حتى هذه اللحظة العابرة من عمر الزمن.. كنتُ وما برحتُ وسأَظلُّ أتساءل مع المتسائلين في أرجاء هذا الكون العجيب: ما الذي تريده إيران من «التظاهر» بالدين الحنيف.. في الوقت الذي (تعبث) فيه بالصواريخ الباليستية، وتحلمُ بصنع القنبلة الذرية.. وصولاً إلى السيطرة نووياً على القاصي والداني من البلاد والعباد؟!. تُرى.. هل الغاية من ذلك بسط هيمنة (مذهبها الديني) وشعوذتها السياسية على تلك الجغرافيات، شعوباً وعاداتٍ وثروات؟! أم أنها تنشد (إحياء) (التراث) الاستعماري العتيق لتَكونَ فيه الوارث الأقْوى والأعظم؟!. وأكثر ما يشغل البال والحال عنها أنها تختصم اليوم مع بعض دول العالم إمّا تقية في الباطن أو انتهازية ونفاقاً في الظاهر!!. وبتعبير أكثر دقة، ما الذي تريده إيران من إشعال نيران الغضب والتلويح بما هو أشدُّ وأمرُّ ضد بلدنا الصادق الأمين، المملكة العربية السعودية، قبلةِ المسلمين وقُدوتِهم في مشارق الأرض ومغاربها؟!.. مرةً تدّعي إيرانُ أنها خَرجت من رحم (الثورة الإسلامية) لإصلاح ما أفسدَه السابقوُن من قادتها، دِيناً ودُنيا، وفي الوقت ذاته، تفاجئُ هي العالمَ بسلسلةٍ من الجرائمِ والأوزارِ داخل بلادها وخارجها مِمَّا يقشعر منه البدنُ، قتلاً وأسراً باسم الدفاع عن مكاسب (ثورتها) التي رسم (خريطتَها) الخبيثةَ (مؤَسسها) الخميني!. لكنَّ سوَء حُكمِها وتقْديرِها أنها لم تنجزْ مما (ثارت) من أجله شيئاً، سوى رحيل شَاهها السابقِ إلى المنفَى، مجبُوراً مقْهُوراً! وتلك مسألة كانت شبه محسُومةٍ قبل أن يطأ الخميني أرضَ إيران عائداً من منفاه الباريسي (عودةَ الفاتحين)، ولم يكنْ أحد يتصَور أنَ عودتَه كانت بداية عهدٍ يمكن أن يطلقَ عليه فيما بعد (أسوأُ خلفٍ لأسوأ سلف)!. اليوم.. اندلع لهيبُ الغضب الشعبي في إيران، موجِّهاً رسالتَه إلى الجماهير المحتشدة في الميادين.. أو أمام شاشات التلفاز، وانضمت وسائل (التواصل الاجتماعي) تجْأَر بالشكوى، وتنقل آهاتِ المتظاهرين وصيْحَاتِهم المبحُوحة تنْديداً بهذا العهدِ، سَلَفِه وخَلَفِه، وسالت الدماء في الشوارع والطرقات، وفي هذه اللحظة التي أكتب فيها هذه الكلمات، سمعت في إحدى قنوات التلفاز أن المرشدَ العام، هَرَب أو (هُرِّبَ) إلى مكان آمن خوفاً على حياته، ولكن.. إلى أين المفر، من غضب الأبرياء.. والدماء تغلي في شرايينهم بالويل من سوء عاقبة الأمور!. وبعد.. أعودُ مرةً أخرى إلى السؤال الأهم في هذا الحديث.. وهو ماذا تريد إيران من معاداة بلادنا الغالية؟!.. وأعتقد مجْتَهداً أن المنهجَ العبثيَّ للنظام الإيراني ضد بلادنا، وخاصة خلال العقدين الأخيرين منذ عودة الخميني، وتحديداً في عهد خليفته الحالي، نشأ تحقيقاً لنزعة (الغيرة) السوداء من موقع المملكة العربية السعودية المشهود والمحمود عربياً وإسلامياً ودولياً، ونجاحها في تحقيق النجاح تلو النجاح عاماً إثر عام، يأتي في مقدمة ذلك تنظيم وخدمة موسم الحج سنوياً وفتح باب العمرة إلى بيت الله الحرام إلى جانب الزيارة لمسجد رسوله الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم. وأحسبُ مجتهداً أنه ليس لهذا السلوك المعادي غاية ظاهراً وباطناً سوى الرغبة في التسيّد إسلامياً وعربياً، بل ودولياً!. أتصَورُ أن هذا العداءَ المفتعلَ ضد بلادنا الطاهرة ومن سار على نهجها لا علاقة له مباشرة بالتباين المذهبي وحده، لكنني ألمح في ذلك السلوك المشين بقايا من الحقد الفارسي على العرب عامة، عدا مَنْ (تشَيّع) منهم سياسياً لصالح إيران دفعاً لأذاها، أو طمعاً في ثروتها!. ختاماً، أدعو الله أن يرْدعَ عنا الأذى الفارسيَّ المتّشحَ برداء التشيع المذهبي في الظاهر، والحقد الرابض في الصدور ضدّ من أُبتلينا بغيّه وغدرِه، الذي لم يفلح حتى الآن في تأمين العيش الكريم لأهله، منذ نحو أربعة عقود!.
مشاركة :