قتل 18 مدنياً على الأقل وأصيب العشرات بجروح اليوم الثلاثاء في قصف جوي ومدفعي لقوات النظام وحليفتها روسيا استهدف مناطق عدة في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، وفق حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان. في دمشق، أفاد الإعلام الرسمي السوري عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين في قذائف أطلقتها الفصائل المتواجدة في الغوطة الشرقية. في الغوطة الشرقية، وثق المرصد ارتفاع حصيلة القتلى جراء القصف المدفعي على مدينة دوما من ثلاثة إلى خمسة مدنيين، كما «قتل ثمانية مدنيين بينهم طفل في حمورية، وثلاثة آخرون بينهم طفلان في سقبا، ومدني واحد في مدينة حرستا جراء غارات شنتها طائرات حربية سورية وأخرى روسية». وأسفر القصف عن إصابة أكثر من ثمانين مدنياً آخرين بجروح، بحسب المرصد الذي رجح ارتفاع حصيلة القتلى نتيجة وجود إصابات خطيرة. ونقل مراسل لوكالة «فرانس برس» في حمورية مشاهدته لمبنى ومنازل من الطراز العربي قد سويت بالأرض، كما شاهد متطوعين من الدفاع المدني (الخوذ البيضاء)، وهم ينتشلون طفلاً من تحت الأنقاض. وصعّدت قوات النظام وحلفاؤها مجدداً منذ بداية الشهر الحالي القصف على مدن وبلدات عدة في الغوطة الشرقية، إثر شن هيئة تحرير الشام وفصائل إسلامية عدة هجوماً على مواقع تحت سيطرة قوات النظام على أطراف مدينة حرستا، تبعها اندلاع اشتباكات عنيفة لا تزال مستمرة. وترد الفصائل المعارضة بدورها بين الحين والآخر بقصف أحياء في دمشق، موقعة قتلى وإصابات. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، أن «مجموعات مسلحة تنتشر في عدد من مناطق الغوطة الشرقية اعتدت على منازل الأهالي في حيي باب توما والقصاع بعشر قذائف أسفرت عن ارتقاء شهيدين واصابة 14 مدنياً» بجروح. كما نقل التلفزيون الرسمي عن مصدر في قيادة شرطة دمشق، «ارتقاء شهيدين»، وإصابة آخرين في قذائف استهدفت حي الشاغور في شرق العاصمة أيضاً. وتمكنت قوات النظام السوري ليل الأحد من كسر طوق فرضته هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام وفيلق الرحمن منذ أكثر من أسبوع على القاعدة المعروفة باسم إدارة المركبات، وهي القاعدة العسكرية الوحيدة التابعة للنظام في الغوطة الشرقية. وكانت الغوطة شهدت تصعيداً مشابهاً منتصف شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، استمر لأسابيع عدة، قبل أن تهدأ الأمور نسبياً لأيام بالتزامن مع عملية إجلاء 29 مريضاً بحالة حرجة نهاية الشهر الماضي، مقابل إفراج الفصائل المقاتلة عن عدد مماثل من الأسرى كانوا محتجزين لديها، بموجب اتفاق مع قوات النظام. وتحاصر قوات النظام الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، بشكل محكم منذ العام 2013، ما تسبّب بنقص فادح في المواد الغذائية والأدوية في المنطقة التي يقطنها نحو 400 ألف شخص. ويأتي تصعيد القصف على الغوطة الشرقية رغم كونها إحدى مناطق اتفاق خفض التوتر الذي تم التوصل إليه في مايو/ أيار، في أستانا برعاية روسيا وإيران، حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة. وبدأ سريانه في الغوطة في يوليو/ تموز.
مشاركة :