محمد شعير: "الثورة العميقة" يهدف للتوازن بين مفهومي الدولة والحرية

  • 1/8/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

صرح الكاتب الصحفى محمد شعير مساعد رئيس تحرير جريدة الأهرام بأن كتابه الصادر حديثا عن دار بتانة للنشر تحت عنوان "الثورة العميقة" يحاول السعي إلى بناء وعى جديد فى المجتمع، يقوم على الموضوعية فى الرأى، والتوازن فى الرؤية، فيما يتعلق بالمسار السياسى لمصر منذ ثورة 30 يونيو حتى الآن، بعيدا عن الطرق الثلاثة السائدة، التى تتمثل إما فى التأييد الأعمى للسلطة أو الرفض الدائم لها والرغبة فى الثورة عليها، أو طريق الإخوان والإسلاميين الذى يدعى أن هناك رأيا سياسيا واحدا يتوافق مع الدين، داعيا إلى شق طريق رابع يضم العقلاء المدافعين عن استقرار الدولة وحريتها معا. وقال "شعير" فى حوار مع برنامج "معانى الحياة" على إذاعة "صوت العرب" الذى يقدمه الإذاعى هشام علوان، إن ملامح الطريق الرابع الذى يدعو إليه تقوم على فكرة التوازن بين مفهومى الدولة والحرية، وأنه حتى تكون لدينا حرية فلا بد أن تكون لدينا دولة أصلا، وأنه حتى نضمن استقرار الدولة وعدم تعرضها لأى هزات فلا بد أن تكون لدينا حرية مسئولة وانفتاح وتقبل للنقد. وأضاف إن هذا الطريق برغم كونه عقلانيا للكن العقلاء مازالوا قليلين فى مجتمعنا ولا بد أن نعترف بهذا، لكن هذا الطريق يكبر شيئا فشيئا ورواده المقتنعون بأفكاره يزدادون بالتدريج.وأضاف: نحن نتحدث كثيرا عن الحرية، لكن الغالبية يطالبون بها لأنفسهم فقط، فإذا ما تحدث الآخر برأى يختلف معهم يبادرون باتهامه بأنه خائن للبلد، إذا كانوا من أهل الطريق الأول، المؤيدين دائما، أو اتهامه بأنه منافق للسلطة، إذا كانوا من أهل الطريق الثانى، الثائرين دائما، ولكن لا بد من فك هذا الاشتباك، فلا يجوز أن يلجأ الناس إلى الطعن فى صاحب الرأى ونواياه إذا ما فشلوا فى الرد على الرأى نفسه أو تفنيده. وهذا ما أسميه التخوين الافتراضى.وقال إنه من بين الأمثلة على محاولة التوازن فى الرؤية، هناك مقولة شاعت فى الفترة التاريخية التى يتناولها كتاب "الثورة العميقة" وهى مقولة "مش أحسن ما نبقى زى سوريا والعراق؟"، وهذه فكرة صحيحة لها منطقها، لأن وضع مصر أفضل كثيرا من دول أخرى شقيقة، قلوبنا مع أهلها فيما تعرضوا له على مدى السنوات الماضية، لكن فى المقابل كانت هناك مبالغة فى استخدام هذه المقولة ضد كل من يطالب بإصلاح وضع سياسى معين أو تعديل قرار خاطئ، مما جعل المقولة عرضة للسخرية، لأن الفكرة تم ابتذالها، رغم أنها فى الأصل صحيحة، ونحن أفضل بالفعل من غيرنا لكننا لن نتقدم إلا بالنقد البنّاء.وردا على سؤال للإذاعى هشام علوان حول معنى "الشجاعة" كأحد معانى الحياة، ومتى يكون الكاتب شجاعا فى كتابته، قال الكاتب الصحفى محمد شعير إن الكاتب الشجاع هو من يقول ما هو مقتنع به فى داخله، ثم يسعى للإقناع به بهدوء، أيا ما كان رأيه، أى بأن يكون صادقا مع نفسه، دون بحث عن مصلحة بتأييد سلطة، أو سعى إلى جماهيرية بمعارضة سلطة، فالنفاق لا يكون للسلطة فقط، بل للجماهير أيضا، فقد يكون الكاتب معارضا وله جمهوره، ثم يعجب فى داخله بإجراء سياسى معين للسلطة لكنه يجبن عن كتابته، حتى لا يخسر جمهوره أو تطوله الاتهامات بالنفاق، وهو عندئذ يكون منافقا أيضا لكن للجمهور.

مشاركة :