زعيم المعارضة اليمينية المتطرفة في بريطانيا، نايجل فاراج، الذي يعدّ من أبرز داعمي الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، أنه "وصل إلى نقطة بدأ يفكر فيها في إجراء استفتاء ثانٍ حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي". وعلى هامش البدء بجولة جديدة من المفاوضات بين لندن وبروكسل، قال فاراج في حلقة تلفزيونية بثتها القناة الخامسة "ربما، أقول ربما، أفكر الآن أنه من الجيد إجراء استفتاء ثان حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي". ويرى فاراج أن "خطوة مثل هذه من شأنها أن تنهي الجدل القائم في بريطانيا منذ تم إجراء الاستفتاء" كما انتقد مسار مفاوضات "بريكسِت" مع بروكسل ووصفها بالبطيئة. وأشار فاراج إلى قناعته الكاملة بأن "عدد الذين سيصوتون لصالح الخروج البريطاني في الاستفتاء الثاني سيكون أكثر بكثير من الذين صوّتوا لصالحه في المرة الأولى". وكانت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، قد لمّحت سابقاً للفكرة، غير أن المتحدث باسم الحكومة البريطانية أعلن اليوم، الخميس، أنّ لندن لا تحضر إلى أي إجراء من هذا القبيل. حزب المحافظون، المتواجد في السلطة حالياً منقسم بين مؤيّد "لخروج قاس" من الاتحاد، ويعدُّ وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، ووزير مفاوضات "بريكسِت" دايفد دايفس، من أبرز المؤيّدين لهذا الخروج. فيما ينادي وزير المالية والاقتصاد، فيليب هاموند، بالحوار مع بروكسل. وما زالت تيريزا ماي متأثرة بنتيجة الانتخابات التشريعية المبكرة التي دعت إلهيا في الربيع الماضي والتي أدت إلى خسارة "حزب المحافظون" الأكثرية المطلقة في مجلس العموم البريطاني. ومنذ تلك الانتخابات نجح حزب العمال، المعارض لبريكسيت، بتوحيد صفوفه تحت قيادة جيريمي كوربين. خسائر اقتصادية كبيرة يشير أحد التقارير التي أوصى بها عمدة لندن، صادق خان، إلى أن عدم الوصول إلى توافق بريطاني أوروبي حول مسألة "بريكست" سيؤدي إلى خسائر في الاستثمارات في الجانب البريطاني بقيمة 56 مليار يورو. ويضيف التقرير الصادر عن مؤسسة "كامبردج إيكونومتريكس" إن غياب التوافق قد يتسبب بخسارة 500.000 وظيفة كذلك. وبحسب التقرير أيضاً، إن القطاعات المالية والخدماتية ستكون الأكثر تأثراً في حال فشل المفاوضات، المعقدة، مع بروكسل.
مشاركة :