بعد أن تعالت الأصوات ضد استخدامات الوقود الأحفوري كالنفط والغاز بسبب آثاره الضارة على البيئة والتحوّل المتزايد لتطبيق السياسات الخضراء، جاء الطقس القارص الأخير في أميركا الشمالية ليؤكد أنه يصعب الاستغناء عنه. أدت الحرارة التي وصلت إلى 40 درجة تحت الصفر في بعض مناطق الولايات المتحدة إلى حرق أكبر كمية من الغاز الطبيعي في يوم واحد بتاريخ الولايات المتحدة. كما يرى بعض الخبراء أن الديزل يتصدر لائحة مصادر الطاقة التي ستسمح بتوفير الكهرباء والتدفئة اللازمة خلال فترات الجليد وهو الوقود الأكثر إخراجا لثاني أكسيد الكاربون. ومن المتوقع أن يبقى الوقود الأحفوري المصدر الرئيسي لاستهلاك الطاقة في الولايات المتحدة حتى عام 2040، حيث يوفر 80% من احتياجات البلاد. ليس ذلك فحسب، وإنما اللافت هو أنه بعد اتفاقية باريس للمناخ تم ضخ مليارات الدولارات من الأموال العامة في مشاريع الوقود الأحفوري. وفي هذا السياق، أكد تقرير لشركة Oil Change International أن المصارف التنموية الرئيسية الست في العالم ومنها البنك الدولي وفرت تمويلات بقيمة 5 مليارات دولار في 2016 منها مليارا دولار لتمويل استكشاف حقول جديدة للنفط والغاز. إضافة إلى ذلك، أفاد تقرير E3G أن البنك الدولي والبنك الأوروبي للتنمية والإعمار وفرا قروضا مماثلة للوقود الأحفوري ولمشاريع الطاقة النظيفة في إشارة إلى استمرار أهميته. ويوفر الوقود الأحفوري حاليا نحو 90% من الاحتياجات العالمية للطاقة وبالتالي حتى مع التحول التدريجي إلى مصادر صديقة البيئة سيبقى مصدرا رئيسيا للطاقة لأجيال قادمة. إذ أفادت وكالة الطاقة الدولية أن الاستثمارات التي رصدت لقطاع الطاقة من نفط وغاز وفحم بلغت نحو 800 مليار دولار في 2016 أي نحو 1% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
مشاركة :