جدد بعض حجاج بيت الله الحرام الوقفة على صعيد عرفات أمس لكن ليس لأداء الركن الأبرز من الحج وإنما للسلام على من فقدوهم في مواسم سابقة ودفنوا في مقبرة مجهولة التاريخ تقع في حدود مشعر عرفات. قد تكون المقبرة الأولى من نوعها على مستوى العالم، حيث انفردت بعدة ميزات منها أنها تعمل يوما واحدا في العام، حتى إن معظم المجاورين لها جغرافيا لا يعلمون بوجودها. الصدفة وحدها قادت عكاظ لمعرفة وجود مقبرة يطلق عليها مقبرة عرفة بعد أن لفها الغموض لفترة زمنية قد تمتد لقرون، فتوجهت إلى أمانة العاصمة المقدسة بحثا عن مزيد من المعلومات عنها، حيث أوضح مدير الإعلام والنشر أسامة زيتون أنه لا توجد تفاصيل دقيقة عن عمرها الفعلي، مشيرا إلى أنها تعمل يوما واحدا في العام وهو يوم عرفة، ثم تغلق 359 يوما. وأوضح زيتون أن الوفيات التي دفنت بالمقبرة حتى الآن يبلغ عددها 18، وتبلغ مساحتها الإجمالية 2500 متر مربع، مقدرا أنها تتسع لما يقارب الـ300 قبر. وحول جنسيات المتوفين، قال زيتون إنهم من عدة دول، وذكر منها على سبيل الحصر لهذا الموسم: الهند وباكستان وإندونيسيا ومصر وتايلند والسودان وسوريا واليمن. وحاولت عكاظ الحصول على معلومات أكثر عن المقبرة، غير أن الباحث التاريخي بجامعة أم القرى الدكتور فواز الدهاس، قال إنهم لا يعلمون عنها شيئا، مؤكدا أنهم سيبدأون في جمع تفاصيل عن مقبرة عرفة. وكان مشرف الوفيات والحاسب الآلي بمؤسسة الدول العربية عدنان أحمد الحمود قد قال لـ عكاظ: بلغ عدد وفيات مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية بمشعر عرفات لموسم حج 1435سبعة حجاج من جنسيات مختلفة (السودان واليمن والجزائر والصومال ومصر والمغرب)، وقد كانت وفاتهم طبيعية وقام أفراد قسم الوفيات بإدارة الخدمات بإنهاء جميع إجراءات الحالات التي تم دفنها بمشعر عرفات (المقبرة المجاورة لإدارة التجهيز) جوار مستشفى عرفات العام. عكاظ التقت أمس مجموعة من الحجاج في المقبرة حيث حرصوا على الوقوف عليها، وتحدث أحدهم وهو الحاج أحمد رشيد قائلا إنه يأتي إليها للدعاء لأقارب له ماتوا في الحج في سنوات ماضية وحرص على زيارتهم هذا الموسم بعد انقضاء موسم الحج.
مشاركة :