توكل كرمان تؤكد: عودة قوية لشباب الثورة في اليمن بعد تشكيل الحكومة

  • 10/9/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة_ من شادية الحصرى قالت الناشطة السياسية توكل كرمان، المنسق العام لمجلس شباب الثورة والحائزة على جائزة نوبل لسلام، إن اليمن تشهد ثورة مضادة مكتملة الأركان، من قبل جماعة الحوثي، بدعم إيراني مالي وعسكري كامل لها، وبتحالف مع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، بهدف لتقويض الجمهورية اليمينة، والانقلاب علي ثورتي 11 فبراير و 26 سبتمبر، مؤكدة أننا أمام مشروع إيراني يستهدف المنطقة كلها، وهذا المشروع يتمدد نظراً لما وصفته بتآمر حكام وأنظمة المنطقة ضد الربيع العربي ومحاربتهم له، وتم استبدال الربيع العربي بربيع إيراني. وكشفت – في أول حوار صحفي لها بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء عن أن هناك تواصلاً بين شباب الثورة وأن تحركهم سيكون أكثر تنظيماً وظهرواً، وأن الجميع سيري ويسمع صوتهم سلمياً بشكل أكبر عقب تشكيل الحكومة، وأنه سيبرز صوت شباب الثورة بمظاهراتهم السلمية الحاشدة وفعالياتهم النضالية المطالبة ببسط نفوذ الدولة ونزع سلاح المليشيات ومكافحة الفساد وتأسيس مؤسسات الدولة المختلفة وفي مقدمها الجيش والأمن، والأنتهاء من صياغة الدستور الذي يؤسس للحقوق والحريات ويكافح الفساد ويكفل تحقيق الديمقراطية ويعلي من سيادة القانون، وسيظلوا في النضال السلمي المدني الحضاري الكبير حتى النصر.       وأوضحت كرمان أنه تم تأجيل الدعوة للتظاهرات في ساحات الثورة وتأجيل كافة تحركاتهم لما بعد تشكيل الحكومة، وذلك حتي تكون هناك جهة معينة يوجهون إليها مطالبهم، لأن الرئيس عبد ربه منصور هادي الآن لا يستطيع أن يفعل شيئاً، ولذلك عليهم أن الانتظار لحين تشكيل الحكومة، كي يستطيعوا مطالبة جهة محددة ويفترض أنها قادرة. وشدّدت علي أن هناك إقاعة ممنهجة ومماطلة واضحة من قبل الحوثي في الموافقة علي تسمية رئيس الحكومة الجديد – الذي تم التوافق عليه بشكل شبه نهائي- من أجل التوسع الميداني للحوثي قبل تسميته، مؤكدة أن هذا أمر مقلق للغاية، خاصة أنه لو حدث تأخر وتعثر كبير في تشكيل الحكومة الجديدة فاليمن سيكون أمام مشهد خطير وقاتم جداً، لأن استمرار حالة الفراغ في الدولة ستجعل هناك زيادة لمساحات العنف بشكل كبير، والجماعات المسلحة ستحاول استغلال هذا الأمر أكثر فأكثر. وأردفت كرمان : مليشيات الحوثي ليست بالقدر الكبير والقوة التي قد يتصورها البعض، فلولا الدعم الذي حصلت عليه من قبل النظام السابق والدعم الإيراني، ما كان لها أن تستطيع تغيير الأوضاع في اليمن، والثورة السلمية في 2011 تعرضت لخيانة وغدر مليشيات الحوثي، فقد تظاهرات أنها مع الثورة السلمية في حين أنها كانت تتمدد وتقلب الأرض قطعة قطعة بداية بصعدة ثم عمران ثم الحروب التي شنتها علي الجوف منذ 2011 وحتي اليوم، وكذلك بإسقاطها لصنعاء. وتابعت : لذلك لولا