أبوظبي ـ اختتم برنامج شاعر المليون، مساء الثلاثاء، حلقاته التسجيلية الخمسة التي تناولت في طياتها جولات أعضاء لجنة تحكيم البرنامج في عواصم أربع مدن عربية هي الأردن والكويت والسعودية والإمارات، بالإضافة إلى الحلقة التسجيلية الخامسة والأخيرة التي استعرضت اختبارات وزيارات ومقابلات الشعراء الـ 150 النهائية لإختيار قائمة الـ 48 شاعر. وبذلك يكون قد بدأ العد العكسي لانطلاق بث الحلقات المباشرة للبرنامج الشعري الأضخم من نوعه في العالم العربي على الهواء مباشرة مساء الثلاثاء المقبل في 16 يناير/كانون الثاني. وشهدت الحلقة التسجيلية الخامسة، التي بثت على قناتي بينونة والإمارات، تقسيم الشعراء إلى ثلاث مجموعات، حيث تم تنظيم زيارات إلى بعض المهرجانات التراثية والمواقع التاريخية، وقد توجهت المجموعة الأولى إلى مهرجان الظفرة في مدينة زايد بمنطقة الظفرة، والمجموعة الثانية إلى قصر المويجعي في منطقة العين، فيما زارت المجموعة الثالثة مهرجان الشيخ زايد التراثي في منطقة الوثبة، وتم في ختام هذه الزيارات إعطاء كل متسابق ورقة تتضمن سؤالاً، ليتم الإجابة عليه من قبل الشعراء ومن ثم تسليمه للجنة لاحقاً. وعرضت الحلقة مشاهد من الاختبارات المتعددة التي خضع لها الشعراء المتنافسين الـ 150 في العاصمة أبوظبي، والتي تمحورت حول الشعر النبطي وبحوره وحضوره في الساحة الشعرية، وتعد هذه الاختبارات جزءاً من مراحل التحدي في برنامج شاعر المليون. وتضمنت هذه الاختبارات مرحلة التحدي الأخير لما قبل اختيار قائمة الـ 48 شاعر، بحضور أعضاء لجنة تحكيم البرنامج واللجنة الاستشارية مجتمعة التي تضم كل من سلطان العميمي، الدكتور غسان الحسن، حمد السعيد، تركي المريخي، وبدر صفوق، حيث قدم كل شاعر أربعة أبيات عن الوجهة التي زارها أمام اللجنة التي أبدت بدورها النقد البنّاء في حوارية بين الشاعر وأعضاء اللجنة عن الأبيات. كما شهدت هذه المرحلة أيضاً استماع أعضاء اللجنة إلى أربعة أبيات من قصائد الشعراء المشاركين، ومن ثم قام كل شاعر أثناء مشاركته بسحب ورقة من صندوق لأبيات شعرية مختلة الوزن وطلبت اللجنة منه اكتشاف هذا الخلل في الوزن وتصحيحه. وتخلل الحلقة أيضاً بعض المشاعر الجميلة حيث تم عرض لحظة إجراء مكالمات هاتفية مع ذويهم، وما تخللها من دعوات بالتوفيق، وكذلك ردة فعل المشاركين وفرحتهم بآراء اللجنة النقدية التي قابلوها برحابة صدر حول أدائهم الشعري ومشاركتهم في البرنامج. • لجنة التحكيم تشيد بأداء الشعراء ومن جهة ثانية، فقد عبر سلطان العميمي، عضو لجنة التحكيم، عن إعجابه بالمستوى الشعري الذي قدمه الشعراء، موضحاً أنّ هناك ازدياد ملحوظ في أعداد الشعراء، وأنّ هذه الزيادة والتميز دفعت اللجنة لأن تكون هناك مرحلة الـ 150 شاعراً عوضاً عن المائة، مضيفا أن هناك نسبة 60-70 بالمائة من المتقدمين هم شعراء صغار السن وهؤلاء لديهم فرصة في المشاركة وتطوير أنفسهم في المواسم القادمة. وقال العميمي إنّ الأسئلة والمعايير ودقة الاختبارات ساعدتنا كثيراً في عملية اختيار قائمة الـ 48 شاعراً، كما أنّ النقاش الدائم بين أعضاء اللجنة يعطينا انطباعاً واحداً تقريباً حول من سيدخلون المرحلة القادمة، مشيراً إلى أنه لمس انطباع الرضا من جميع أعضاء اللجنة عن بعض الشعراء. وبدوره، أكد حمد السعيد، عضو لجنة التحكيم، أن البرنامج في دورته الثامنة تحول لأكاديمية شعر أكثر من كونه برنامج مسابقات، موجهاً شكره لكافة أعضاء اللجنة على المجهود الكبير الذي بذلوه في محطة اختيار قائمة الـ 48 شاعراً. واعتبر الدكتور غسان الحسن، عضو لجنة التحكيم، أن هذه المحطة تعتبر المحطة الفاصلة أمام الشعراء الـ 150، حيث يتم خلالها تحديد المرحلة القادمة من البرنامج بالنسبة لكل شاعر، سواءً بالمتابعة والانتقال للمرحلة القادمة أو المغادرة. وقال تركي المريخي، عضو اللجنة الاستشارية، إن اختيارات اللجنة كانت ضمن آليات محددة ودقيقة، وعلى الشعراء أن يقدموا أنفسهم بالشكل الذي يليق بهم وبمستواهم الشعري، مُبدياً سعادته من حديث الشعراء وهم يؤكدون تقبلهم واستفادتهم لملاحظات النقد التي قدمتها اللجنة لهم، وأنّ ذلك يؤكد النضج الكبير الذي يحمله الشعراء، حيث أن هناك شعراء يشاركون لأكثر من مرة في البرنامج. واعتبر بدر صفوق أن الشعراء كانوا في هذه المحطة على المحك ومنهم من حجز مقعده في مرحلة الـ 48، مؤكداً أن الكرة أصبحت في ملعب الشعراء، وهناك شعراء دخلوا مرحلة ال48 مباشرة نتيجة ردودهم على أسئلة اللجنة وتقديمهم الشعر الجميل. • اختيار قائمة الـ 48 شاعراً وقد اجتمع أعضاء لجنة التحكيم واللجنة الإستشارية لبرنامج "شاعر المليون"، في اجتماع سري لاختيار القائمة النهائية للشعراء الـ 48 الذين سيشاركون في الحلقات المباشرة من البرنامج، بعد أن تمكنوا من اجتياز كافة الاختبارات، وحصلوا على درجات تؤهلهم إلى الانتقال لمرحلة الحلقات المباشرة. يذكر أنّ لجنة تحكيم البرنامج قد بدأت في مقابلة الشعراء في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي من عمّان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية، ومن ثم انتقلت إلى عاصمة دولة الكويت، ومن ثم إلى الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، لتختتم جولاتها في أبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة.