كلية بريطانية تؤهل مربيات أطفال خارقات

  • 1/8/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أكاديمية نورلاند كوليدج بمدينة باث البريطانية تكتسب سمعة عالمية في تمتع طلابها بمهارات وقوة وذكاء جيمس بوند وبراعة ماري بوبنز.العرب  [نُشر في 2018/01/08، العدد: 10863، ص(21)]قواعد هنا في منتهى الصرامة باث (المملكة المتحدة) - بثوبهن البني ذي الياقات البيضاء والتنورات “الماكسي” أسفل الركبة، تبدو مربيات الأطفال بهذه المدرسة العليا المتخصصة، كما لو كنّ ينتمين إلى عصر غير العصر. وبالرغم من التقاليد الصارمة التي تتبعها أكاديمية نورلاند كوليدج بمدينة باث البريطانية، وتحرص على تطبيقها بحذافيرها منذ تأسيسها وعلى مدار 125 عاما، إلا أنها اكتسبت سمعة عالمية في تمتعها بمهارة وقوة وذكاء جيمس بوند وبراعة “ماري بوبنز” الشخصية الخيالية التي أدّتها جولي أندروز. وتعتبر هذه الأكاديمية مقصد المشاهير وعلية القوم بدءا من ملكة إنكلترا نفسها وصولا لنجم الروك الشهير مايك جاغر، حيث يطلبون منها توفير مربيات يعهدن إليهن برعاية أطفالهم، ويبرز من بين تلك المربيات، الإسبانية ماريا تيريسا توريون بورايو، التي عهدت إليها الأميرة كاثرين، دوقة كمبريدج، زوجة ولي العهد البريطاني الأمير ويليام، بتربية طفلهما الأمير جورج. في قاعة الدرس، تجلس طالبات السنة الأولى بالمدرسة بظهر مفرود على استقامته ليشكل مع المقعد زاوية قائمة سليمة، يتحدثن في مجموعات، ودائما تعلو الابتسامة وجوههن، يداعب الأمل مخيلتهن بشأن مستقبل قصر الأمير أو النبيل أو النجم الذي سوف يحالفهن الحظ للعمل به. تلفت المعلمة الصارمة انتباه إحدى الطالبات لأن ياقة بلوزتها ليست موضوعة بالطريقة التي ينبغي. الأقراط الملفتة للنظر أو التبرج المبالغ فيه والبيرسنج، من الممنوعات تماما ومن المحظورات على الفتيات استعمالها. القواعد هنا في منتهى الصرامة: حينما ترتدي مربيات المستقبل “يونيفورم” مدرسة نورلاند كوليدج، يحظر عليهن حتى مضغ اللبان. أي نوع من الفتيات قد تبدو تنشئة مثل هذه جذابة بالنسبة لهن؟ “أود العمل في بلاد مختلفة”، تقول ليبي، وبفضل هذا التأهيل العملي الذي يتلقينه في نورلاند كوليدج، فسوف تتلقّى بكل تأكيد عروضا من مختلف دول العالم. بدوره يقول شارلي، واحد من سبعة ذكور يرتادون الكلية “في البداية أود العمل في لندن، وبعد ذلك السفر حول العالم”. يتعين على جميع الدارسين إتقان أساليب تهدئة الأطفال حين يبكون، واللعب معهم، وبطبيعة الحال، تغيير حفاظاتهم وبسؤاله إذا كان أصدقاؤه يسخرون منه بسبب دراسته مهنة مقصورة على الفتيات، أجاب “على العكس، إنهم فخورون بي ومبهورون بما أقوم به”. بدأت قصة المؤسسة في لندن على يد البروفيسورة إيملي وارد، حينما صممت دورات تأهيل للفتيات لكي يصبحن مربيات أطفال. ومن نورلاند بالاس بالعاصمة لندن، حيث بدأت الدورات، انتقلت الفكرة إلى نورلاند كوليدج، بمدينة باث، المنتجع الإنكليزي المشهور بحماماته الرومانية العريقة. يتعيّن على جميع الدارسين إتقان أساليب تهدئة الأطفال حين يبكون، واللعب معهم، وبطبيعة الحال، تغيير حفاظاتهم. وبكل تأكيد يتعيّن على المربيات خريجات هذه المؤسسة الراقية مواكبة كافة تطورات التكنولوجيا الحديثة ليكن مستعدات لتلبية احتياجات مخدومهن المستقبلي، ومن ثم تتضمن مناهج تدريس نورلاند كوليدج تدريبات أمن، وقيادة، وتأهيل للتعامل مع الجرائم السيبرانية (جرائم الإنترنت بأنواعها)، بالإضافة إلى الدفاع عن النفس في حالة التعرض لمحاولة اختطاف. ومن ثم تقول مديرة المدرسة جانيت روز مازحة “هذه الدورات تجمع بين كفاءة ماري بوبينز وجسارة جيمس بوند”. أثناء فصول الطهي، تتعلم إيملي إعداد أطباق “القريدس بالكاري” وأطباق صحية تخلو مكوناتها من مادة الجلوتين. يبدو مظهرها أكبر من باقي أقرانها، وعن هذا تقول الإنكليزية ذات الـ23 ربيعا “اعتنيت لفترة بطفلين في مزرعة بنيوزيلندا، كما عملت بمخيمات الصيف في الولايات المتحدة. أسعى للحصول على الشهادة لأنني أطمح لافتتاح حضانة أطفال”. أما أليس (22 عاما) فلديها خطط أخرى “العمل لدى رجال أعمال في سويسرا. سيكون الأمر جيدا بالتأكيد”. ولا يعتبر ذلك حلما بعيد المنال، حيث تؤكد روز “كل خريج أو خريجة من نورلاند يتلقى خمسة أو ستة عروض عمل على الأقل، سواء في الولايات المتحدة أو الصين، أو الكاريبي أو دبي. مربياتنا أبواب العالم مفتوحة أمامهن”. وبسؤالها عن طبيعة العملاء الذين يقدمون العروض، أجابت روز بصورة قاطعة “لا نتحدث مطلقا عن عملائنا. ولكنهم ينتمون إلى الصفوة دائما، ولا تقل الرواتب السنوية التي يعرضونها عن 90 ألف جنيه إسترليني (122 ألف دولار) وأحيانا يعرضون محفزات إضافية مثل سكن خاص أو اشتراك سنوي في صالة ألعاب رياضية. مع ذلك الأمر ليس بهذه السهولة، فتكاليف الدراسة في نورلاند باهظة للغاية تقدر بنحو 50 ألف إسترليني (60 ألف دولار) وتستغرق ثلاث سنوات، بالإضافة إلى سنة أخرى من التدريب العملي مع أسرة بريطانية.

مشاركة :