الثورة السلمية لما خرجت جماعة الحوثي المسلحة إلي النور ولظلت محاصرة داخل صعدة، لكن الثورة السلمية بنقائها وطهارتها ودعوتها لجماعة الحوثي في 2011 بأن تترك السلاح وتنخرط في العمل السلمي، لكن ما حدث فيما بعد هو خيانة الحوثيين للثورة وخيانتهم لفكرة العمل السلمي، وكانت هذه المليشيات تتظاهر بأنها مع الثورة من جهة وهي تقلب الأرض وتستولي علي المحافظات واحدة تلو الأخري، ثم بتنسيقها مع علي عبد الله صالح الذي ساعدها وسلم لها المعسكرات، وبتنسيقها الكامل مع إيران. واستطردت: لو تم الضغط علي مليشيات الحوثي وكذلك ما تبقي من مؤسسات الدولة من أجل تنفيذ هذا الاتفاق ومخرجات الحوار الوطني، فلا شيء أقوي من صوت السلم ولا شيء أقوي من العمل الضاغط غير العنيف، ونحن نثق في شعبنا، لأن أهل اليمن أقوياء ولن يستسلمون أبدا للمؤامرة الكبيرة التي يتعرضون لها ولا لسقوط صنعاء. وقالت : سقطت صنعاء بالفعل ولكن سقط الحوثيين معها أخلاقياً بشكل تام، وسيسقطون خلال الأيام القادمة، لأن الشعب اليمني شعب واعي وقوي ومجروح كثيراً بمعني الكلمة من الخيانة التي تعرض لها من قبل مليشيات الحوثي، وهو مستعد لأن يخوض نضاله حتي آخر لحظة، من أجل إلزام جميع الأطراف الموقعة علي أتفاقية الشراكة والسلم بتنفيذ بنود الأتفاق وكذلك الالتزام بمخرجات الحوار الوطني، من أجل بناء الدولة المدنية الحديثة، ونحن نثق لأبعد مدي في شعبنا برجاله ونسائه وشبابه وشيوخه، فهم قادرين علي إلزام كل الأطراف، خاصة أن جماعة الحوثي التي سقطت أخلاقياً يوماً بعد الآخر يزداد سقوطها إلي أن تسقط في القريب العاجل سياسياً.      ورداً علي مطالب إدماج الحوثيين بالعمل السياسي، أضافت : نحن لطالما نادينا وطالبنا جماعة الحوثي المسلحة بأن تتحول لحزب سياسي، ولانزال نطالبها حتي اليوم بذلك، لكي تكون شريكاً فاعلاً في العملية السياسية، وكان أول مشاركة لها في الثورة حينما ناديناها وطالبناها بالتخلي عن السلاح والانضمام لصفوف الثورة، وقد شاركوا في مؤتمر الحوار الوطني وفي جميع فرقه، وكانوا الفريق الأكثر تأثيراً والأعلي صوتاً داخل مؤتمر الحوار الوطني، وخرجت جميع مخرجات الحوار الوطني مرضية لهم. وتابعت : كذلك دعوناهم للمشاركة في تشكيل الحكومة وأن يتحولوا لحزب سياسي، لكنهم رفضوا، والآن حتي بالرغم من ممارساتهم العنصرية والطائفية واستخدامهم للعنف وإسقاطهم للمؤسسات وللعاصمة وعمران وصعدة، إلا أن أتفاقية السلم والشراكة نصت علي مشاركتهم في الحكومة، وبالتالي فجميع الأبواب مفتوحة أمامهم للعمل السياسي، لكنهم حتي الآن يرفضون الشراكة الحقيقية ويمضون قدماً في تنفيذ أجندة خارجية لإسقاط الدولة اليمينية وليس من أجل الشراكة الوطنية، ومع ذلك نتمني أن يعودوا إلي رشدهم وأن يغلبوا مصلحة اليمن واليمنيين وأن يعلموا أن الشعب اليمني يقول لهم ويناديهم بألا يتورطوا أكثر في هدم الدولة اليمينة، لأن الشعب اليمني لن يقبل ذلك وسيقف لهم