الإعلام الغربى يحارب مصر بالشائعات

  • 1/11/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تعودت منذ زمن أن أرسم بقلمى صورًا لكل قضية تجذبنى ناحيتها، والقضية الأهم التى جذبتنى بقوة هذه الأيام هى "محاولة الإعلام الغربى النيل من مصر فى وقت خطير"، من خلال رصد الشائعة الأخيرة التى أطلقتها جريدة نيورك تايمز الأمريكية فيما يتعلق بنشر تسريبات مفبركة حول موقف مصر من القدس، وما تردد كذبا أنها تسريبات لإعلاميين وفنانين مصريين.ولا أنكر والجميع معى أن الإعلام الغربى لم يكن يوما مع مصر، حتى ولو أعلنت الدول المالكة لوسائل الإعلام المعادية أنها من حلفاء الدولة المصرية أو أنها تملك مقومات الحيادية أو الوصول للحقيقة، فالإعلام الغربى شوكة دائما فى قلب مصر، لأنه استطاع ونجح فى كثير من الأحيان أن ينشر الأكاذيب والشائعات التى تنال من مصر ووحدتها واستقلالها وأمنها، وفوت على مصر الحصول على مصالحها السياسية والاقتصادية فى كثير من الأحيان على مدار التاريخ من خلال إطلاق الشائعات والأكاذيب.ولذلك يجب التركيز على نقاط الضعف فى الإعلام المصرى لمواجهة الدول التى تسعى لزعزعة الاستقرار والأمن الداخلى والخارجى للوطن، ولمواجهة قنوات الإعلام المقروء والمسموع والمرئى الذى يسعى لخلق أجواء تطرف وتحريض في مصر والمجتمعات العربية كلها، من خلال بث مواد تعمل على إزاحة الرأي العام العربي نحو التطرف وقبول صيغ ثقافية واجتماعية ليست وسطية، وكسر مفاصل الدول العربية.كما أن هناك صورا كثيرة يريد الإعلام الغربى تصديرها للرأى العام العالمى مثل الخوف من الإسلام عبر إظهار وتصدير العمليات الإرهابية وربطها بالإسلام من خلال تقديم نماذج لا تمثل الدين الصحيح للرأى العام، كما يتم صياغة التقارير الإعلامية باحترافية شديدة قبل بثها للجمهور وكأن الإعلام الغربى يسير بمبدأ المثل الشعبى المصرى "كدب مساوى ولا صدق مبعتر"، حتى يظن المتلقى أنها الحقيقة.وللأسف الشديد أنا لا ألوم الإعلام الغربى بقدر ما ألوم إعلامنا الذى زادت فيه نقاط الضعف والسلبيات المرتبطة بمجمل البث والأداء الإعلامي , فالإعلام الغربى يسعى لمصلحة بلاده أو حلفاءه أما نحن فلا نستطيع أن نقاوم أو نرد على هجوم الإعلام الغربى، لأننا نشعر فى إعلامنا الضعف والوهن والسلبية والصراعات الدائمة التى لا تخدم على الإعلام أو الوطن بقدر ما تخدم على مصالح أصحابها.والإعلام الغربى يعمل وفق أجندات وقرارت وأيدولوجيات مرسومة له بدقة من أجل الوصول لمصالح الدول الذى ينتمى إليها، أما إعلامنا فلا يستطيع أن يقدم شيئا سوى الصورة الذهنية السطحية التى لا تغنى ولا تثمن، فالإعلام الغربى هو إعلام الانحياز بكل ما تحمله الكلمة من معانى ومفاهيم ومصطلحات، ويسير وفق الأجندات السياسية لصانعى القرار والهدف الرئيسى هو المصلحة المرتبطة بهم.وللأسف الشديد لا يستطيع إعلامنا العربى مواجهة هذا الإعلام الغربى لأنه لا يعرف مفهوم الإنحياز الوطنى الذى يجعل كل وسائل الإعلام فى معركة شرسة بشكل دائم لصد كل المحاولات التى تريد النيل من مصر والشرق الأوسط.والتحليل المنطقى لما نشرته جريدة "نيورك تايمز" أن جماعات الشر والإرهاب فى الخارج استغلوا الانحدار في مستوى الإعلام الغربي والوهن والضعف فى الإعلام العربى، واستخدموا طرقا جديدة من خلال الدفع بالدولار من أجل صناعة تقارير تكتب في مكاتب الاستخبارات، وذلك من أجل الوصول بشكل سريع للشارع العربى من خلال نشر هذه التقارير على لسان اسماء مرموقه فى عالم الإعلام الغربى، وهم متأكدون أن الإعلام العربى سيكتفى بالشجب والإدانه دون رد فعل حقيقى ملموس على أرض الواقع حتى نرد لهم الصاع صاعين.يا سادة .. يجب أن ننتقض جميعا لمواجهة الإعلام الغربى ومواجهة الثقافات الغربية الدخيلة علينا والتى تأتى تحت مفهوم الغزو الثقافي الذى يعمل على اختراق الهوية المذهبية التي تشكل ذهنية الإنسان وتحدد مشاعره ووجدانه وسلوكه كما تشكل رؤيته الكلية الى العالم من حوله والى عالمه الخاص.

مشاركة :