إن الصراعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية علي مر العصور حول العالم لم تسلم من تدخل اليهود بين ثناياها -إن لم يكونوا السبب الرئيسي في إختلاقها- سواء كان هذا الأثر واضحا ومعلنا، أو آثر اليهود إبقاءه في الظل حفاظا علي مصالحهم أو للإبقاء علي الصورة الديمقراطية المزيفة التي يحاولون خداع العالم بها.أحكم اليهود سيطرتهم علي الأحداث العالمية والمحافل الدولية وأصبح صوتهم مسموعا بعد أن كانوا جماعات منبوذة، يعرف عنها التعصب والفساد وإختلاق النزاعات وإشعال فتيل الصراعات.ترجع قوة اليهود إلى حفاظهم علي نهج ثابت لا يتغير يوجهه الثوابت العقائدية لديهم، قد تطرأ عليه بعد الإحداثيات لكن دون أدنى تأثير علي الغاية المنوط بها طريق كفاحهم، ألا وهو فرض سيطرتهم علي العالم كله و إذلال كل الشعوب التي قهرتهم وتسببت في تشريدهم، وتدمير من يقف ضد تيارهم الذي أصبح من الصعب التصدي له في وقتنا الحالي.يظن الكثير منا أن المطامع التوسعية لليهود قاصرة علي كامل التراب الفلسطيني المسلوب، أو إسرائيل الكبري من النيل للفرات المرسوم خريطتها اعلي باب الكنيست في القطاع الغربي لمدينة القدس المحتلة.ولكن الحقيقة أن مطامع اليهود لم تقتصر علي أرض الميعاد التي وردت في توراتهم، ففلسطين لم تكن أبدًا هي الهدف، كما لم تكن نهاية المطاف؛ فما يحاول الكيان الاسرائيلي زعمه عن محاولات السلام بين الدول المجاورة ليس سوي مكسب للوقت لمنح القوي الخفية التي تحكم العالم الوقت الملائم للإجهاز علي هذه الدول في أقرب وقت.ربما يعلم الجميع بأمر الصهيونية العالمية وما تخطط له من أجل تحقيق مطامع اليهود علي مر العصور، ولكن يتناسي البعض أن الصهيونية ما هي إلا حركة نتجت عن الحركة الماسونية وهي المحرك الرئيسي لسياستها.إن فلسطين في الاعراف والدساتير السرية للحركة الماسونية لا تعدوا ان تكون سوى مرحلة انقضت وتمت بنجاح باهر كما هو مأمول فيها، وهي الآن بمثابة متكأ لبدايات مرحلية أخري تبلورت ملامحها وبدأت إرهاصاتها المخيفة تزحف في الأفق القريب وفيها يستعد اليهود للهجوم علي العالم كله.وسوف تشهد كل الشعوب خلال هذه المراحل اهوالا وخرابا وتدميرا يفوق في حجمة وترويعه وتداعياته ما حدث في الثورات التاريخية الكبرى، وكذا الحرب العالمية الأولي و الثانية التي كانت خيوط أحداثها جميعا دون استثناء تتجمع بين أصابع الماسونية العالمية، فقد كانت هذه الحروب وتلك الثورات تخطيطا وتمويلا وتنفيذا، ثم أخيرا حصادا لثمارها هم اليهود، واليهود وحدهم دون سواهم، وتفاصيل هذه الحقائق مدفونة الي الآن في الوثائق والمخطوطات السرية لليهود، وخرج منها القليل إلى النور. فمنذ تكوين المحفل الماسوني الأول في يوم 24 يونيو سنة 43 ميلادية بتلاقي ثالوث افاعي اليهود تحت رئاسة ملك اليهود في فلسطين آن ذاك " هيرودس اكربيا " و "حيرام أبيود " و " مواب لافي "، قاموا بوضع المخطوطات الأصلية القديمة للماسونية، تلك المخطوطات التي صيغت علي هدي من مبادئها المؤامرة العالمية لليهودي " مائير روتشيلد" عام 1773 في مدينة فرانكفورت الألمانية، وكذلك بروتوكولات حكماء صهيون عام 1897 في مدينة بازل في سويسرا بمعرفة " تيودور هرتزل".فمنذ اجتماع أورشليم؛ أي منذ ما يقرب من العشرون قرنا، كام ولا يزال الهدف اليهودي الرئيسي هو العالم بأكمله، وليس أقل من ذلك بوصة واحدة تحت أي ظرف من الظروف.