أبوظبي (وام) قالت نشرة « أخبار الساعة « إنه من النادر أن تجد قائداً يحظى بمكانة دولية وعالمية خلال حياته وبعد وفاته كما هو المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فقد كان، رحمه الله، خلال حكمه لدولة الإمارات يتمتع بمكانة دولية كبيرة وكان ينظر إليه بصفته رجل دولة محباً للسلام ومبتعداً دائماً عن مواطن الخلاف. وتحت عنوان « زايد.. رؤية إنسانية ومكانة عالمية » أضافت أنه، رحمه الله، كان ينأى بنفسه عن أي صراعات إقليمية أو دولية ولكنه كان يمارس في الوقت نفسه الحياد الإيجابي، حيث يسعى دائما إلى تخفيف التوتر بين الدول وحل النزعات بالطرق السلمية ويحرص على تعزيز العلاقات الإنسانية بين الشعوب والدول ومستعدا باستمرار للمساعدة بكل ما تملك الدولة من رجال ومال في حفظ السلم والأمن الدوليين. وتابعت النشرة الصادرة أمس عن « مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية« أنه لا نجافي الحقيقة إذا قلنا إن الشيخ زايد« رحمه الله» ربما كان الزعيم الوحيد في المنطقة والعالم العربي والإسلامي الذي تمتع بعلاقات قوية مع الجميع من دون استثناء، وكذلك الأمر بالنسبة إلى العلاقات مع بقية زعماء العالم حيث كان يحرص كل الحرص على تقوية علاقات الإمارات مع الشعوب والأمم كافة مترفعاً عن كل النزاعات والصراعات أو الخلافات، ولذلك فلا عجب أن يحظى بمثل هذه المكانة المرموقة بعد وفاته كما في حياته حيث تنعقد باستمرار الفعاليات التي تتناول سيرته العطرة وجهوده في إحلال السلام العالمي. وأشارت إلى أنه وفي هذا السياق عقد على مدار يومي 6-8 يناير الجاري في مدينة كاليكوت « كيرالا» في الهند فعاليات « مؤتمر الشيخ زايد العالمي الثالث للسلام « بحضور 500 عالم ومفكر من 20 دولة وممثلين من دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية ودولة الكويت ومملكة البحرين وسلطنة عمان وجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية والسودان وماليزيا وسريلانكا والولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة البريطانية وكندا وأوزبكستان ونيوزيلاندا وإندونيسيا وغيرها من الدول التي عبر ممثلوها عن تقديرهم للشيخ زايد ودوره في تأسيس الاتحاد وتطوير بلده ونشر السلام في العالم. وأوضحت أن المؤتمر - الذي يعقد تحت شعار « من أجل عالم خال من الإرهاب» تزامنا مع إعلان الدولة عام 2018 « عام زايد» بمناسبة مرور 100 عام على ميلاد الوالد المؤسس - يهدف إلى تعريف العالم بالمساهمات العظيمة التي قدمها الشيخ زايد « طيب الله ثراه» في مجال تعزيز أسس السلام في العالم ورؤيته الإنسانية لتوطيد العلاقات الدولية وإيمانه بأن السلام هو الطريق الصحيح لتحقيق التقدم والتنمية ، ودعوته المتكررة لنبذ العنف والحروب والصراعات المسلحة والحرص على حل المشاكل والخلافات بين الدول بالطرق السلمية. وأكدت أن انعقاد مثل هذا المؤتمر العالمي المهم وبهذه المشاركة الدولية الكبيرة يظهر الأثر الكبير الذي خلفه الشيخ زايد في مجال تحقيق التنمية ومساعدة الدول المتخلفة والنامية على النهوض بينما عمل على إصلاح ذات البين وكان يسارع في الخيرات من أجل تعزيز العلاقات بين الشعوب ولعل موقفه المبدئي من قضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة من قبل إيران أكبر دليل على مدى التزام الشيخ زايد بالقيم الأخلاقية الدولية حيث أصر منذ بداية الاحتلال - برغم أن ما قامت به طهران هو عدوان واعتداء- على حل هذه المسألة بالطرق السلمية ، وكان يدعو دائماً إلى الحوار أو اللجوء إلى التحكيم الدولي أو أي طريقة سلمية أخرى تضمن عودة الحق إلى أصحابه من دون إراقة قطرة دم واحدة انطلاقاً من إيمانه بإمكانية حل أي نزاع أو خلاف مهما كانت درجة تعقيده عبر الحوار والطرق السلمية.
مشاركة :