سعر قياسي للخام الأميركي وشكوك تشوب موجة الصعود

  • 1/10/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

صعدت أمس أسعار الخام الأميركي مجدداً إلى أعلى مستوياتها منذ 2015، مع مراهنة المضاربين على ارتفاع أسعار العقود الآجلة وسط خفوضات الإنتاج التي تقودها «أوبك» وتراجع أنشاطات الحفر الأميركية، لكن البعض حذر من أن موجة الصعود قد تفقد زخمها. وبلغ سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط في العقود الآجلة 62.16 دولار، بزيادة 43 سنتاً أو 0.7 في المئة عن التسوية السابقة، بعدما لامس الخام في وقت سابق ذروة أيار (مايو) 2015 عند 62.56 دولار. وإلى جانب مضاهاة ذورة 2015 لوقت قصير خلال التعاملات، فإن ذورة أمس هي الأعلى لخام غرب تكساس الوسيط منذ كانون الأول (ديسمبر) 2014 عندما بدأت موجة هبوط سوق الخام. وبلغ سعر برميل خام القياس العالمي «برنت» في العقود الآجلة 68.11 دولار، بزيادة 33 سنتاً أو 0.5 في المئة عن سعر الإغلاق السابق، بعدما لامس الأسبوع الماضي أعلى مستوياته منذ أيار 2015 عند 68.27 دولار. وقال متعاملون إن الأسعار مدعومة أساساً بالمضاربات في عقود الخام التي تراهن على تقلص الفجوة بين العرض والطلب في السوق عقب خفوضات الإنتاج التي تقودها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا، والتي بدأت قبل عام وتستمر حتى نهاية 2018. وقال المتعاملون إن الانخفاض الطفيف في عدد منصات الحفر النفطية بالولايات المتحدة يدعم الخام الأميركي. وعلى رغم موجة الصعود الأخيرة التي رفعت أسعار الخام أكثر من عشرة في المئة منذ أوائل كانون الأول، يحذر البعض من أن الأسواق تستبق الأحداث. فالحفارات الأميركية ما زالت تتجاوز بكثير المستوى المتدني الذي سجلته في حزيران (يونيو) 2016 عند 316 حفاراً، ومن المتوقع أن يتخطى إنتاج الخام الأميركي قريباً عشرة ملايين برميل يومياً، ليصل إلى مستوى لم تحققه سوى السعودية وروسيا حتى الآن. من جهة أخرى، أفادت مصادر بأن السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، ستـــورد كميات الخام المتعاقد عليها بالكامل لشركتي تكرير في شمال آسيا في شباط (فبراير) مندون تغيير عن الشهر السابق. وأبقت المملكة، أكبر منتج للنفط في «أوبك»، إمداداتها لآسيا مستقرة بعدما بلغ سعر خامها الرئيس، الخام العربي الخفيف، أعلى مستوياته في ثلاث سنوات. إلى ذلك، نقل موقع معلومات وزارة النفط الإيرانية عن وزير النفط بيجن زنغنه، قوله إن أعضاء «أوبك» غير متحمسين لزيادة أسعار الخام، نظراً لبواعث القلق المتعلقة بإنتاج النفط الصخري. وقال زنغنه إن ارتفاع أسعار خام «برنت» لتتجاوز 60 دولاراً في الأيام الأخيرة يعزى إلى خفوضات المعروض والطقس البارد. في سياق آخر، أظهرت بيانات ملاحية إن صادرات البنزين من أوروبا إلى الشرق الأوسط في الأشهر الماضية، قفزت إلى مستويات قياسية، مع سعي التجار إلى سد الفجوة، نظراً لأعمال صيانة مكثفة مقررة بخاصة في مصافي المنطقة في الأشهر المقبلة. وحتى الآن تمت حجوزات مبدئية لاثنتي عشرة ناقلة نفطية على الأقل، لتحميل وقود السيارات من أوروبا هذا الشهر مع خيارات لملاّك الشحنة لتسليمها إلى الشرق الأوسط. وربما تنقل السفن ما يزيد على 700 ألف طن من البنزين على المسار، مقتربة من المستوى القياسي الذي تم تسجيله في كانون الأول. يذكر أن صادرات البنزين من أوروبا إلى الشرق الأوسط منتظمة إلى حد ما، لكن أعمال الصيانة المكثفة المقررة في الشرق الأوسط، التي تعطل بعض أكبر المصافي في العالم وأكثرها تطوراً، دفعت الطلب للصعود على المسار خلال الأشهر الأخيرة. وأدى انخفاض هوامش تكرير البنزين وأسعاره في الأشهر الماضية إلى فتح فرص أمام البائعين الأوروبيين لبيعه في مناطق أخرى بدلاً من سوقه الرئيسية التقليدية في شرق الولايات المتحدة حيث تراجع الطلب. والشرق الأوسط أيضاً مورّد رئيس لنواتج التقطير الوسيطة إلى أوروبا، مثل الديزل ووقود الطائرات، على رغم أن أوروبا تملك كميات وافرة من تلك المنتجات في الوقت الحاضر. وأشار مصرف «مورغان ستانلي» الأميركي في مذكرة الأسبوع الماضي إلى «تحول كبير مزمع في الشرق الأوسط، أحد مصادر أوروبا الرئيسية لاستيراد المنتج»، مضيفاً أن الطاقة التكريرية في المنطقة ستنخفض بنحو مليون برميل يومياً في أوائل آذار (مارس).

مشاركة :