أشاد الخبير الروسي فيكتور ميخين بالنقلة النوعية التي تشهدها العلاقات القطرية الروسية، لافتاً إلى أن البلدين لديهما الكثير من القواسم المشتركة التي يمكن مناقشتها وتبادل الخبرات حولها. وأشار ميخين -وهو مستشرق وعضو أكاديمية العلوم الروسية- إلى أن الدوحة وموسكو يتعرضان لأشد العقوبات والمناورات والإجراءات القذرة من الغرب وحلفائه من أجل حرمانهما من الحق في استضافة مونديالي كرة القدم 2018 و2022، لكنه يشير إلى وجود تنسيق دائم بين البلدين لمواجهة تلك التحديات. في مقال بعنوان «روسيا وقطر: «براعم علاقات الصداقة»، كتب الخبير الروسي فيكتور ميخين، في موقع الدراسات الروسي «جيوبوليتيكا»، عن آفاق الوجود الروسي في منطقة الخليج، انطلاقاً من قطر، ودور الرياضة والثقافة في ذلك. وتحت عنوان « قطر وروسيا في خندق واحد»، نشر موقع «روسيا اليوم» مقتطفات من مقال فيكتور ميخين الذي توقع من خلاله أن تنفتح «منطقة الخليج المغلقة» تدريجياً أمام روسيا، فتقام علاقات ودية مع عدد من دول المنطقة. ويذكر كمثال دولة قطر. وأشاد الخبير الروسي بالتطور اللاّفت في علاقات قطر مع روسيا، «بعد وصول السفير فهد بن محمد العطية إلى البلاد وعمله النشط فيها»، لافتاً إلى أن «الأمر أولاً وقبل كل شيء، يتعلق بالثقافة. فعلى سبيل المثال، استضافت وزارة الثقافة الروسية اجتماعاً بين نائب الوزير ألكسندر جورافسكي والسفير القطري فهد محمد العطية، وناقش الطرفان نتائج المنتدى الثقافي الدولي السادس في سان بطرسبورغ، الذي أعرب فيه وزيرا الثقافة في روسيا وقطر عن اهتمامهما المشترك بمشاركة الإمارة في المنتدى في العام الجاري كدولة ضيف». وأضاف: «ستعقد روسيا وقطر في العام 2018 عاماً ثقافياً متبادلاً (روسياً في قطر وقطرياً في روسيا). وقد تطورت تقاليد جيدة، حيث ينزل البلد الذي تنفذ فيه روسيا مشروعاً ثقافياً واسع النطاق، ضيفاً على المنتدى، وهذا هو السبب في أن دولة قطر ستصبح بلداً ضيفاً هذا العام».*مونديالا 2018 و2022 يثيران الأحقاد أسهب فيكتور ميخين في الحديث عن استضافة قطر وروسيا لمونديال كرة القدم، بقوله: «كما تعلمون، في العام الجاري ستقام في روسيا بطولة كأس العالم لكرة القدم، وفي العام 2022 سوف تستضيفها قطر، وروسيا وقطر لديهما الكثير من القواسم المشتركة التي يمكن مناقشتها وتبادل الخبرات حولها. فأولاً وقبل كل شيء، هناك حقيقة أن كلا البلدين يتعرض لأشدّ العقوبات والمناورات والإجراءات القذرة من الغرب وحلفائه من أجل حرمان روسيا وقطر من الحق في استضافة البطولة الدولية لكرة القدم. وفي هذا الصدد، يمكن القول إن سلطات كرة القدم في كلا البلدين على اتصال مباشر، وتقوم بمناقشة موضوعية لجميع القضايا والمشاكل التي تواجه هذا الحدث الدولي الهام». وتابع : «يمكن القول إن الاستعدادات في أرجاء قطر على قدم وساق، وقد خصصت قطر 8 مليارات دولار لبناء الملاعب»، مشيراً إلى بعض ملاعب المونديال ستبقى كما هي بعد مونديال 2022، في حين أن ما لا يقلّ عن ثلاثة ملاعب سيتم تفكيكها، وتتحول لمشاريع تجارية أو مكاتب أو مجمعات سكنية أو ترفيهية. وفي حديثه عن رهان قطر على تنظيم مونديال 2022، أشار ميخين إلى أن «الأزمة الدبلوماسية الناجمة عن قطع بعض الدول في المنطقة علاقاتها مع قطر واتهامها بدعم الإرهاب، زاد الوضع تعقيداً في منطقة الخليج العربي»، لكنه يستدرك بتصريح لرئيس اللجنة العليا للإرث والمشاريع حسن الذوادي يشير فيه إلى أنه واثق من أن جميع ملاعب كأس العالم سيتم بناؤها في الوقت المحدد، وأوضح: «إننا نحقق تقدماً منهجياً في بناء منشآت كأس العالم 2022.. كل شيء يحدث في الوقت المحدد. لا يوجد أي تأخير. إن الأزمة لم تؤثر علينا كثيراً. وبطبيعة الحال، نشأت بعض المضايقات..». وعلى الجانب الآخر، ينقل كاتب المقال عن فلاديمير كوجين، مساعد الرئيس الروسي للتعاون التقني العسكري قوله إن روسيا تقيم علاقات «ديناميكية للغاية» مع قطر في مجال التعاون العسكري التقني «فهذا العام، لدينا شركاء جدد لم يكن ممكناً قبل عدة سنوات..».