كيف صارت أسماء "الإبل" عنواناً لحياة البدو ومصدراً لفخرهم؟

  • 1/8/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

درج العرب على مدح فرسان القبيلة ورجالاتها الشجعان والبارزين ووصفهم ومناجاتهم بأسماء الإبل. وكان ذلك التشبيه أو اطلاق الألقاب أو الاسماء أمراً طبيعياً ومألوفاً لدى أهل البادية, بل يعد مدحاً يقبله الرجل، وغزل تحبه النساء، نظراً لما لتلك الإبل من مكانة خاصة, مثل "وضحى" و"هنوف" و"الجفول" و"العيوف". ومن ذلك أن المرأة التى تتمتع بمقاييس ضخمة كانوا يطلقون عليها "الخديجة" أي ممتلئة الذراعين والساقين، وهناك "البرمادة" وأطلق عليها حديثاً اسم الـ "مربربة " التي ترتج من سمنتها. وهناك "العبلاء" المرأة الجميلة التي يكون أعلاها خفيفاً وأسفلها كثيباً، وكانوا يتعوذون بالله من المرأة النحيفة الزلاّء "خفيفة الشحم" ويقولون: "أعوذ بالله من زلاّء ضاوية كأن ثوبيها عُلّقا على عود". ويصف العرب المرأة البدينة بخرساء الأساور، لأن البدانة تمتد الى الرسغ فتمنع ارتطام الأساور فتصبح خرساء, كما تبارى الشعراء في وصف الأرداف الكبيرة والتغزل فى المرأة البدينة وكتبوا في أردافها شعراً ووصفوها بالناقة ذات السنامين. وكانت نظرة عرب البادية شديدة الإعجاب بالجمل والتي تقوم على الإعجاب بصبره وشدته، ولهذا يحلو للبعض أن يصف الرجل الصبور الذي يصبر على المكاره بأنه "جمل المحامل" والمحامل هي أقفاص مصنوعة من الخشب تركب فيها النساء في الأسفار وجمل المحامل عادة يكون من أقوى الجمال. وفي كثير من الأحيان تشبّه المرأة أخاها أو أباها، أو زوجها فتقول "يا جملي"، وفي المقابل يقول الرجل لقريبته مواسياً إياها عند فقد زوجها أو أبيها: "أنا حملك وجملك"، ومعنى ذلك "أنا الجمل الذي يحمل الأعباء عنك، كما يقولون في الرجل العاقل الثابت في أموره "رجل زاملة".

مشاركة :