة 2018. وقال أحد السكان في مدينة الدمازين في الجنوب الشرقي إن «الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع اليوم، بينما ردد حوالى 400 متظاهر هتافات معلنين رفضهم لزيادات الأسعار، وأحرق البعض إطارات السيارات». ويعد رفع الدعم جزءاً من تدابير التقشف التي اتخذها السودان وهو يكافح في مواجهة ارتفاع التضخم إلى نحو 25 في المئة ونقص حاد في العملة الصعبة أثر على حركة الاستيراد. وقال أعضاء في «حزب المؤتمر» السوداني إن السلطات ألقت القبض على عمر الدقير رئيس الحزب الذي يعد أحد أكبر جماعتين معارضتين في البلاد. وأكد رؤساء تحرير ستة صحف سودانية أن «جهاز الأمن والاستخبارات» صادر نسخها اليوم، بسبب انتقادها زيادة أسعار الخبز التي تضاعفت هذا الأسبوع. ورفعت المخابز الاسعار في الايام الماضية بعد زيادة كبيرة في أسعار طحين القمح بعدما انسحبت الحكومة من استيراد القمح متخلية عن ذلك للقطاع الخاص. وانتقدت الصحف القرار الخاص بالقمح بينما دعت أحزاب معارضة للتظاهر ضد زيادة الاسعار. وقام جهاز الأمن اليوم بمصادرة النسخ المطبوعة من صحف «التيار» و«المستقلة» و«القرار» و«الميدان» و«الصيحة» و«أخبار الوطن». و«الميدان» و«أخبار الوطن» من صحف الأحزاب المعارضة، بينما الأربعة الأخرى مستقلة وتوجه انتقادات إلى الحكومة من حين لآخر. وقالت رئيسة تحرير «أخبار الوطن» هنادي الصديق: «لم يقدّموا أسباباً لمصادرة نسخ صحيفتنا، لكنني أعتقد انه بسبب تغطيتنا الشفافة لزيادة أسعار المواد الغذائية». وأكد رؤساء الصحف الأخرى مصادرة الجهاز نسخ عدد اليوم. ويتعرّض الاعلام السوداني لهجمات مستمرة في حين تقبع البلاد في نهاية مؤشر حرية الإعلام الذي تصدره مؤسسات رصد عالمية. وتزامنت مصادرة الصحف مع دعوة أحزاب معارضة إلى التظاهر ضد ارتفاع الأسعار. وأعلن حزب «المؤتمر» المعارض في بيان أن اثنين من قياديّيه اعتقلتهم السلطات. وأطلقت الشرطة السبت الغاز المسيل للدموع على مجموعة من الطلاب تظاهروا في مدينة سنار وسط السودان، وفق ما ذكره شهود. وشهد السودان تظاهرات في العام 2016 بعدما رفعت الحكومة الدعم عن الوقود، لكن السلطات سرعان ما اخمدتها خوفاً من تكرار التظاهرات الدموية في العام 2013. وقتل العشرات خلال تظاهرات العام 2013، وفقاً لمنظمات دولية.
مشاركة :