طفرة في العلاقات الثنائية مقال الخبير الروسي فيكتور ميخين يعكس النقلة التي تشهدها العلاقات القطرية الروسية، لا سيما منذ الزيارة التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى موسكو. الطفرة في علاقات البلدين ترجمها تصريح سابق لسعادة نور محمد خولوف -سفير جمهورية روسيا الاتحادية لدى دولة قطر- قال فيه: إن «العلاقات القطرية - الروسية تشهد تطوراً مستمراً في مختلف المجالات، بتوجيهات صاحب السمو، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين». وقال سعادته -خلال ندوة حول «العلاقات الروسية القطرية» بالمعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية- إن روسيا تضامنت مع دولة قطر في ضرورة حل الخلاف بالحوار منذ اندلاع الأزمة الخليجية. وأضاف سعادته: «لقد أعطت زيارة صاحب السمو إلى روسيا العام الماضي واجتماعه مع فخامة الرئيس بوتين، دفعة قوية لتطوير العلاقات الثنائية». كما أشار إلى قيام سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، بزيارتين إلى روسيا التقى خلالهما نظيره الروسي سيرجي لافروف في موسكو، ورد الوزير الروسي بزيارة للدوحة في أغسطس العام الماضي، لافتاً إلى وجود تواصل منتظم للتنسيق في القضايا الإقليمية، بهدف تحقيق السلام والاستقرار في العالم. وفي الشأن الاقتصادي، تعد «غاز بروم» الروسية أحد أبرز ملامح الشراكة الناجحة بين البلدين. وقد افتتحت «غاز بروم» مكتباً تمثيلياً لها في الدوحة عام 2013، ليكون مركزاً لعمليات الشركة الروسية في منطقة الخليج العربي. كما نجحت «القطرية للطيران» بتاريخ 19 ديسمبر من العام الماضي في تسيير أولى رحلاتها إلى مدينة سانت بطرسبرج، في مطار بولكوفو الدولي، معلنة بذلك افتتاح ثاني وجهات الناقلة في روسيا. اهتمام مشترك بتعزيز التعاون الدفاعي شهدت المحادثات القطرية-الروسية في مجال الدفاع والأمن زخماً هائلاً، منذ الزيارة التي قام بها سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع إلى موسكو شهر أغسطس الماضي. وخلال الزيارة، قال سعادته في تصريحات صحافية، إنه بناء على توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، تسعى قطر لتعزيز العلاقات مع روسيا في مجال الدفاع، ولا سيما في ما يتعلق بالتكنولوجيا المتقدمة التي طورتها روسيا، حيث تشهد روسياً تطوراً كبيراً في صناعة تكنولوجيا الدفاع. ونوّه سعادته بأن قطر تسعى لشراء تكنولوجيا إنتاج أنظمة دفاع جوي، لنقل الإنتاج إلى أراضيها. وتلا ذلك زيارة وزير الدفاع الروسي إلى قطر شهر أكتوبر الماضي، تُوّجت بالتوقيع على اتفاقية للتعاون العسكري التقني، ومذكرة تفاهم متعلقة بالدفاع الجوي، وعقد قانوني يتعلق بالشروط العامة للتوريدات العسكرية.دعم الحوار لحل الأزمة الخليجية يحسب لروسيا أنها كانت من الدول التي ساندت حق قطر في الدفاع عن سيادتها، وطالبت بالرفع الفوري للحصار الجائر، قبيل الحديث عن أي تطبيع للعلاقات مع دول الحصار، حيث لم يتوان سيرغي لافروف -وزير الخارجية الروسي- عن المطالبة بتسوية الأزمة الخليجية عبر الحوار. وفي تصريح له بمقر الأمم المتحدة في نيويورك شهر سبتمبر الماضي، طالب سيرغي لافروف -وزير الخارجية الروسي- برفع العقوبات المفروضة على دولة قطر، وإلغاء أي تضييقات تم فرضها عليها من قبل دول الحصار، وقال في مؤتمر صحافي: «أدعو إلى تعليق أو إيقاف العقوبات المفروضة على قطر»، مضيفاً: «وجهنا رسالة واضحة لأطراف الأزمة الخليجية للجلوس حول طاولة المفاوضات».;
مشاركة :