لقى عشرة أشخاص على الأقل حتفهم في شرق تركيا أمس عندما فتح مسلحون النار على الشرطة، واشتبك أكراد غاضبون من حصار متشددي «داعش» لمدينة كوباني الكردية السورية مع جماعات أخرى في سادس أكبر مدينة تركية. واستمر القتال العنيف في كوباني القريبة من الحدود التركية والتي أغضب هجوم تنظيم «داعش» المستمر عليها منذ ثلاثة أسابيع، الأقلية الكردية وعددها 15 مليون نسمة والتي تريد أن تتدخل تركيا عسكريا ضد المتشددين. وتهدد الاضطرابات التي تفجرت في تركيا بسبب مصير كوباني بإثارة الانقسامات العرقية العميقة في البلاد وتقويض عملية سلام هشة تهدف لنزع سلاح مقاتلي حزب العمال الكردستاني المحظور الذي يقاتل منذ 30 عاما ضد السلطات التركية مطالبا بالحكم الذاتي للأكراد. وقتل 25 شخصا على الأقل في الأيام الماضية عندما اندلع العنف خلال مظاهرات في مدن وبلدات في مختلف أنحاء تركيا تؤيد مقاتلي كوباني الأكراد. إلى ذلك، دعا مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستفان دي ميستورا في مؤتمر صحفي بجنيف، تركيا أمس الجمعة إلى السماح للمتطوعين بعبور الحدود مع سوريا لمنع مقاتلي تنظيم «داعش» من ارتكاب مذبحة في مدينة كوباني. ولا يزال هناك ما بين 500 و700 شخص معظمهم من كبار السن في كوباني. من جهته، كرر رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو الجمعة، أن بلاده تعارض تنظيم «داعش» الذي يحاصر مقاتلوه مدينة كوباني (عين العرب) السورية الكردية، ونظام الرئيس السوري بشار الأسد على حد سواء. وكان وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو التقى أمس منسق التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب الجنرال جون آلن. وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية (تي آر تي)، أن آلن عرض على الجانب التركي آراءه بشأن الخطوات اللازم إتمامها لمواجهة التنظيم. ورغم موافقة برلمانها، ترفض الحكومة التركية حتى الآن التدخل عسكريا ضد تنظيم «داعش» الذي يحاصر كوباني الواقعة على مسافة بضعة كيلومترات من الحدود التركية. وفي السياق، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة سوف ترسل فريقا عسكريا إلى أنقرة الأسبوع المقبل لإجراء محادثات مع تركيا التي لم تقرر الدخول في الحرب ضد تنظيم «داعش». وبحث موفدان خاصان الخميس في العاصمة التركية، إجراءات عاجلة وسريعة لاتخاذها بشكل مشترك مع تركيا لوقف تقدم التنظيم. وأوضحا أن فريقا عسكريا أمريكيا سوف يتوجه إلى أنقرة الأسبوع المقبل لمواصلة هذه المحادثات على مستوى عسكري، حسب ما أوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جنيفر بساكي في بيان.
مشاركة :