الهداف المواطن «عملة نادرة» في دوري الخليج العربي

  • 1/11/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

متابعة: أيمن بشير يستحوذ المهاجمون الأجانب على نصيب الأسد في قائمة الهدافين لهذا الموسم في منافستي دوري وكأس الخليج العربي المحترفين، في حين يبدو علي مبخوت مهاجم الجزيرة، وهداف المنتخب الوطني الوحيد الذي يقاتل ويحافظ على حضوره أعلى جدول ترتيب الهدافين. البداية كانت غير مبشرة في الموسم الحالي للهداف المواطن، حيث يسيطر الأجانب على صدارة الهدافين في منافستي المحترفين، وهي ظاهرة تتطلب الوقوف عندها كثيراً، خاصة أن مؤشر الموسم تجاوز المنتصف ويدخل إلى النصف الأخير وهناك بعض المهاجمين الشباب ينتظرون الفرصة لإثبات تواجدهم بهز الشباك.وبات وجود المهاجم الهداف عملة نادرة، وأصبح وجود الخيارات الوطنية في هذه الناحية المهمة شحيحاً للغاية ، ما ينعكس تأثيرها سلباً على المنتخب الذي يعمل على تجميع قواه تحت قيادة الإيطالي زاكيروني وجهازه الفني المعاون من أجل إعداد منتخب قوي من أجل المنافسة على لقب بطولة كأس أمم آسيا والتي تنظمها الإمارات 2019.وتأتي هذه الظاهرة في ظل ضياع حلم التواجد في كأس العالم 2018 في روسيا، وأيضاً عقب الفشل بنيل كأس «خليجي 23» والتي اكتفى «الأبيض» بتسجيل هدف وحيد من ركلة جزاء في خمس مباريات.والجدير بالذكر أن منتخبنا بعد تعاقده مع المدرب الإيطالي زاكيروني أدى ثلاث مباريات إعدادية وكانت البداية بالخسارة بهدف دون مقابل أمام منتخب هايتي قبل أن يتغلَّب على ضيفه أوزبكستان 1-صفرعن طريق مبخوت، ومن ثم الفوز على المنتخب العراقي بهدف حمل توقيع أحمد مال الله.ويذكر أن اختفاء الهدافين المميزين المحليين عن هز الشباك أصبحت ظاهرة في السنوات الأخيرة، وقد يكون تمسك مبخوت بأعلى القائمة في الموسم السابق برصيد 33 هدفا ومع وجود أحمد خليل الذي كان يلعب حينها بصفوف الأهلي قبل عملية الدمج في قائمة العشرة محرزاً 12 هدفا جعلت الأمر مقبولاً لأنهما يشكلان القوة التهديفية للمنتخب، لكن هذا الموسم اختلف كليا حيث إن أحمد خليل غاب عن المشاركة، في حين أن مبخوت حافظ على وتيرة جيدة بتسجيله سبعة أهداف، ليكون المواطن الوحيد بين أفضل عشرة هدافين في مرحلة الذهاب.من جهته، أكد خالد إسماعيل المحلل الرياضي ولاعب نادي النصر والمنتخب سابقاً صعوبة الحصول على لاعب مواطن هداف في الوقت الراهن، مبيناً أنه ليس هناك فرصة لإشراك المهاجم الإماراتي في المباريات من جانب الأجهزة الفنية حتى يكون هناك وفرة مهاجمين، مشددا على أن الحل في هذه الظاهرة بالوقت الحالي هو في اتخاذ قرار شجاع من القائمين على المنظومة الكروية في الدولة في أن يتم تسجيل مهاجم واحد فقط، وأن توضع لوائح وقوانين صارمة لمراقبة ذلك الأمر حتى لا يحدث تلاعب من الأندية.وقال خالد إسماعيل: ليست هناك حلول لحل المسألة غير إتاحة الفرصة للاعب المواطن، نحتاج إلى بعض القرارات لإنقاذ الموقف، الأندية تعتمد على الأجانب كلياً في الهجوم، حتى أن اللاعبين الشباب أصبح لديهم قناعة في عدم اختيار اللعب في الهجوم، بالرغم من امتلاك بعضهم للموهبة، وأي واحد منهم يقول لك بالحرف الوحد «ليش ألعب مهاجم عشان أجلس احتياطي وما ألقى طريقة ألعب فيها في المنتخب»، نظرتهم أصبحت مختلفة ويبحثون عن اللعب في وسط الملعب والدفاع لعدم ضمان توافر الفرصة في الهجوم.ويرى خالد إسماعيل أن منظومة لاعبي المنتخب الحالية ضعيفة ويجب حلها بالكامل، وقال: بهذا الوضع وبهذا المجموعة لو وصلنا إلى الدور نصف النهائي لكأس آسيا 2019 نكون قد حققنا إنجازا، ولماذا لا، ونحن في المشاركة الأخيرة في كأس الخليج وصلنا إلى المباراة النهائية بفوز واحد وبهدف من ضربة جزاء يمكن أن تكون غير صحيحة.