تاجر أحذية يفجر شرارة ثورة اجتماعية للتكافل في غزة

  • 1/11/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي الليلة الماضية بحملة للتكافل والتعاون بين المواطنين، جراء تدهور الأوضاع المعيشية والإنسانية في قطاع غزة، والتي وصلت إلى درجة عالية باتت تهدد معها النسيج الاجتماعي بسبب ارتفاع معدلات الفقر والبطالة بين المواطنين، وذلك جراء استمرار الحصار الإسرائيلي، والإجراءات العقابية التي فرضتها السلطة الفلسطينية في مارس 2017، والتي قالت إنها بهدف إجبار حماس على المصالحة. وتأتي أهمية الحملة في ظل تردي وانهيار الأوضاع الاقتصادية في غزة، وعجز الكثير من أرباب الأسر والعائلات الفلسطينية عن تلبية قوت أطفالهم واحتياجاتهم اليومية الضرورية، علاوة على أن جزءا كبيرا من المواطنين باتوا مدانين للمحلات والتجار ولا يقدرون على سداد دينهم، ما زاد من طين مصيبة الغزيين. الحملة الإنسانية، التي أطلق شرارتها الأولى المواطن أسامة أبو دلال، تاجر أحذية، بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، أثارت ردود فعل إيجابية بين المواطنين، وانتشرت كما تنتشر النار في الهشيم، وتفاعل معها المواطنون والتجار وأصحاب المحلات والمصالح التجارية المختلفة. وكتب أبو دلال، عبر صفحته بفيسبوك، “أُعلن أنا العبد الفقير إلى الله أسامة زكريا أبو دلال، صاحب معرض أبو دلال للأحذية، الراغب في عفو الله، عن مسامحة جميع الزبائن من الديون المتبقية عليهم”، بهذه الكلمات أطلق التاجر المعروف في قطاع غزة أبو دلال أولى مبادرات التكافل نتيجة للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها أبناء القطاع”. هذه المبادرة الإنسانية تفاعل معها (تجار، أصحاب محال تجارية، ومحامون، أطباء، ورجال أعمال، مواطنون، وملاك عقارات، وغيرهم) وسرعان ما عبر كل واحد منهم عن مساعدة للناس والمواطنين بطريقته وعمله في صورة رسمت الكثير من معاني المحبة والتآخي في ظل الظروف الصعبة التي يعشها سكان غزة. كما أطلق الموطنون والنشطاء هاشتاج #سامح_تؤجر الذي لاقى رواجا كبيرا وتفاعلا بين أوساط الفلسطينيين. ويقول الناشط الشبابي وائل أبو عمر، أحد النشطاء الشباب المساهمين في إطلاق الهاشتاج، “إن الهدف من الهاشتاج هو الوصول إلى أكبر قدر ممكن من المواطنين والقطاعات المختلفة لمساعدة الفقراء والمحاجتين وغير القادرين على دفع ديونهم، مؤكدا أن الحملة لاقت رواجا كبيرا بين القطاعات المختلفة، وأنهم سوف يستمرون في هذه الخطوات من أجل المحافظة على القيم المجتمعة وحماية النسيج الوطني من الانهيار”. وأضاف أبو عمر، أنهم تلقوا خلال ساعات من انطلاق الحملة المئات من الاتصالات من قبل مواطنين وميسورين الحال للتبرع بأموالهم ومواد عينية لمساعدة العائلات الفقيرة وتوزيع الاحتياجات الأساسية عليها لمساعدتها في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها معظم العائلات في قطاع غزة، مؤكدا أن هذا الأمر يشكل بارقة أمل في أن تصل الحملة إلى هدفها النبيل في تمتين الجبهة الداخلية وتخطي الأزمة الاقتصادية والإنسانية التي تعصف بقطاع غزة. وكتبت المواطنة ولاء محمد عبر صفحتها بفيسبوك، “أن والدها قام بمسامحة خطيب أختها بكامل المهر وقام بإرجاع المبلغ الذي دفعه العريس من المهر، وتكفل والدي بكافة تكاليف وتجهيز أختي وكسوة العريس”. فيما أعلنت شركات خاصة عن قيامها بمساعدة العائلات عبر استعدادها لشطيب وتجهيز بعض البيوت الفقيرة، وذلك من أجل تحقيق التكافل والتضامن الاجتماعي بين الناس. فيما دعا الكثير من المواطنين، الشركات الكبرى ورؤوس الأموال والبنوك إلى المشاركة بالحملة عبر التخفيف من أقساطهم أو التبرع بنسبة من أرباحهم لمساعدة المواطنين المسحوقين في طاحونة الفقر والبؤس.

مشاركة :