القوات النظامية السورية توسّع سيطرتها في اتجاه مطار أبو الضهور

  • 1/9/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

سجّلت القوات النظامية السورية تقدّماً جديداً في محافظة إدلب شمالاً أمس، تزامناً مع غارات مكثفة نفذتها طائرات سورية وأخرى تابعة لسلاح الجو الروسي على مدن ريفَي إدلب الشرقي والجنوبي الشرقي وقراهما. وقُتل 21 مدنياً على الأقل بينهم 8 أطفال في غارات روسية وأخرى سورية استهدفت بلدات وقرى عدّة في محافظة إدلب ليل الأحد. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن بين الضحايا 11 شخصاً من عائلة واحدة قُتلوا في غارة على منطقة قريبة من بلدة سنجار الاستراتيجية التي استعادتها القوات النظامية الأحد. وحققت الأخيرة تقدماً واسعاً أمس، مكّنها من السيطرة على 14 قرية، بعد قصف مكثّف أجبر مقاتلي «هيئة تحرير الشام» على الانسحاب، نظراً إلى تعذّر تثبيت نقاط تمركز في هذه القرى بسبب القصف العنيف، كما أفاد «المرصد». وتشنّ القوات النظامية منذ 25 كانون الأول (ديسمبر) الماضي هجوماً للسيطرة على ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وهي المحافظة الوحيدة الخارجية عن سيطرة دمشق، وتسيطر عليها أساساً «الهيئة». وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن إن «قوات النظام تسعى عبر هذا الهجوم إلى تأمين طريق حيوي يربط حلب، ثاني كبرى مدن سورية بالعاصمة، إضافة إلى السيطرة على مطار أبو الضهور العسكري الواقع على بُعد 14 كيلومتراً من بلدة سنجار. وأوضح أن القوات النظامية تخوض «معارك عنيفة في المنطقة الفاصلة بين سنجار والمطار»، وتحرز تقدماً تدريجياً في المنطقة. وفي حال تمكنت من طرد فصائل المعارضة من المطار، فستكون القاعدة العسكرية الأولى التي تسقط في يد النظام في محافظة إدلب، الحدودية مع تركيا. وفي التفاصيل الميدانية، تواصل القصف الجوي المركّز على ريف إدلب حيث نفذت طائرات حربية غارات استهدفت مناطق في قرية مغارة ميرزا، تزامناً مع قصف قرى في محيط سنجار. كما استهدفت غارات مناطق في قرية أبو حبة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، ما أدّى إلى مقتل شخص على الأقل. وشارك الطيران المروحي في القصف على منطقة سراقب تزامناً مع غارات متجددة على بلدة جرجناز. وسهّلت الضربات الجوية والصاروخية المكثفة على ريفَي إدلب الشرقي والجنوبي الشرقي، مهمة القوات النظامية في التقدّم براً، فتمكنت أمس من السيطرة على 14 قرية في المنطقة، وباتت على مسافة تقل عن 11 كيلومتراً من مطار أبو الضهور. واستكملت أيضاً سيطرتها شبه الكاملة على الحدود الإدارية لريف إدلب الجنوبي الشرقي مع ريف حماة الشمالي الشرقي، قاطعة الطريق أمام تقدّم تنظيم «داعش» المتواجد في قرى ريف حماة الشمالي الشرقي، ودخول محافظ إدلب أو التوغّل فيها، كما أوضح «المرصد». وأفادت «وكالة قاسيون» بأن «الحزب الإسلامي التركستاني» بدأ أمس، بإرسال تعزيزات عسكرية إلى جبهات ريف إدلب الجنوبي والشرقي لدعم فصائل المعارضة في قتالها ضد القوات النظامية. وأوضحت أن التعزيزات تضّمنت رشاشات ثقيلة من طراز 23 ودبابات» تي 63» ومدفعية ثقيلة، إلى جانب أسلحة متوسطة. كما أرسلت «حركة أحرار الشام» تعزيزات إلى محور سنجار ومحيط قرية عطشان في ريف حماة الشمالي، وأعلنت النفير العام في صفوفها لصدّ قوات النظام. وتسببت حملة القصف الجوي والصاروخي بتوقف تام عند تقديم الخدمات في المستشفيات والمراكز الإسعافية والمستوصفات الطبية شرق مدينة إدلب. وقال وزير الصحة في الحكومة السورية الموقتة فراس الجندي لموقع «سمارت» أمس إن «9 مستشفيات و31 مركزاً ومستوصفاً طبياً كانت متواجدة في المنطقة توقفت عن العمل». وأوضح أن المستشفيات والمراكز الطبية كانت تضم 76 طبيباً و270 ممرضاً، وتقدّم خدمات لأكثر من 450 ألف نسمة، مشيراً إلى أن حملة النظام والقصف تسببا بجرح 46 ممرض و17 طبيباً.   «أجناد القوقاز» وفي مدينة إدلب، مركز المحافظة، تتواصل عمليات البحث عن مفقودين تحت الأنقاض إثر انفجار استهداف مقر فصيل «أجناد القوقاز» الذي يضم مئات المقاتلين الأجانب المنحدرين من وسط آسيا ويقاتلون إلى جانب «هيئة تحرير الشام». وتسبّب التفجير ليل الأحد بمقتل 34 شخصاً بينهم 19 مدنياً 11 منهم أطفال، كما أفاد «المرصد» مرجحاً ارتفاع الحصيلة لوجود جرحى في حال خطرة ومفقودين تحت الأنقاض. وتضاربت المعلومات في تحديد طبيعة الهجوم ما إذا كان ناتجاً من سيارة مفخخة أو استهداف بطائرة من دون طيار لقوات التحالف الدولي أو روسيا. وأوضح موقع «عنب بلدي» أن التفجير وقع في شارع الثلاثين وسط مدينة إدلب، وأدّى إلى وقوع أضرار كبيرة وصل مداها إلى أكثر من 150 متراً عن موقع التفجير، الذي تسبب أيضاً بحفرة وصل عمقها إلى متر ونصف. ودُمّرت مبانٍ في محيط الانفجار بالكامل. ورجّحت حكومة الإنقاذ في محافظة إدلب أن يكون الانفجار ناتج من قصف صاروخي روسي، مستبعدة أن يكون سببه سيارة مفخخة، فيما أكّد سكان المنطقة أنهم لم يسمعوا صوت سقوط صاروخ أو قصف أو حركة طيران قبل التفجير. ولفت الناشط عمر حاج قدور إلى أن «الطيران الوحيد الذي لا يمكن سماعه قبل ضرب الهدف، هو طيران إف 16 التابع للتحالف الدولي».

مشاركة :