أكد باحثون أن المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، نموذج فريد في التاريخ المعاصر، وأنه ترك آثاراً إيجابية في مختلف الأصعدة، واستمد فلسفة حكمه من تعاليم الدين الإسلامي والتقاليد العربية الأصيلة، مشددين خلال الندوة التي نظمها مركز سلطان بن زايد، أمس، بعنوان «زايد الأثر والتأثير»، على أهمية الاحتفال بـ«عام زايد» لتكريس قيم ومآثر الشيخ زايد لدى الجميع، خصوصاً الأجيال المقبلة. وأفاد نائب المدير العام للمركز، منصور سعيد عمهي المنصوري، بأن تخصيص 2018 لزايد لا يعني أن مآثره يمكن أن تُذكر في عام، أو تستوعبها فترة زمنية محددة، فالألسن تلهج بذكراه دائماً، والأعين لم تنسَ تلك المشاهد التي تُعد صرحاً شامخاً لمنجزاته، لافتاً إلى أن الشيخ زايد استطاع أن يجسد اتحاداً واقعاً ملموساً، لترتقي على يديه دولة الإمارات إلى مصاف الدول المتقدمة في شتى المجالات، ولتصبح مضرب الأمثال بين البلدان. وقال أستاذ التاريخ في جامعة الإمارات، الدكتور حمد بن صراي، إن الجانب التربوي يعتبر ميداناً رحباً برز فيه الشيخ زايد من خلال أحاديثه وزياراته ولقاءاته بالطلبة وذويهم، وتتبّعه للواقع التربوي بناءً وعمارةً وتدريساً، وتبع ذلك قيامه بغرس القيم الأخلاقية في نفوس الأجيال، وصرح في أكثر من حديث بأن أخلاق المجتمع، من تسامح ومبادرة وخيرية وتفاضل وإقبال وتواصل وتعاطف وتراحم، متجذّرة في مجتمع الإمارات. وتحدث الباحث الدكتور سيف بن عبود البدواوي، عن دور الشيخ زايد في تطوير الإمارات قبل قيام الاتحاد (1966-1971)، خصوصاً المناطق الشمالية، وذلك من خلال مجلس حكام الإمارات المتصالحة، الذي تم إنشاؤه عام 1952، وانضم إليه الشيخ زايد خلال الجلسة المنعقدة في 16 نوفمبر 1966، وذلك بعد استلامه الحكم في إمارة أبوظبي، وكان الشيخ زايد في كل اجتماع للمجلس يعلن عن حزمة مساعدات لتطوير المناطق الشمالية، من بينها تقديم 365 ألف جنيه إسترليني، وتم دفعها بوساطة البنك الشرقي خلال عام 1967، وتكفل بنفقات الطريق الذي يربط الشارقة بالذيد في 1968، كما تم إنشاء طريق حديث بين دبي وأبوظبي في العام نفسه، بعد توقيع الاتفاق على الوحدة بين الإمارتين، وفي نهاية 1971 بلغت المساعدات التي قدمها الشيخ زايد 13 مليون دينار بحريني. وتناول الباحث الدكتور نايف علي عبيد، الفلسفة السياسية المتجسدة في قيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، خلال رئاسته لدولة الإمارات، التي تستمد جذورها من الإسلام والثقافة العربية، والتقاليد المتأصلة في هذه المنطقة. وأضاف «كان، رحمه الله، ينبذ التعصب ويدعو إلى الحوار البنّاء بين الأديان من أجل سلام البشرية ورفاهيتها، حيث أكد في لقاء مع الأمير تشارلز، ولي عهد بريطانيا، على دعمه للجهود التي يقوم بها للحوار بين العلماء من مختلف الأديان السماوية، نظراً إلى ما تقدمه هذه اللقاءات من خدمة كبيرة للإنسانية، كما كان رافضاً للإرهاب بكل أشكاله، وتجلى ذلك في مواقف عدة له، منها موقفه من أحداث سبتمبر 2001. لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.
مشاركة :