على بعد عشرات الكيلو مترات من الدوحة، يعري مركز البحرين للدراسات الدولية والإستراتيجية والدولية والطاقة «تنظيم الحمدين» في ندوة تحتضنها العاصمة البحرينية (المنامة) اليوم بعنوان «قطر.. عراب الفوضى والأزمات في الشرق الأوسط» في ثلاث جلسات.وتهدف الندوة إلى إلقاء الضوء على تاريخ ومظاهر التدخلات القطرية في شؤون مملكة البحرين الداخلية، إضافة إلى استعراض تجارب بعض الدول العربية مع التورط القطري في زعزعة الاستقرار والتدخل في شؤونها الداخلية ومحاولة إسقاط الأنظمة الشرعية والمؤسسات الوطنية، واستشراف وتحليل آفاق المستقبل بشأن السياسات التخريبية لقطر وكيفية التصدي لها. ويعزو رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الإستراتيجية والدولية والطاقة الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة في حديثه إلى «عكاظ» اختيار المركز لهذا العنوان كون الأزمة التي دخلت شهرها السادس جاءت نتيجة تراكمات لأعوام من ممارسات نظام الدوحة العدائية والتخريبية.ويؤكد الشيخ عبدالله بن أحمد أن السياسات القطرية التخريبية لم تقتصر على الدول الأربع المقاطعة بل امتدت إلى دول عدة في العالم العربي، معتبراً تلك الممارسات «منضوية تحت مشاريع إقليمية توسعية».ويرى آل خليفة أن الغرض من سياسات الدوحة العدائية يصب في اختراق العالم العربي ودعم الفوضى سواء كان بدعم الإرهاب أو الإعلام الموجه أو المال السياسي، أو الدعوة إلى إسقاط المؤسسات الوطنية أو إسقاط الأنظمة الشرعية، لافتاً إلى أن كل ذلك يتطلب «منا كمراكز دراسات أن تكون لنا وقفة ونجمع أصحاب الفكر والمختصين لمناقشة هذا الشأن».ويعاود آل خليفة على التأكيد بأن التدخلات القطرية ليست مقصورة على الدول الأربع فقط، بل «العالم العربي بشكل عام عانى كثيراً من تلك التدخلات».ويضيف «كون الدول الداعية لمكافحة الإرهاب كانت لها وقفة حازمة هذا لا يعني أن بقية الدول العربية لم تتأثر من هذه التدخلات في شؤونها الداخلية، هناك تجارب عديدة مرت بها دول كاليمن وليبيا وتونس وغيرها، ولذلك حرصنا أن نضمن في المنتدى ليست فقط تجربتنا مع التدخلات القطرية، ولكن أيضاً استعراض تجارب عربية، واخترنا أن تكون التجارب اليمنية والليبية والتونسية ضمن مواضيع النقاش لدينا من كل دولة ممثل رفيع المستوى ممن شهدوا التدخلات القطرية وعاصروا تلك الفترة، وكيف نتجت هذه التدخلات على زعزعة الاستقرار وتقويض الأمن مما انعكس على بيئات خصبة لرعاية الإرهاب».ولفت إلى أن السياسة القطرية تدور في الفلك الإيراني، وأن التدخلات التي مارستها قطر وإيران في الأعوام الأخيرة من دعوة إلى إسقاط المؤسسات الوطنية والأنظمة الشرعية «نراها تطال النظام الإيراني الذي -كان ولا يزال- راعياً للإرهاب».وقال إن النظام الإيراني أهمل الاستثمار في الداخل في تطوير البنى التحتية وتوفير فرص العمل الملائمة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية لأعوام عديدة، وانشغل في إثارة الفوضى في المنطقة، مضيفاً «نواجه تحديات لصد هذه التدخلات في الشؤون الداخلية في نفس الوقت تسعى دول الاعتدال في الاستثمار والتركيز على التنمية الداخلية والبشرية وتوفير الفرص الملائمة لمواطنيها، واستمرار هذا النظام في العبث في المنطقة لاقى شريك له وهو النظام القطري، الذي أخذ حذو النظام الإيراني في دعم الإرهاب». وفي الجلسة الأولى من الندوة المرتقبة، يحاول المتحدثون إلقاء الضوء تاريخ التهديدات القطرية على البحرين من خلال الاستيلاء على أراضيها، كما تسلط الضوء على دعم قطر للإرهاب في البحرين، إضافة إلى تجنيس الدوحة لمواطنين بحرينيين على أساس طائفي، كما سيناقش الإعلام القطري الموجه الذي يستهدف إحداث الفتن وإشعالها في المنطقة. وفي الجلسة الثانية من الندوة، سيتناول المتحدثون تجارب دول عربية عدة عانت من التدخلات القطرية من خلال دعم الميليشيات بالمال والسلاح والإعلام، لإسقاط النظم السياسية الشرعية، في مصر واليمن وليبيا وفي تونس. ويستعرض المتحدثون في الجلسة الثالثة أبعاد المشروع القطري التدميري في المنطقة ومستقبله، وتناول خيارات الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب في مواجهة المشروع التدميري القطري.
مشاركة :