الطريق إلى الحرية مازال طويلا

  • 1/8/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الكاتبة فريدة النقاش تؤكد أن الشيوخ الذين قاوموا عملية تحرير المرأة لم يكونوا يعبّرون فقط عن أنفسهم، بل كانوا يمثلون مصالح قوى اجتماعية وسياسية ترفض تحرر المرأة من حيث المبدأ.العرب  [نُشر في 2018/01/08، العدد: 10863، ص(14)]محطات من نضال الحركة النسوية القاهرة - تعتبر الكاتبة فريدة النقاش أن كتابها “حدائق النساء في نقد الأصولية” هو حصيلة صراع ممتد عبر عقود في إطار صراع ممتد مع أفكار شائعة وقوية لكتّاب ومفكرين وشيوخ نساء ورجالا قاموا، وما يزالون، العملية التاريخية الموضوعية لتحرير المرأة التي بدأت في نهاية القرن التاسع عشر. وتؤكد أن هؤلاء الشيوخ الذين قاوموا عملية تحرير المرأة لم يكونوا يعبّرون فقط عن أنفسهم، بل كانوا يمثلون مصالح قوى اجتماعية وسياسية ترفض تحرر المرأة من حيث المبدأ، وفي المقابل من هذه القوى المناهضة لتحرير المرأة، تصاعد نضال الملايين من النساء اللاتي انضممن إلى ركب التحرر. إلا أن فريدة النقاش لفتت في الآن ذاته إلى أنه في الوقت نفسه الذي تصاعدت الدعوة إلى تحرير النساء، وناضلت من أجل هذه الحرية للملايين من النساء، فإن ملايين من نساء أخريات انضممن لما تعتبره الكاتبة بحملة الارتداد عن الحرية، من خلال ارتداء الحجاب الذي يتجاوز كونه زيا بين أزياء، ليتحول إلى رمز سياسي متحرّك لما تعتبره المؤلفة قوى الإسلام السياسي. إن المؤلفة تضع كلا القوتين السائدتين في المجتمعات العربية، سواء قوى الجماعات الظلامية والإسلام السياسي، أو قوى الليبرالية الجديدة، في سلة واحدة بالرغم مما يبدو بينهما من تناقض، وحيث تشترك القوتان في استغلالهما للمرأة والحط من شأنها ضمن خطاب يتحايل على مطالب تحرير النساء، ويجعل المرأة مخلوقا أدنى من الرجل وناقصا في العقل وفي الدين، وهو ما يتضح من خلال الخطاب الديني، أو أن المرأة مخلوق أدنى من الرجل لا يستحق الحصول على نفس الأجر الذي يحصل عليه الرجال الذين يقومون بنفس الوظائف. وفي إطار هذا الواقع الذي توضحه فريدة النقاش عبر فصول كتابها، فإنها تشير إلى أن هذه الضغوط أفرزت حركة نسوية مقاومة لقمع حق النساء في الاعتراف بذواتهن وحصولهن على حق المواطنة، وحيث تؤكد المؤلفة في هذا الصدد على أن الحركة النسوية في العالم العربي ليست مجرد محاولة لتقليد موضة حقوقية ظهرت في الغرب، بل هي احتياج واقعي أصيل للنساء العربيات، خاصة وأن الملايين منهنّ حصلن على أعلى درجة من التعليم، لكنهنّ يعانين مع ذلك من التمييز ضدهن. ويتناول الكتاب صفحات ومحطات من نضال الحركة النسوية المصرية، حيث تعتبر أن بداية الحركة النسوية في مصر ظهرت مع الربع الأول من القرن العشرين، ومع وعى الحركة الوطنية المصرية بأن قضية تحرير المرأة من القيود الاجتماعية والدينية التي تكبلها مرتبطة عضوية بقضية تحرير الوطن من الاحتلال الإنكليزي.

مشاركة :