ما أقسي علي النفس أن تتعرض لظلم.. وأنت عاجز عن أن تفعل شيئًا ترد به قسوة الظالم.. مفضلاً الصمت والصبر إلي أن يقضي الله أمرًا كان مفعولا.. ولكن.. وبعد أن يفيض بك الكيل في الوقوف ضد رغبتك في الوصول لتحقيق حلمك فلا تجد أمامك غير التمرد والهروب من المكان الذي عشت وتربيت وتألقت وذاع منه صيتك وشهرتك علي مدي 23 عامًا مستعينًا بقدرة الله علي فك هذه الشفرة المعقدة.. ولعلك تجد في المكان الجديد العدل الذي تنشده وتحقق كل آمالك وطموحاتك. تلك هي حكاية محنة نجم كروي كان ملء السمع والبصر من التألق والشهرة.. هداف من طراز فريد قالوا عنه جلاد حراس المرمي.. وأسطورة زمانه في لعبته والذي تعرض لظلم بيِّن من مدربه الذي حكم عليه أن يدفن حيًا بالابتعاد عن أن تطأ قدمه أرض الملعب وأن يظل حبيس دكة الاحتياطي أو عدم قيده في قائمة المشاركين للمباريات متجاهلاً اسمه وتاريخه وخبرته.. كل ذلك بلا سبب. عماد متعب الذي حقق بأدائه وسلوكه وأهدافه المتعددة والكثيرة التي بلغت 176 هدفًا ما بين ناديه الأهلي والمنتخب الوطني وساهم في رفع علم بلده في المحافل الكروية المحلية والأفريقية والعربية والدولية جاء يوم يضطر فيه إلي مغادرة المكان الذي تربي وعاش فيه 23 عامًا والذي دخله وهو في الثانية عشرة من عمره برعما وناشئا كرويا في صفوفه وبدلاً من تكريمه بعد أن تخطي الثلاثين راح مدربه حسام البدري يراوغه ويتجاهل إشراكه في المباريات ويحنث وعوده ويتعمد النظر إليه وهو محبوس علي دكة الاحتياط أو مشترك لدقائق معدودة إذا رضي عنه كل ذلك بلا سبب منطقي لهذه التصرفات الغريبة حتي بات لا يطيق وجوده داخل الفريق بل داخل النادي كله بغرض إبعاده عن تحقيق رغبته وحلمه في مشاركة المنتخب الوطني الذي تأهل لكأس العالم وليكون ذلك تعويضا عن ضياع هذا الحلم الذي كان قد اقترب يوما وضاع في اللحظات الأخيرة في دورة عام 2010 بعد هدفه التاريخي في مرمي الجزائر. وللتذكرة فإن عماد متعب ليس بغريب عن ملاعب الكرة وليس ببعيد عن التألق وتسجيل الأهداف المؤثرة بتاريخ زاخر بالتهديف حتي بلغت النسبة 176 هدفا بين الأهلي والمنتخب ولعل هدفه في مباراة الجزائر في تصفيات كأس العالم 2010 كان قد قرب الفريق من التأهل.. وكذلك هدفه في اللحظات الأخيرة من مباراة نهائي كأس الكونفيدرالية الذي أحرزه في مرمي سوبر سبورت الذي منح الأهلي الأفضلية لحمل كأس البطولة متقدما علي كل الفرق المصرية التي شاركت في هذه المسابقة ولم يحققوا اللقب والجدير أن اللاعب وصل أمس للسعودية واستقبل من قبل نادي التعاون بفرحة وأهدوه وشاح الورد. كل التوفيق لعماد متعب في تجربته الجديدة في أرض رسول الله "صلي الله عليه وسلم" وعودته إلي المنتخب مشاركًا في أحداث كأس العالم وداعما ومساهما في تألقه وعودته إلي مصر مرة أخري عملاقا أسطورة كما عرفته جماهير الكرة المصرية ويكون الكابتن حسام البدري قد أدرك خطأه الذي زاوله مع عماد متعب قد أفاد مصر بعودة بزوغ أسطورة اسمها عماد متعب من جديد والذي سيكون بإذن الله حديث العالم في المونديال.. يا رب. *نقلاً عن المساء المصرية ** جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.
مشاركة :