بالمرصاد. وأكدت كرمان أنه المطلوب من الحوثيين من أجل تحقيق هذا، هو الالتزام بأهم مخرج من مخرجات الحوار الوطني وأتفاقية نقل السلطة هو تسليم الأسلحة، وهذا بالنسبة لكل الجماعات المسلحة وفي مقدمتهم الحوثيين، فالسلاح يجب أن يكون حكراً للدولة فقط، ويمكنهم المشاركة في العملية السياسية، لكن ما يحدث – حتي اللحظة- أنهم يرفضون تسليم سلاحهم للدولة بل ذهبوا لنزع سلاح الدولة. وبسؤالها عن رؤيتها لمواقف المجتمع الدولي، أجابت : ليست ملبية لتطلعاتنا، فهناك خذلان كبير جداً للشعب اليمني الذي وثق في المجتمع الدولي في رعاية العملية السياسية، وقد خذل المجتمع الدولي الشعب اليمني منذ اللحظة الأولي، فلم يكون هناك تعامل جاد وحاسم مع المخلوع علي عبد الله صالح، وسمح له بممارسة دور سياسي بداية برئاسته لحزب المؤتمر الوطني الشعبي، إضافة إلي علمه أنه يدير عملية تقويض العملية السياسية والجمهورية اليمنية، ولم تتم معالجة ذلك ولم يساهموا في التصدي لهذا الأمر، فقط كان هناك مجرد تهديد من قبل المجتمع الدولي بينما كان علي عبد الله صالح يقوم بالفعل وكان يدير بأصابعه كل العمليات التخريبية لعرقلة العملية الانتقالية سواء من قطع الكهرباء وأنابيب النفط والتحالف مع الجماعات المسلحة (الحوثي والقاعدة) ومحاولة اغتيال الرئيس الانتقالي ومحاولات إفشال مؤتمر الحوار الوطني وغير ذلك من العمليات. وأضافت : بالتالي فالمجتمع الدولي لم يقم بدوره في المرحلة الأولي وتجاهل عن معاقية علي عبد الله صالح، وكذلك سمح لمليشيات الحوثي بالانتشار وتغاضي عن جميع انتهاكاتها، وحتي الآن لا يوجد موقف دولي صارم وحازم ضد الحوثي، وهذا سيضر بأمن المنطقة والعالم كله، خاصة إذا ما استمر التعامل مع جماعة الحوثي بهذه الطريقة. وحول رؤيتها للسيناريوهات التي تنتظر اليمن، قالت: الأول: سيناريو حزب الله في اليمن ليكون الحوثي هو المتحكم والمدير، بل بشكل أقوي من حزب الله، من أجل إدارة الملف اليمني والتحكم في جميع مؤسسات الدولة، والثاني يتمثل في إسقاط الدولة اليمينة، وهذا ليس لأن اليمن فقط هي المستهدفة، بل المنطقة بأكلمها، بدءا بالرياض ثم دبي، وهذا هو المخطط المستهدف من جماعة الحوثي، وأجدد تأكيدي أننا سنقاوم هذا السيناريو فالمنطقة العربية هي عاصمة الخليج العربي ولن نسمح لأن تكون صنعاء هي البوابة التي تسقط من خلالها إيران المنطقة العربية بأكلمها. واختتمت كرمان: لابد أن يتكاتف الجميع في الداخل والخارج لإنقاذ اليمن والخروج من أزمته، فلابد للقوي الوطنية اليمنية أن تتحد، وأن يتكاتف المجتمع الدولي ودول الإقليم وفي مقدمتهم دول الخليج لإسقاط هذا المشروع، وبتكاتفنا جميعا سنكون قادرين علي إيقاف هذا المشروع وهذا الانهيار المخطط له، ونحن قادرون علي ذلك، واليمن هي التي ستحمي أمن المنطقة والعالم، وبالتالي فهذا ليس أمراً سهلاً، بل يحتاج لتوحيد كافة الجهود وتكاتف مختلف الأطراف لنتمكن من القضاء عليه.         

مشاركة :