فرقة كامكاران الموسيقية: تجربتنا مع عبد الحليم كركلا كانت ناجحة ونتطلع إلى تكرارها

  • 10/10/2014
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

تشتهر فرقة كامكاران بأدائهم الممتع للموسيقى الفارسية والكردية التقليدية. كما حققت هذه الفرقة العائلية شعبيتها بتبني الاهتمامات الاجتماعية الشائعة محفزا لأدائها الموسيقي. وكانت العائلة الإيرانية الكردية المكوّنة من 7 أشقاء وشقيقة واحدة قدمت عرضا موسيقيا في مركز باربيكان بالعاصمة البريطانية لندن، في الأول من شهر أكتوبر (تشرين الأول)، ضمن فعاليات مهرجان «ترانسندر» السادس المقام في مركز باربيكان. وذكر الشقيقان أرسلان كامكار وبيجان كامكار، في لقاء خاص مع «الشرق الأوسط»، أن سر نجاحهما يرجع إلى اتباع التحليلات العلمية والدراسات البحثية المركزة على الموسيقى، بالإضافة إلى الاستجابة إلى أذواق الجمهور؛ فهم لا يقدمون أعمالهم لدارسي الموسيقى فقط، ولكنهم لا يريدون أن يفقدوهم بتركيز أعمالهم على الجمهور المستهدف. من جانب آخر، يُعد غناء وعزف الموسيقى الكردية علامة مميزة لهم.. «نحن من كردستان على أي حال، وكنا نعزف الموسيقى مع والدنا الراحل حسن كامكار، الذي كان يركز في الأساس على الموسيقى الكردية. ولكن في النهاية، نحن لا نفضل أي من الموسيقى الفارسية أو الكردية على الأخرى». وتجدر الإشارة إلى أن عائلة كامكاران ليست غريبة على العالم العربي. ويشير أرسلان إلى أن تجربتهم مع عبد الحليم كركلا كانت ناجحة، وأنهم يتطلعون إلى تكرارها مرة أخرى. وأوضح أرسلان: «بدأ كركلا المخرج الفني اللبناني الشهير مشروعا معنا وسجل موسيقى مسرحيته (ألفا ليلة وليلة). وقد سمع عنا وعرف بشأن أعمالنا من شرائط الكاسيت وإحدى الحفلات. وكانت فرقتنا تعزف مقطوعات من أوبرا شهرزاد (من تأليف نيكولاي ريمسكي كورساكوف) ومقطوعة بوليرو (لموريس رافيل)، وغيرها من الموسيقى الكلاسيكية بآلات موسيقية إيرانية. كان كركلا سعيدا للغاية بالعمل، ودعانا بعد ذلك لمشاهدة مسرحيته (ألفا ليلة وليلة) في بيروت». يعتقد أرسلان أن هذا يوضح استيعاب الجمهور المتحدث بالعربية للموسيقى التي يعزفونها. ولكن من المؤسف أن مثل هذا التعاون لم يستمر. ويرى شقيقه بيجان أن مثل هذه العلاقات تحتاج إلى إقامة جسور أقوى. ويقول: «في رأيي، لا تحظى المشروعات الثقافية والموسيقية برعاية قوية. ويجب أن تجد مثل هذه الروابط الثقافية والموسيقية رعاية وترويجا بواسطة وزارات الثقافة في الدولة المعنية، وسوف تشهد شعوب الشرق الأوسط مزيدا من التفاعل الثقافي، إذا اهتمت بها وزارات الثقافة». ويؤكد بيجان على أهمية التواصل الثقافي قائلا: «يحتاج الفنانون إلى مصدر للإلهام، مثل الحب والطبيعة والزهور. ويمكن أن يكون التبادل الثقافي مصدرا للإلهام أيضا». كما اطلع بيجان «الشرق الأوسط» على مشروعاتهم التي لم تجرِ مع فنانين غربيين، حيث قال: «لقد حاولنا تقديم مشروعات مشتركة مع بوب ديلون، الشاعر والمغني الأميركي، ومايكل نايمان، الملحن الإنجليزي. ولكن هذه المشروعات إما أنها لم تبدأ أو لم تستمر، بسبب عدم وجود دعم من رعاة أقوياء». ورغم أن المشروعات لم تجرِ أو تستمر، فإن أرسلان متفائل للغاية بنظرته لمستقبل مثل هذه المشروعات التعاونية، وفكرة تقديم الموسيقى الكردية إلى العالم. ويتذكر أرسلان أول حفل قدموه في الخارج قائلا: «كانت أول تجربة لنا في الخارج في مهرجان (ووماد) بإنجلترا في ساحة مفتوحة. ووفقا