وابتداءا من هذا التاريخ انطلقت الحركة الماسونية واتخذت عشرات الصور والأشكال خلال مسيرتها، فنجدها في مجال الأديان مسماه بالبهائية أو البابية والنصيرية وأيضا البروتستانتية وغيرها، ونجدها اجتماعيا وبشكل خاص داخلىالدول العربية متمثلة ب " الروتاري" و " الليونز" وهم تضم بين أعضاءها صفوة المجتمعات، أما في الحقل السياسي نجدها تحت مئات الأسماء لمئات الأحزاب والحركات السياسية، ونجدها بين سطور نظريات وعقائد سياسية كالماركسية والنازية والاشتراكية والبعثية.ومن خلال تلك القوالب والواجهات استطاع اليهود في براعة منقطعة النظير التغلغل والقرب بين كل شعوب العالم بمنتهي اليسر وهدوء الأفاعي، وانساب فكرهم بين الأمم انسياب المياه بين ذرات الرمال دون أي صخب أو ضجيج يلفت النظر إليهم.علي الجانب الآخر لم تسلم القوي العظمي في العالم من سيطرتهم، لتمثل ضغطا عليها حين يحتاج لها اليهود، وبالطبع تتصدر الولايات المتحدة هذه القائمة، لمن يظن أن الولايات المتحدة هي الدرع الذي يحمي إسرائيل؛ عليه ان يعي بأن اليهود هم من يتحكمون بمصير هذه الدولة الكبري، ويحركونها لخدمة مصالحهم؛ فاللوبي الصهيوني ومنظمة ايباك والعديد من المنظمات الصهيونية الأمريكية تعتبر من أكثر كتل الضغط عالميا علي السياسة الأمريكية، حتي أن أي رئيس أمريكي لن يعبر بوابة البيت الأبيض إلي بعد أن يحصد أصوات اليهود ويتعهد أمام اللوبي الصهيوني بتقديم كافة أشكال الدعم لليهود والتي تترجم عمليا بدعم إسرائيل.ليس هذا فحسب، فعلي الصعيد الإعلامي؛هناك حقيقة لا يجب أن نغفلها وهي أن لليهود قوة هائلة داخل الإعلام الأميركي شأنه شأن كل مؤسسات الدولة وصانعي القرار.حيث لن نسبة العاملين في مجال الإعلام من اليهود يزيد عن نسبة تمثيلهم في المجتمع الأمريكي وهم 5% فقط علي مستوي الدولة، الا انهم يمثلون حوالي ربع عدد العاملين في أهم وسائل الإعلام الأمريكية والتي يطلق عليها اعلام الصفوة، ويعمل هؤلاء اليهود كمحررين وكتابا ومنتجين للبرامج والشبكات الإخبارية وأهم المجلات والصحف الأسبوعية مثل "نيويورك تايمز" و " واشنطن بوست" و " وول ستريت جورنال".كما أن ويليام بيلي مؤسس " سي بي إس" ودافيد سارنوف مؤسس " أن بس سي" و ليوناردو جولدستون مؤسس " أي بي سي" هم من اليهود؛ وبالطبع تعتبر الإذاعات الثلاثة أكبر منارات إعلامية علي مستوي العالم، الأمر الذي يفسر عدم وصول الحقيقة الي العالم الغربي،وبث كل ما هو في صالح اليهود لخدمه قضاياهم.هذا عدا افلام هوليوود التي يقوم علي صناعتها اليهود والتي تصدر لنا كل يوم افلام يظهر فيها اليهود بشكل مثالي يحظى بالاعجاب وتظهر فيه اسرائيل كدولة ديموقراطية متقدمة تعيش بسلام في بقعة تملاها الصراعات.فكما ذكر الكاتب اليهودي جوناثان جولدبيرج في كتابة " قوة اليهود في امريكا" علي لسان " يوجين فيشر" مدير العلاقات الكاثوليكية اليهودية في المجلس القومي للاساقفة الكاثوليك : " اذا كانت هناك قوة يهودية فهي قوة الكلمة، قوة كتاب اعمدة الرأي العام وصانعي الرأي العام، مجتمع اليهود مجتمع متكلم ولديه الكثير ليقوله، واذا كان باستطاعة اي احد ان يشكل الرأي العام فهو بلا شك قادر علي صنع الاحداث ايضا". احكم اليهود سيطرتهم علي العالم بشكل جيد؛ حتي إن تسني لهم اكمال الحلم اليهودي؛ لا تشكل القوي الكبري خطرا عليهم؛ ولن تستطع الدول الضعيفة التي برعوا فى افساد مجتمعاتها ان تقف ضدهم.استطاع اليهود اليوم بانتزاع القدس تحت رعاية امريكية وتنديد عالمي لا يحرك ساكنا، يستعد اليهود لبناء الهيكل الثالث المزعوم علي انقاض المسجد الاقصي ليتحقق الحلم اليهودي الآن بعد ان استطاعوا احكام قبضتهم علي لوحة الشطرنج.
مشاركة :