ألمانيا أمام تحد اجتماعي يهدد 3.9 مليون عامل بـ «الصناعات المعدنية»

  • 1/9/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

شهدت ألمانيا، اعتباراً من أمس، أسبوعاً من الاضرابات، نظمته نقابة الصناعات المعدنية «آي جي ميتال» النافذة؛ تأييداً لمطالب أبرزها خفض ساعات العمل إلى 28 ساعة في الأسبوع.وهناك مخاوف من أن تؤدي هذه الاضرابات وخصوصاً في قطاع السيارات إلى إحدى أسوأ المواجهات الاجتماعية في السنوات الأخيرة في ألمانيا. وستطال الاضرابات المقررة بشكل تصاعدي، شركات تم اختيارها بعناية بغرب البلاد في مقاطعة رينانيا وشمال وستفاليا؛ حيث أعلن عن توقف 700 ألف شخص عن العمل، وبجنوبها في باده فورتمبورغ، وبشرقها في براندنبورغ وساكسونيا وبرلين.من المتوقع أن تستمر الحركة أسبوعاً على الأقل، وقد جرت اضطرابات أولية تحذيرية محدودة الأسبوع الماضي، خصوصاً لدى بورش.وتطالب النقابة منذ أكتوبر/ تشرين الأول بزيادة بنسبة 6% في أجور عاملي القطاع البالغ عددهم 3,9 مليون عامل، بينما يقترح اتحاد أرباب العمل 2%؛ لكن غالباً ما يتوصل الجانبان إلى تسوية.ويدور الخلاف هذه المرة حول مطلب غير مسبوق لنقابة «آي جي ميتال»، ويقوم على الانتقال إلى العمل من 35 إلى 28 ساعة أسبوعياً للراغبين في ذلك، مع تعويض جزئي على النقص في الأرباح لأرباب العمل.ويفترض أن تظل هذه الصيغة صالحة لمدة عامين كحد أقصى، وأن يضمن صاحب العمل العودة إلى دوام كامل بعدها.إلا أن اتحاد أرباب العمل في القطاع يعدها غير مقبولة وغير عملية؛ إذ يقدر بأن ثلثي الموظفين تقريباً سيتأهلون للاستفادة من الترتيب الجديد، ويخشى أن يؤدي ذلك إلى صداع إداري وشغور في الوظائف.كما يشدد اتحاد أرباب العمل على مخاطر بحصول التمييز؛ في حال تطبيق هذه الترتيب بحق الموظفين بدوام جزئي لجهة تخفيض أجورهم بشكل أكبر. وتعثرت المفاوضات حول هذه المسألة خلال الخريف، وإذا تأكد هذا التأزم فإن المرحلة التالية ستكون إضراباً فعلياً، وهو حدث نادر في هذا البلد.وحذر المسؤول من نقابة «آي جي ميتال» رومان زياتزلسبورغر في نهاية الأسبوع الماضي، أنه ودون تقدم من قبل أرباب العمل، «فسيكون من الصعب جداً خوض هذه المفاوضات حول الأجور بشكل ناجح مع الاكتفاء بإضرابات تحذيرية».وغالباً ما يرافق المفاوضات حول الأجور توقف عن العمل؛ لكن نقابة «آي جي ميتال» لم تنظم إضراباً وطنياً مفتوحاً منذ عام 2003.من جهتها، تهدد نقابة «سيجاميتال» برفع القضية أمام القضاء، وقد شهدت البلاد ارتفاعاً في حدة اللهجة، بينما المفاوضات الاجتماعية غالباً ما تمت في السنوات الأخيرة في أجواء من الهدوء؛ لتدل على متانة الاقتصاد.ويشرع أرباب العمل بالقلق من حصول مواجهة غير محددة في قطاعات صناعية مزدهرة وأساسية لألمانيا على غير السيارات والآلات الصناعية.وحذر مسؤول نقابة الصناعات المعدنية والكهربائية في بافاريا برترام بروسارت، أن «الإضرابات ليست عادة الوسيلة الملائمة لحل الخلافات حول الرواتب فهي تسيء إلى الصادرات وبالتالي إلى المؤسسة وموظفيها». (أ.ف.ب)

مشاركة :