في حقيبة تسمى «كرة القدم» يوجد كارت صغير يطلق عليه «البسكويتة»، لكن حقيقته ومهمته لا يشبهان أبدًا حجمه الصغير واسمه اللطيف، فهذا الكارت بإمكانه في ثوانٍ أن يحول العالم إلى خراب، وأن يبدأ حربا قد لا تنتهي إلا بتدمير الكرة الأرضية، فـ«البسكويتة» بداخلها شفرة إطلاق الأسلحة النووية الأمريكية، فهل تتخيل أن تضيع كفردة الشراب التي تختفي ولا نجدها أبدًا في حياتنا؟ هذا تحديدًا ما حدث مع هذا الرئيس الأمريكي.مساعد الرئيس يتهرب من التفتيش مع تصاعد التهديدات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والزعيم الكوري الشمالي كيم يونج أون، باستخدام ما أطلقوا عليه «الزر النووي» ضد بعضهما، تطرق موقع «بيزنس إنسيدر» إلى قصة ربما تعتبر من نوعية الكوميديا السوداء، والتي تعود إلى عام 2000، حين كان الرئيس الأمريكي هو بيل كلينتون. من المفترض دائمًا أن تكون الحقيبة التي تحمل الكارت قريبة من الرئيس الأمريكي، ودائمًا بحوزة أحد مساعدينه المرافقين له، إلا أن ما حدث حينها كان مختلفًا، حيث يروي الجنرال هيو شيلتون، رئيس الأركان الأمريكي الأسبق أن «في حوالي عام 2000 ذهب أحد أعضاء القسم المختص في وزارة الدفاع (البنتاجون) بكل القطع المتعلقة بالعملية النووية إلى البيت الأبيض ليتحقق بنفسه من الشفرات ويتأكد أنها صحيحة، وهي عملية يجب القيام بها كل 30 يومًا، فيما يتم تغيير الشفرات كل 4 أشهر». حينها، قال مساعد الرئيس للمسؤول إن «الرئيس بيل كلينتون بحوزته الشفرات إلا أنه في اجتماع مهم ولا يمكن إزعاجه»، كما أكد للمسؤول أن الرئيس يهتم بشدة بالشفرات ودائمًا يحتفظ بها بالقرب منه، ورغم قلق عضو البنتاجون إلا أنه تقبل العذر ورحل. مر شهر، وجاء موعد التأكد مجددًا من الشفرات، ليذهب عضو آخر من القسم نفسه بالبنتاجون إلى البيت الأبيض، حيث كان المسؤول الذي ذهب في المرة الأولى في إجازة، ليقال له العذر ذاته «الرئيس مشغول جدًا إلا أنه يهتم للغاية بالشفرات ويبقيها بجانبه».انكشاف الكارثة وحلول سريعة للأزمة يروي «شيلتون» أن «هذا الأمر استمر، وأنا متأكد أنه كان دون علم الرئيس كلينتون، حتى جاء موعد تغيير كارت الشفرات نهائيًا وتبديله بالكارت الجديد ذو الشفرة الجديدة، حينها علمنا أن مساعد الرئيس ليس لديه أي معرفة بمكان وجود الحقيبة التي تحتوي الكارت القديم لأنها مفقودة من أشهر، ولم يكن أبدًا بحوزة الرئيس، لكنه توقع، حسب رأي، أنها مع مساعده كما هو مفترض». تم إبلاغ «شيلتون» ووزير الدفاع حينها ويليام كوهين، بالكارثة، وسريعًا تم حل الأزمة بتغيير الشفرات لكنهم أيضًا سارعوا بتغيير العملية بأكملها، وألزموا عضو البنتاجون المسؤول عن التحقق من الشفرة بالذهاب والانتظار في البيت الأبيض إذا تطلب الأمر وعدم المغادرة تحت أي ظرف إلا بعد التأكد من وجود الشفرات وسلامتها. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فما كان يخشاه «شيلتون» و«كوهين» أكثر من أي شيء، وهو أن تصل هذه القصة المحرجة إلى الصحافة، إلا أن هذا لم يحدث أبدًا حتى ذكرها «شيلتون» في كتابه الذي نشره عام 2010.
مشاركة :