أسفرت غارات جوية نفذتها قوات النظام السوري المدعومة من روسيا الأحد، عن مقتل 21 مدنيا على الأقل بمحافظة إدلب الحدودية مع تركيا، حيث يسعى النظام السوري إلى السيطرة على مطار أبو الضهور العسكري ليكون القاعدة العسكرية الأولى له في المحافظة. كما تمكنت القوات السورية ليل الأحد، من كسر طوق فرضته فصائل مسلحة على إدارة المركبات، قاعدتها العسكرية الوحيدة في الغوطة الشرقية. كثفت القوات السورية الاثنين هجماتها على جبهتي الغوطة الشرقية قرب دمشق، حيث تمكنت من كسر حصار عن قاعدتها العسكرية الوحيدة في المنطقة، وفي شمال غرب البلاد حيث تشن غارات عنيفة على مناطق سيطرة الفصائل الجهادية والمقاتلة. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة الأنباء الفرنسية "تتواصل الاثنين الضربات الجوية التي تشنها الطائرات السورية والروسية على مناطق عدة في إدلب". وقتل 21 مدنيا على الأقل، بينهم ثمانية أطفال في غارات سورية وأخرى روسية، استهدفت الأحد بلدات وقرى عدة في محافظة إدلب، بحسب المرصد. ومن بين الضحايا 11 شخصا من عائلة واحدة، قتلوا في غارة استهدفت منطقة قريبة من بلدة سنجار التي استعادت قوات النظام السيطرة عليها الأحد. وتشن قوات النظام منذ 25 كانون الأول/ديسمبر هجوما للسيطرة على الريف الجنوبي الشرقي لإدلب، المحافظة الوحيدة الخارجة عن سلطة دمشق وتسيطر عليها بشكل رئيسي "هيئة تحرير الشام" (النصرة سابقا). وتسعى قوات النظام من خلال هجومها بحسب عبد الرحمن، إلى "تأمين" طريق حيوي يربط حلب، ثاني كبرى مدن سوريا بالعاصمة، بالإضافة للسيطرة على مطار أبو الضهور العسكري الواقع على بعد 14 كيلومترا من بلدة سنجار. ووفق المرصد، تخوض قوات النظام "معارك عنيفة في المنطقة الفاصلة بين سنجار والمطار"، وتحرز تقدما تدريجيا. وفي حال تمكنت من طرد الفصائل من المطار، فسيكون القاعدة العسكرية الأولى التي تتمكن قوات النظام من استعادة السيطرة عليها في محافظة إدلب، الحدودية مع تركيا. في مدينة إدلب، مركز المحافظة، تتواصل عمليات البحث عن مفقودين تحت الأنقاض، غداة تفجير استهدف مقرا لفصيل "أجناد القوقاز"، الذي يضم مئات المقاتلين الأجانب المتحدرين من وسط آسيا ويقاتلون إلى جانب "هيئة تحرير الشام". وتسبب التفجير الأحد بمقتل 34 شخصا بينهم 19 مدنيا، 11 منهم أطفال، وفق حصيلة جديدة أوردها المرصد الاثنين. وكانت حصيلة أولية أفادت بمقتل 23 شخصا. ولم يتمكن المرصد من تحديد إذا كان التفجير ناتجا عن سيارة مفخخة أو استهداف بطائرة من دون طيار لقوات التحالف الدولي أو روسيا. وتحدث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن سيارة مفخخة. فك الطوق عن إدارة المركبات ويزيد وجود هؤلاء المقاتلين الأجانب من تعقيد الحرب السورية التي تشارف على إتمام عامها السابع، وتسببت منذ اندلاعها في آذار/مارس 2011 بمقتل أكثر من 340 ألف شخص ودمار كبير في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها. النظام السوري يعلن فك الحصار عن إدراة المركبات في حرستا وتمكنت دمشق منذ بدء روسيا تدخلها العسكري في سوريا في أيلول/سبتمبر 2015، من استعادة زمام المبادرة ميدانيا بعد حسم قواتها المعارك على جبهات عدة ضد الفصائل المعارضة والجهاديين في آن معا. وباتت تسيطر حاليا على أكثر من نصف مساحة البلاد. في الوقت الراهن، تخوض قوات النظام معارك على أطراف منطقة الغوطة الشرقية التي تعد آخر معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق. وقتل الاثنين ثلاثة مدنيين على الأقل بينهم طفل، جراء غارات استهدفت بلدة مديرا، بحسب المرصد السوري. وتمكنت قوات النظام السوري ليلا من كسر طوق فرضته "هيئة تحرير الشام" و"حركة أحرار الشام" و"فيلق الرحمن" منذ أكثر من أسبوع على إدارة المركبات، قاعدتها العسكرية الوحيدة في الغوطة الشرقية. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" الاثنين أن "وحدات من الجيش أنجزت مهمتها بفك الطوق الذي فرضه إرهابيو تنظيم "جبهة النصرة" والمجموعات التكفيرية التابعة له على إدارة المركبات، بعد معارك عنيفة سقط خلالها عشرات الإرهابيين بين قتيل ومصاب". وبدأت وحدات الجيش إثر ذلك "عملية عسكرية جديدة بهدف توسيع رقعة الأمان حول الإدارة وسط قيام سلاح المدفعية باستهداف أوكار وتجمعات الإرهابيين في المنطقة المحيطة" بحسب الوكالة. وأورد المرصد من جهته أن قوات النظام تمكنت من "فتح ثغرة توصلها بإدارة المركبات" المحاذية لمدينة حرستا. وبحسب عبد الرحمن، "تستمر المواجهات غرب إدارة المركبات لتوسيع الممر الذي فتحه فريق من القوات الخاصة". ومنذ بدء حصار القاعدة نهاية الشهر الماضي، أوقعت المعارك بين الطرفين 72 قتيلا من قوات النظام والمقاتلين الموالين لها مقابل 87 من مقاتلي الفصائل الجهادية والمعارضة. وتحاصر قوات النظام الغوطة الشرقية بشكل محكم منذ العام 2013، ما تسبب بنقص فادح في المواد الغذائية والأدوية في المنطقة التي يقطنها نحو 400 ألف شخص. ويأتي التصعيد في الغوطة الشرقية رغم كونها إحدى مناطق اتفاق خفض التوتر الذي تم التوصل إليه في أيار/مايو في أستانة برعاية روسيا وإيران، حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة. وبدأ سريانه في الغوطة في تموز/يوليو. فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 08/01/2018
مشاركة :