للبرنامج الزمني، جاء موعد عرضنا مباشرة بعد عرض فرقة من جامايكا. وكان الجمهور متفاعلا جيدا مع أداء فرقة جاميكا المفعم بالطاقة. وتجمع حولهم 6000 شخص، وكانوا يرقصون على موسيقاهم. ظننا وقتها أننا سنخسر الجمهور عندما نقدم أداءنا، نظرا لأن العرض كان في ساحة مفتوحة. ولكن ما إن بدأنا في عزف الموسيقى الكردية، أحبها الجمهور. ولم يتفرق الجمهور عند سماع موسيقانا، بل حضر المزيد منهم. استطاعت آلاتنا الإيقاعية والوترية، مثل العود والسنتور جذب مزيد من الجمهور». ومن وجهة نظر أرسلان، يستمتع الجمهور الغربي أفضل بالموسيقى المليئة بالحيوية، إذ قال: «عادة ما يهتم الجمهور الغربي بالموسيقى الحيوية المفعمة بالطاقة، بينما يستوعب الموسيقيون ومن يدرسون القواعد الموسيقية الأعمال الكلاسيكية والتقليدية، ويهتمون بها». أما بيجان، فيحلل الجمهور الغربي قائلا: «لا يفهم الجمهور الغربي الموسيقى الشرقية التي تمتلئ بالمشاعر. ولكن هذا لا يعني أنهم لا يسمعون مثل هذا النوع من الموسيقى على الإطلاق. فهم يفضلون الموسيقى ذات الأداء الإيقاعي. وبعيدا عن تفضيلاتهم، يقدر هذا الجمهور الموسيقى الكردية والإيرانية. ذات مرة، بعد إحدى حفلاتنا في أوروبا، قابلني واحد من الجمهور، وانحنى لي. شعرت حينها بالتأثر والحماس تجاه هذا المستوى من التقدير». ويجد الشقيقان أن الموسيقى مثل «الوتر الذي يربط بين جميع الثقافات معا». ويوضح أرسلان: «لدينا رسالة صداقة وسلام، رسالة محبة وانسجام لنبعث بها إلى العالم، إذ تسعى لغة الموسيقى العالمية إلى نشر السلام حول العالم». يدرك الأخوان كامكاران اختلاف أذواق جمهور القرن الـ21. ويقول أرسلان إنه من الصعب الجمع بين ذوق الجمهور والقواعد التعليمية في مقطع موسيقي واحد. ويضيف: «لقد تعلمنا الموسيقى على أساس من القواعد والأطر. ونبذل ما في وسعنا لاستغلال معرفتنا فيما نقدمه. ولكن لا يستمتع الجمهور، خاصة الشباب، بمثل هذا النوع من الموسيقى». وينتقد بيجان كامكار ذوق الناس الموسيقي قائلا: «إذا جرى إلغاء حفل لموسيقى البوب أو مطربي (آر آند بي)، سوف يحتج الناس. ولكن إذا عاد بيتهوفن إلى الحياة وهو شخصية رئيسة في عالم الموسيقى، فلن يرحب بعودته أكثر من 3 أشخاص». وتابع: «قال محمد تقي مسعوديه، الباحث الموسيقي الإيراني الشهير، ذات مرة، إن إيران كانت مصدر الإلهام الموسيقي في دول الشرق الأوسط قبل عصر عائلة قاجار الحاكمة (1785 - 1906).. فماذا عن اليوم؟ أصبحت موسيقى الكباريه أكثر شعبية من أي نوع موسيقي آخر». ويرى بيجان كثيرا من أوجه التشابه بين الموسيقى الكردية والعربية، إذ يقول: «تشترك الموسيقى الكردية والعربية في بعض العناصر المهمة. كنا نستمع إلى الموسيقى العربية منذ طفولتنا، وقدمنا عروضا في لبنان والإمارات والمغرب. ونأمل في أن نقيم علاقات أوثق بيننا». يتذكر أرسلان بعض المطربين العرب قائلا: «أستمتع بالثقافة والموسيقى العربية كثيرا. وكان والدنا الراحل حسن كامكار يحب السماع إلى أغاني أم كلثوم وفيروز وعبد الحليم حافظ، وكثير من المغنين العرب الآخرين. لذا تعرفنا على موسيقاهم وثقافتهم منذ طفولتنا». وذكرت إيفا سكالا، التي تدير معظم حفلات فرقة كامكاران خارج إيران أن المهرجانات تطمئن لدعوة فرقة كامكاران لتقديم عروض في فعالياتها.. وتعتقد أن «شهرة فرقة كامكاران وشعبيتها، بالإضافة إلى نفاد جميع التذاكر، تجعل من منظمي المهرجان يستضيفونها مجددا».

مشاركة :