لندن - أفادت دراسة بريطانية حديثة بأن الحصول على قسط كاف من النوم ليلاً يقود الأشخاص إلى اتباع حمية غذائية أكثر صحة، ما يجنبهم الإصابة بالسمنة والأمراض المرتبطة بها. الدراسة أجراها باحثون بكلية كينغز لندن في بريطانيا، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية (American Journal of Clinical Nutrition) العلمية. وتأتي الدراسة استكمالا لدراسات سابقة أجريت من قبل لرصد تأثير النوم الجيد على الجسم والصحة وطريقة تناول الإنسان للطعام. ففي يونيو/حزيران 2017، أظهرت دراسة أميركية أن النوم الجيد يعالج مشكلة الإجهاد خلال يوم عمل طويل، وبالتالي يحمي الأشخاص من الإفراط في تناول الوجبات السريعة في المساء. فيما أفادت دراسة بريطانية، خلال الشهر ذاته، أن عدم حصول الشخص على قسطٍ كافٍ من النوم ليلاً يضاعف خطر الإصابة بالسمنة المفرطة. وفي الدراسة الجديدة، اختبر الباحثون فاعلية النوم الجيد على تناول المغذيات والتقليل من تناول الأطعمة السكرية واتباع حمية غذائية صحية بشكل عام. وأجرى الباحثون تجربتهم على عدد من الأشخاص البالغين الذي لا يحصلون على الحد الموصي به من النوم يوميا المقدر بـ7 ساعات ليلاً، حيث زاد الأشخاص من نومهم بمقدار من ساعة إلى ساعة ونصف، ليحصلوا على الحد الموصى به من ساعات النوم ليلاً. ووجد الباحثون أن حصول هؤلاء الأشخاص على نوم جيد، أدى إلى خفض 10 غرامات في كمية السكر التي تناولونها يوميًا مقارنة بما قبل بدء الدراسة. ولاحظ الباحثون أيضًا اتجاه هؤلاء الأشخاص إلى خفض ما يستهلكوه من كربوهيدرات كلما ناموا بشكل جيد، ما يعني أنهم يسيرون في اتجاه تناول الأطعمة الصحية. وقالت قائدة فريق البحث، ويندي هول، إن زيادة عدد ساعات النوم أدت إلى انخفاض تناول السكريات التي تُضاف إلى الأطعمة من قبل الشركات المصنعة أو في الطبخ بالمنزل، فضلا عن السكريات في المشروبات والعصائر المعلبة. وأضافت أن الدراسة تثبت أن تغيير بسيط في نمط الحياة قد يساعد الأشخاص حقا في تناول الوجبات الغذائية الأكثر صحة. وأشارت إلى أن نتائج الدراسة مهمة خاصة للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالسمنة أو أمراض القلب والأوعية الدموية. كانت أبحاث سابقة كشفت أن الحصول على قسط كاف من النوم ليلاً، أي من 7 إلى 8 ساعات يوميًا يحسن الصحة العامة، ويقي الإنسان الكثير من الأمراض، وعلى رأسها السكري والسمنة. كما ربطت الدراسات بين اضطرابات النوم وخطر التعرض للإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية وضعف الجهاز المناعي.
مشاركة :