اتفقت سيول وبيونغيانغ على إجراء محادثات عسكرية، بعد أول حوار رسمي بين الجانبين منذ أكثر من سنتين. لكن رئيس الوفد الكوري الشمالي تحفّظ عن ذكر مسألة نزع السلاح النووي خلال المناقشات. وفي ختام المحادثات أمس، وهي الأولى منذ كانون الأول (ديسمبر) 2015، قال رئيس وفد الدولة الستالينية ري سون غون، إن مناقشة برنامجها النووي وترسانة أسلحتها ستؤثر سلباً في العلاقات مع الشطر الجنوبي، لافتاً إلى أن «أسلحة كوريا الشمالية تستهدف فقط الولايات المتحدة، لا إخوتنا (الكوريين الجنوبيين) أو الصين أو روسيا». أما نائب وزير التوحيد في كوريا الجنوبية، تشون هاي سونغ، فقال إن سيول اقترحت إجراء مناقشات عسكرية بين الكوريتين، لتخفيف حدة التوتر في شبه الجزيرة والسماح بالتئام شمل الأسر المشتتة، لمناسبة عطلة السنة القمرية الجديدة في شباط (فبراير) المقبل. وأضاف أن «كوريا الشمالية أعلنت عزمها على جعل المحادثات مثمرة وفرصة رائدة»، مشيراً إلى أن سيول اقترحت استئناف المفاوضات السداسية في شأن البرنامج النووي الشمالي، ومستدركاً أنها لم تتلقَ رداً من وفد بيونغيانغ. وتابع أن المسؤولين الشماليين أبدوا خلال الاجتماع تقبّلهم فكرة العمل للمصالحة بين البلدين، من خلال الحوار والتفاوض. وذكر تشون أن بلاده اقترحت أيضاً أن يسير الرياضيون من البلدين معاً في مراسم افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي سيستضيفها الجنوب في شباط، وفي نشاطات أخرى مشتركة. وأعلنت الكوريتان أن رياضيين ومسؤولين من الشمال سيشاركون في تلك الدورة، إذ وَرَدَ في بيان مشترك أن «الجانب الكوري الشمالي سيرسل وفداً من اللجنة الأولمبية الوطنية، مع رياضيين ومشجعين وفنانين ومراقبين وفريق استعراضي للتايكواندو وصحافيين، على أن تؤمّن كوريا الجنوبية المرافق والتسهيلات الضرورية». وسبق أن سار الرياضيون من البلدين معاً في مراسم الافتتاح والختام لبطولات دولية كبرى، لكن ذلك لم يحدث منذ بطولة الألعاب الشتوية الآسيوية التي نظمتها الصين عام 2007، وذلك نتيجة تدهور العلاقات خلال السنين العشر الماضية التي تولى خلالها المحافظون الحكم في سيول. وتابع زعماء العالم المحادثات عن كثب، بحثاً عن أي بادرة على تراجع التوتر في شبه الجزيرة الكورية، وسط مخاوف متزايدة بسبب البرنامجين النووي والصاروخي لكوريا الشمالية التي تتحدى قرارات مجلس الأمن. وكانت سيول فرضت حظراً أحادياً على دخول مسؤولين من الشطر الشمالي أراضيها، رداً على الاختبارات النووية التي نفذتها الدولة الستالينية. لكن مسؤولين كوريين جنوبيين يعتبرون أن الألعاب الأولمبية تشكّل فرصة لتخفيف التوتر. على صعيد آخر، أعلنت اليابان أنها لن تقبل «بأي شكل» طلب كوريا الجنوبية اتخاذ مزيد من الإجراءات لمساعدة «نساء المتعة» اللواتي أُرغِمن على العمل في بيوت دعارة في اليابان أثناء الحرب العالمية الثانية، في ملف تعتبر طوكيو أنها سوّته بعد إبرام اتفاق مع سيول عام 2015. وكان تحقيق كوري جنوبي نُشر الشهر الماضي خلص إلى أن الخلاف المتعلّق بـ «نساء المتعة» «لم يُسوَ في شكل أساسي»، نظراً إلى امتناع طوكيو عن تلبية طلب الضحايا بتعويض قانوني. وعلّقت اليابان منبّهة إلى أن أي محاولة كورية جنوبية لإعادة التفاوض على اتفاق 2015، ستجعل العلاقات «صعبة».
مشاركة :