نقص الانضباط .. هل هو حُريّة شخصيّة؟! عبدالمحسن محمد الحارثي هناك مشكلة لدى كثير من النّاس تكمن في أنّ أولوياتهم لم تترسّخ في قلوبهم وعقولهم ، بل أسيرة لشهواتهم ونزعاتهم .. كما أنّ أغلب الناس يُساوون بين الانضباط وغياب الحُريّة ، ولكنّ العكس هو الصحيح في واقع الأمر.. فالأشخاص المنضبطون فقط هُم الذين يتمتعون بالحرية. . أمّا غير المنضبطين فإنّهم عبيد لتقلباتهم المزاجية وشهواتهم وعواطفهم. لا بُدَّ أنْ نضرب بسوطٍِ العقل كُل ميلٍ بِداخلنا يُؤَدِّي بنا إلى المُماطلة أو عدم الانضباط ، فالأفكار والانفعالات والسلوكيّات عادةً ما تكون تحت سيطرة الإنسان ذاته ، وأنّهُ القادر على ضبطها والتحكُّم في مصيرها. . فإنّ كل يومٍ أمامنا من الأفكار والمشاهد والأصوات والأشياء ما لا يُعدُّ ولا يُحصى ، ونحنُ فقط من يستطيع أن يوازن بين كل هذه المُدْخلات إلى عقولنا ، ويترتب عليها رِدُود أفعال إيجابية أو سلبية ، وأنّ الإنسان وحده من يُسيطر ويتحكّم في تفكيرهِ ومشاعره وسلوكه ، فإنهُ يستطيع أنْ يُدير عالمهُ بيده. إنّ القُدرة على السيطرة على المشاعر والأفكار تحتاج إلى دِربة ومُمارسة ، فهي قد تكون في أصل الإنسان ، وقد تأتي مُكتسبة بالتمرين والمُمارسة.. ورد عن النبي – صلى الله عليه وسلم- أنه قال:( الحِلْم بالتَّحلُّم ، والعِلمُ بالتَّعلُّم). لذا يجب علينا أنْ نُسيطر على سلوكيّاتنا ، وأنْ نتجنّب إلقاء المسؤوليّة على أحد غيرك ، وأنْ نتحلّى بروح الضبط والتحكُّم بانفعالاتنا ، وسلوكيّاتنا ، وأفكارنا. وللوقت والتحكُّم فيه دورٌ في إدارة الذّات وإدارة الموقف بفاعليّة إذْ تُعطي الإنسان حالة من السكينة والطمأنينة ، وبذلك تزداد نسبة انضباطه وتكون قراراتهِ أكثر واقعيّة . يقول على بن أبي طالب- رضي الله عنه- ( مَنْ قصَّرَ في عملهِ اُبْتُلِيَ بالهم). ويقول بنجامين مرانكلين:( إذا كُنت تُحبُّ الحياة فلا تُضِعْ الوقتَ سُدى؛ لأنَّ الوقت هو مادة الحياة). فإذا لم نعرف قيمة الوقت ، فلن نعرفَ قِيمة الانضباط. . ويومٌ لم أتعلّم فيه جديداً يومٌ ليس من عُمري.
مشاركة :