الأمم المتحدة: لا قرار حتى الآن حول المشاركة في مؤتمر سوتشي

  • 1/11/2018
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

أكّد المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا أن لا قرار حتى الساعة في شأن مشاركة الأمم المتحدة في مؤتمر «الحوار الوطني السوري» الذي تنظمه روسيا نهاية الشهر الجاري، مشيراً، في المقابل، إلى تمسّكه بعقد الجولة التاسعة من مفاوضات جنيف خلال الشهر الجاري، على رغم عدم تحديد موعد رسمي لها بعد. أتى ذلك إثر إعلان رئيس «الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية» نصر الحريري، أن الجولة المقبلة من مفاوضات جنيف للتوصل إلى تسوية في سورية ستُعقد في 21 الجاري على مدار ثلاثة أيام. وشدّد على أن الأمم المتحدة تبقى «الطرف المؤهل أكثر من غيره» للإشراف على مساعي التوصل إلى حلّ للأزمة، في إشارة إلى المؤتمر المرتقب في منتجع سوتشي الروسي. وأكد في تصريحات أمس، أن الأمم المتحدة لن تشارك في سوتشي، «إلا في حال دعمت محادثات روسيا عملية جنيف»، مؤكداً عدم تلقي وفد المعارضة أي دعوة إلى سوتشي حتى الآن، وسط غموض في الأهداف التي يسعى المؤتمر إليها. وقال إن وفد المعارضة «لا يستبعد» حضور سوتشي، لكّنه اعتبر أن تحقيق تقدّم في جولة جنيف المقبلة يجعل المؤتمر «من دون فائدة». وأضاف: «لا نعرف ما هو الهدف الفعلي الذي تسعى إليه روسيا من الدعوة إلى هذه المحادثات، إلا أننا لا نستبعد الذهاب إلى سوتشي». ولفت الحريري إلى أن وفد المعارضة ينتظر تسلم دعوة رسمية قريباً للمشاركة في جولة جنيف المقبلة، مشدداً على ضرورة أن تقدم الأمم المتحدة تفاصيل في شأن طريقة وضع الدستور الجديد لسورية وكيفية إجراء الانتخابات. وأعلن الحريري أنه التقى في نيويورك الإثنين، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والأمين العام المساعد للشؤون السياسية جيفري فيلتمان. وأكد مكتب الاتصال التابع للأمم المتحدة حصول اللقاء، مكتفياً بالقول إن غوتيريش «رحّب» باستعداد وفد المعارضة «للمشاركة من دون شروط في الجولة القادمة من المحادثات في جنيف». وأوضح المعارض السوري أنه سيعقد خلال الأيام المقبلة لقاءات مع مسؤولين في الكونغرس الأميركي، كما ينوي عقد لقاء مع مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي الجنرال هربرت ريموند ماكماستر، معرباً عن توقعه بأن تقوم الولايات المتحدة بـ «دور» في عملية البحث عن حل سياسي. ولم يتمكن الحريري من لقاء المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي بسبب «تضارب في المواعيد»، كما أفاد مصدر سوري معارض. وتجنّب مايكل كونتي القائم بأعمال مدير مكتب دي ميستورا، تأكيد تصريح الحريري في شأن جولة جنيف المقبلة أو نفيها، مكتفياً بالقول إن المواعيد «لم تُعلن بعد»، مؤكداً تمسّك المبعوث الدولي بعقد «جنيف-9» خلال الشهر الجاري. ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن كونتي قوله إن دي ميستورا لم يحزم حتى الساعة مشاركته في «سوتشي» أو عدمها. وكان السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أعرب في ختام اجتماع مغلق عقده مجلس الأمن الدولي الثلثاء، عن «أمله» في مشاركة الأمم المتحدة في مؤتمر «سوتشي». وفي حين أكد نيبينزيا أن «ليس هناك بديل من جنيف»، شكّك في الوقت من إحراز مفاوضات جنيف تقدماً. وشدّد على أن المؤتمر ليس حدثاً منفصلاً بل يهدف إلى «إعطاء دفع لمسار جنيف في اتجاه حل سياسي». في غضون ذلك، أكد الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، أن العمل يجري على قدم وساق على مستوى خبراء من الدول الضامنة لـ «الإعداد والتدقيق» في لائحة المشاركين في مؤتمر سوتشي. وأكّد أن «لا خطط» حتى الآن لعقد لقاء قمة بين زعماء روسيا وتركيا وإيران قبل المؤتمر، لكنّه أشار إلى أن اجتماعاً مماثل «يمكن تنظيمه بسرعة إذا دعت الحاجة». وكانت الدول الضامنة لمحادثات آستانة اتفقت على تحديد يومي 29 و30 الجاري موعداً لإطلاق مؤتمر سوتشي، يسبقها لقاء فنيين وخبراء منتصف الجاري، ولقاء آخر عشية المؤتمر لتحديد اللوائح والمسائل التقنية. وأوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، أن المؤتمر «يهدف إلى تحقيق السلام عبر جمع ممثلين عن كافة الجماعات العرقية في سورية»، غير أن عدداً كبيراً من فصائل المعارضة يرفض المشاركة في المؤتمر ويعتبره محاولة روسية للالتفاف على مسار جنيف.

مشاركة :