وتابع: أنا لو كنت مكان رئيس اتحاد الكرة لن أتردد في حل المنتخب الحالي، وترك الجهاز الفني يبدأ من الصفر، هناك لاعبون شباب ظهروا بقوة مع المنتخب في الكويت، وتألق محمد برغش وعلي سالمين هذا مؤشر يجب أن يعطينا الشجاعة في إعادة حسابات المنتخب ونبدأ أولا بدمج الشباب مع بعض الخبرات.ولفت خالد إسماعيل إلى أن هناك أموالا تدفع، من أجل تحقيق الإنجازات، واستدرك، لكن ليس بهذا الشكل 400 ألف درهم في 4 مباريات سجل خلالها هدف يتيم ومن ضربة جزاء، وقال: تبدد حلم كأس العالم، وقلنا إن هناك سوء طالع، يجب أن يكون هناك فرصة أخرى، ولكنهم خيبوا ظننا فيهم في كأس الخليج، والمنتخب أصبح يزداد ضعفاً. وأضاف: لقد تحدثت منذ سنوات على أنه يجب علينا أن نستعين بأبناء المواطنات ومواليد الإمارات الموهوبين لتغذية المنتخبات، ولكن وجدت اعتراضا على حديثي، والآن هذا الأمر أصبح حتمياً بعد القرار التاريخي للقيادة الرشيدة في السماح للفئتين بالمشاركة في المنافسات الرسمية للدولة، وربما يكون المنتخب أكبر المستفيدين. الحل في واعدي الجزيرة والوحدةأروابارينا: الاهتمام بالشباب وتصديرهم للاحتراف اعتبر الأرجنتيني رودولفو أروابارينا مدرب الوصل أن الموضوع مهم جدا ويحتاج إلى ساعات كثيرة للحديث عنه، مبيناً أن هذه المسألة المهمة تهم مستقبل الخانة الأهم في الملعب لصناعة الانتصارات وتحقيق البطولات، مشيراً إلى أن الحل لابد أن يأتي على مستوى الناشئين والشباب.وقال أروابارينا: يوجد لاعبون شباب لديهم الموهبة وتنقصهم الخبرة، الجزيرة والوحدة لديهم بعض اللاعبين الشباب الذين يمتلكون الحاسة التهديفية، ويمكن أن يمثلوا أحد الحلول في هذه الخانة المهمة في الملعب.وأكد المدرب الأرجنتيني أهمية تواصل الأجيال عبر المنتخب الأول بالاستعانة ببعض المهاجمين الشباب في تجمعات المنتخب من أجل اكتسابهم الخبرة، ولفت إلى أن هذه المسألة مهمة للأبيض في الفترة القريبة حتى لا تحصل فجوة في الهجوم، وقال: الجميع يدرك أن المنتخب يعتمد على الهداف الأبرز، علي مبخوت وبعض اللاعبين أصحاب الخبرات الذين يملكون الحلول التهديفية، ولكن لابد من صناعة مهاجمين يملكون المهارة التهديفية بجانب مبخوت من أجل الاستحقاقات القارية المقبلة.وأشار مدرب الوصل إلى أن هناك فكرة رائعة من الاتحاد في تصدير لاعبين شباب إلى الاحتراف في أوروبا، وقال: يمكن أن يكون ذلك في ذهاب بعض اللاعبين الذين يملكون المهارة في الهجوم والدفاع، لأنهما يشكلان أهم العناصر التي يستفاد منها في المستقبل. العطاس مشروع هداف من طراز فريدحميد يوسف: احتكار الأجانب هو السبب أشار حميد يوسف، مدير فريق الوصل، أن إصابة علي مبخوت وعدم ظهور أحمد خليل في الكثير من المباريات أظهرت غياب الهداف المواطن للبروز في أعلى القائمة للهدافين، مبيناً أن هناك ندرة في اللاعبين المحليين الذين يلعبون في خط الهجوم في الفترة الأخيرة ولم تكن الظاهرة مقلقة في الموسم الفائت نسبة لمنافسة علي مبخوت وأحمد خليل للمهاجمين الأجانب.وقال: ويمكن أن يكون أحد الأسباب الرئيسية اعتماد الأندية على الأجانب في إحراز الأهداف، واللاعب المواطن لا يجد الفرصة في المشاركة بصورة مستمرة .وأوضح حميد يوسف أن اعتماد الأندية على الأكاديميات لحل المشكلة يمكن أن يوفر المهاجمين في المستقبل، مشيراً أيضا إلى أن اللجوء إلى انخراط أبناء المواطنات يمكن للأندية أن تجد فيهم ضالتها وتغنيهم عن البحث للمهاجم الأجنبي .وتابع: هناك مواهب من أبناء المواطنات يملكون المهارة، ولكن لا يجدون الفرصة في الفريق الأول للأندية، إضافة إلى أن هناك لاعبين يلعبون في الرديف مهاجمين من طراز فريد، ولكن لا يجدون الفرصة، مشيراً إلى أن على سبيل المثال في الوصل هناك علي صالح وراشد الهاجري.ولفت إلى أن العطاس وخلفان وجاسم يعقوب وعلي صالح يمكنهم أن يفيدوا المنتخب في المستقبل، إذا اكتسبوا الخبرات عن طريق المشاركات المستمرة، وذكر أن العطاس مشروع هداف مواطن من طراز فريد.

مشاركة :