«الإخوان» ورقة أمريكية.. و«داعش» تستهدف مصر والخليج

  • 10/10/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

خادم الحرمين يتميز برؤى استشرافية في حوار الحضارات وحرب الإرهاب قال أيمن فايد الخبير في شؤون تنظيم القاعدة، إن جماعة الإخوان صنيعة أمريكية جرى تجهيزها لتنفيذ المخطط الأمريكي لتفتيت المنطقة منذ عام 2005. ووصف فايد الجماعات الإرهابية وفي صدارتها داعش، بأنها أكذب من مسيلمة الكذاب، موضحًا أن هذا التنظيم يجهل أبجديات العمل السياسي، وقال إن مصطلح الدولة الذي يصف داعش نفسه به لم يبرز للوجود إلاَّ في القرنين السادس عشر والسابع عشر. وأوضح أيمن فايد في حوار خاص لـ»المدينة» أن رؤية الحركات الإرهابية لقضايا الخلافة والحكم تقوم على الكذب والادّعاء على الرسول صلى الله عليه وسلم، ورفض محاولات تضخيم أعداد الإرهابيين حاليا، مؤكدًا أن المواجهة معهم ينبغي أن تكون شاملة بما فيها القوة البرية. وأشاد برؤية خادم الحرمين الشاملة في مواجهة الإرهاب، مشيرًا إلى أن التنظيمات الإرهابية تستهدف حاليًّا مصر ودول الخليج بالدرجة الأولى باعتبارها الداعم الرئيس للاستقرار في المنطقة.. وفيما يلي نص الحوار: ** كثر التنظير لرؤى الإرهاب -للأسف الشديد- مؤخرًا، رغم دعوة خادم الحرمين لمواجهته بكافة السبل، كيف تقيمون الوضع؟ * مواقف خادم الحرمين الشريفين على مدى السنوات الماضية، كانت تتميز بالرؤى الاستشرافية، التي تحلل الأبعاد، وقد دعا مبكرًا إلى حوار الحضارات والتعايش بين الشعوب على أساس القواسم المشتركة، ثم أتبع ذلك بتحذيرات مستمرة بضرورة المواجهة الجماعية للإرهاب الذي قد يصل إلى أوروبا وأمريكا خلال شهرين؛ لأن الجميع ليسوا بمأمن منه. وفي البداية يجب أن نكون على ثقة كاملة، بأن هذه الجماعات الإرهابية التي تُدعى الدعوة إلى الحكم الإسلامي الرشيد، وإقامة دولة الخلافة، إنما تمارس الكذب والبهتان، وبالتالي يجب أن نبدأ من المواجهة من خلال تأصيل فكر هذه الجماعات المريض وإخضاعه للشرع الحنيف لنعرف مدى صدقيته من عدمها، ونرى هل يحقق المشروع الإسلامي الذي نسعى له، وهل يوحّد الأمة أم يفرقها، وباختصار شديد، يجب ألاَّ نركز في مواجهة الإرهاب على الأسباب والعوارض الظاهرة، وإنما نبحث في المناطق الشائكة التي تقع بين المقدمات والنتائج. وإذا كانت هذه الجماعات ومنها داعش تدعى «خلافة على منهج النبوة» مستشهدة بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، «بدأ الاسلام غريبًا، فطوبي للغرباء»، فإن هذا الفهم في اعتقادي به قصور من جانب الذين فسّروا الغربة هنا بالعدد أو محاربة البعض للفكرة الجديدة. الفهم الصحيح للخلافة ** وماهو الفهم الصحيح لهذا الحديث الذي يتشبث به البعض لتبرير جرائمهم حاليًّا بدعوى إعادة الخلافة الإسلامية كما يقولون؟ * لو نظرنا إلى أنظمة الحكم منذ عهد الجاهلية وحتى النبوة، لوجدنا أنها كانت تعتمد على المال والقوة والقبلية، والمقصود بحديث الخلافة على منهج النبوة، هو نظام الحكم الجديد الذي أتى به الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان مغايرًا للأنظمة السابقة. يقول الله تعالى: «وما أرسلناك إلاَّ رحمة للعالمين»، وقد ضرب الرسول بمنهجه القويم العصبية القبلية المقيتة، وساوى بين الجميع: «إن أكرمكم عند الله أتقاكم»، كما كان من أسس الحكم الذي جاء به أن جعل كل المعذبين في البشرية في قبيلة واحدة، وليس أدل على ذلك من قصة سليمان الفارسي، وصهيب الرومي، اللذين أعزهما الإسلام، وكان لهما شأن عظيم فيه بعد حالة من الضياع قبله. ** ما هي رؤيتكم لهذه الحركات التي تدّعي العمل لتطبيق شرع الله؟ * هذه الحركات ينطبق عليها قول الله سبحانه وتعالى «وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون»، الإسلام لم يعرف مصطلح الدولة، الذي نشأ في القرن السادس والسابع عشر، وانما عرف مصطلح مملكة، أو إمارة أو خلافة، وقد نشأ مصطلح الدولة عند المسلمين باتفاقية سايكس بيكو في أوائل القرن الماضي، وهذه الحركات وفي صدارتها داعش تستهدف مصر ودول الخليج لدورها الكبير في مواجهة الإرهاب، ودعم الاستقرار في المنطقة. الإخوان ورقة أمريكية ** كيف تقيّمون تجربة الإخوان التي استمرت عامًا في الحكم؟ * مشكلة الحركات الإسلامية ان الشعوب لا تثق في قدرتها على إدارة شؤون البلاد الداخلية والخارجية، وقد كانت ثورة 30 يونيو عظيمة بحق عندما أطاحت بهم، وإن كان للبعض ملاحظات على الفترة التي تلت ذلك كأمر طبيعى، يحدث في كل الثورات، والواجب تصحيح كل الأمور حتى تسير في الإطار الصحيح. ** وماهو تعليقكم على ما يتردد من وقت لآخر عن مبادرات للصلح بين الدولة والإخوان؟ * المبادرات التي أعلنت للصلح متعددة، وفي اعتقادي أن المصالحة بدأت منذ عدة أشهر ولكن هناك مخاوف من الإعلان عنها خشية من ردود الفعل السلبية، ولم يعد خافيًا على أحد أن محمد مرسي والإخوان، كانوا صنيعة أمريكية لتحقيق المخطط الأمريكي لتفتيت المنطقة منذ عام 2005. وفي اعتقادي أن المصالحة كان ينبغي أن تكون مع المتضررين على أرض الواقع، وليس فرقاء السوء، ولنا في تجربة جنوب إفريقيا مثلاً وعبرة، حيث قامت على القصاص العادل وعودة الحقوق إلى اصحابها. ** كنت قريبًا من تجربة القتال في أفغانستان ضد السوفيت في الثمانينيات، صف لنا التجربة وأبرز الدروس المستفادة منها؟ * يجب أن يعرف المرء أين يضع أقدامه أولاً، فقد أكتشفنا بعد فترة من العمل أن القيادات الأفغانية نفسها بدأت في حرب الأفغان العرب، عندما أطلقنا فكرة الوحدة وضبط قنوات التمويل، والتي كشفت وللاسف الشديد عن تصارعهم الشديد على المال فقط. كما تبين لنا أن هذه القيادات الأفغانية لم تحارب الروس إلاَّ في أوقات فراغها، وفي مقابل ذلك كان بعض الأفغان العرب يلقون بأنفسهم إلى الموت دون استعداد جيد في التدريب وذلك من أجل طمعهم في الجنة. ** كيف نخرج من التحديات الراهنة في ظل المؤشرات على نجاح المخطط الغربي في تفتيت العديد من الدول العربية؟ * لا مجال لمواجهة التحديات إلاَّ بأن نفهم ما يدور حولنا، وما يفهمه الآخرون عنا، فعند توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية في عام 1977، قال هنري كسينجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، لرئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق مناحم بيجين، إنى أسلمك أمة نائمة، لكنها إذا استيقطت استردت ما أخذ منها في قرون، ونحن لا زلنا نعاني من الأمية الفكرية بين العاملين بشؤون الفكر والثقافة، وقد صدقت جولدمائير رئيسة وزراء إسرائيل السابقة عندما قالت إن العرب لا يقرأون، وإذا قرأوا لا يفهمون، وقد قال الفيلسوف الدانماركي الشهير سورين كيجارد، لايكفى أن تفهم الاخرين، بل الاهم أن نفهم ما يفهمه الآخرون عنا. المزيد من الصور :

مشاركة :