حسين الفضلي | انطلقت فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ24 مساء أمس الأول، على مسرح عبدالحسين عبدالرضا، تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، وحضور وزير الإعلام ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد الجبري، ووكيل الوزارة طارق المزرم، والأمناء المساعدين في المجلس الوطني، إضافة إلى الشاعر ياسين الحساوي والفنان أحمد الجميري ونخبة من الفنانين. وقد بدأ المهرجان بأولى فعالياته بليلة الشاعر الغنائي ياسين الحساوي، حيث تم عرض فيلم وثائقي عن مسيرته وانطلاقته مع الشعر، وبعض المطربين الذين تعاونوا معه خلال مسيرته المليئة بالعطاء الفني، على أن تستمر فعاليات المهرجان حتى 29 من الشهر الجاري. قال وزير الاعلام ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، محمد الجبري، في افتتاح المهرجان، ان الانجازات المتميزة في مجال الثقافة والفنون والآداب، التي شهدتها الكويت خلال السنوات الماضية دليل على ايمانها المطلق قيادة وحكومة وشعبا بأهمية دور الثقافة في تحرير العقل والفكر مما قد يشوبه من أفكار الغلو والتطرف والكراهية ورفض الرأي الآخر. وأضاف، في كلمته التي ألقاها نيابة عن راعي المهرجان سمو رئيس مجلس الوزراء، ان المهرجان يؤكد رسالة الكويت السامية لرعاية الإبداع والفكر والأدب والفنون، ويحظى بكامل الدعم والاهتمام من حكومتها الرشيدة ضمن استراتيجية الكويت الثقافية الطموحة. تظاهرة ثقافية وبيّن الجبري انه منذ انطلاق مهرجان القرين في نوفمبر 1994 تحولت دوراته المتتالية الى تظاهرة ثقافية كبرى على خريطة المهرجانات الثقافية والاقليمية والدولية، وأصبح موسما للتلاقي الفكري والأدبي والفني، ورمزا لتلاقي الثقافة العربية والعالمية. ولفت إلى ان افتتاح مهرجان القرين يعد عرساً ثقافياً، يجمع بين مختلف أطياف الإبداع والفكر والأدب والفنون، حيث يلتقي المفكرون والفنانون والإعلاميون والنقاد والأدباء العرب لصياغة إضافات جديدة لسجل الثقافة العربية، موضحا ان هذه التظاهرة الثقافية تحرص في كل عام على تكريم أحد أقطاب الثقافة والفنون والآداب اعترافا بما قدمه من إبداع ثقافي. منارة إشعاع وذكر الجبري ان الكويت أضحت منارة للإشعاع الفكري بحملها مشعل الثقافة العربية منذ أمد بعيد، وتسخيرها كل الإمكانات لتعزيز دورها، مشيرا الى ان الكويت تفخر بهذه الريادة التي تلقى كل أنواع الرعاية والدعم والتأييد من قيادتها الحكيمة. وأكد ان هذا النجاح الكبير يعود الى رهان الكويت، وايمان قيادتها السياسية العليا على مر العصور بأن الثقافة تعد القاعدة الأساسية للفكر التنويري والتنمية الشاملة، التي تمثل قواعد صلبة للأمن والاستقرار والتطور المجتمعي، مبينا انه بفضل ذلك أصبح المهرجان علامة ثقافية كويتية كبرى ومضيئة في مسيرة دولة الكويت الحضارية، التي تم تتويجها عاصمة للثقافة العربية عام 2001، وعاصمة للثقافة الاسلامية لعام 2016. واشاد بجهود الرواد والمبدعين، الذين أسهموا في إثراء مسيرة التنمية الثقافية، والذين يستحقون كل الثناء ولكل المثقفين والمبدعين والمفكرين المشاركين في المهرجان، كما أن هذه الدورة ستكرم الشاعر والكاتب ياسين شملان الحساوي، الذي أثرى مكتبة الشعر الغنائي بابداعات متميزة، وتغنى بكلماته العديد من الفنانين داخل الكويت وخارجها. أنشطة متنوعة بدوره، ذكر الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب ومدير المهرجان، محمد العسعوسي، ان المهرجان يضم أنشطة متنوعة وفعاليات ثقافية ومسرحية وسينمائية وأدبية وفكرية وموسيقية وفنية ومعارض وندوات، يقدم من خلالها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الثقافة بأسلوب مشوق للجمهور المتلقي. فعاليات مختلفة ويحتفي المهرجان، الذي يستمر حتى 29 يناير الجاري، بأبناء الكويت المبدعين، إذ سيتم تكريم الفائزين بجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية لعام 2017 تقديرا لإنجازاتهم وإسهاماتهم في شتى المجالات الثقافية. وتنظم ندوة رئيسية تحت عنوان «اقتصاديات الثقافة العربية.. دور الكويت الثقافي في تنمية المعرفة». وسيتم خلال المهرجان عقد محاضرات حول الاستشراق والأدب العربي، إضافة إلى ندوة عن كتاب الشيخ عبدالله السالم الصباح، وأخرى عن حقوق المؤلف وحماية الإبداع الثقافي. وتتضمن الفعاليات عدة معارض، منها معرض للكتاب المستعمل، ومعرض للمنسوجات اليدوية التقليدية، ومعرض «خلفيات الرسوم المتحركة» للفنان الياباني كوباياشي، إلى جانب معارض أخرى، منها «نوادر الإصدارات والمطبوعات والمقتنيات»، و«الكويت تاريخ وعمارة». ورش عمل ومعارض كما تتخلل فعاليات المهرجان عروض سينمائية وورش عمل، منها التمثيل الحركي «بانتومايم» للأطفال، وأخرى لقراءة القصص التمثيلية للأطفال، الى جانب ورشة «فن الرواية»، وأخرى للخزف وصناعة السفن، الى جانب دورة تدريبية داخلية لترميم الآثار. فعاليات تشكيلية ويتضمن جدول المهرجان فعاليات للفنون التشكيلية، مثل معرض القرين التشكيلي للفنانين الكويتيين لمن هم فوق الـ30 عاما، ومعرض للشباب التشكيلي للكويتيين لمن هم أقل من 30 عاما، فضلا عن تكريم الفائزين باللوحات المميزة، ويستضيف المهرجان هذا العام معرضا للفنان التشكيلي السعودي فهد الربيق، ويحتفي بالفنان التشكيلي الراحل حميد خزعل. وصلة غنائية قدمت الفرقة الموسيقية، بقيادة المايسترو جمال الخلب، وصلة غنائية من كلمات الشاعر ياسين الحساوي، بدأها الفنان خالد المسعود بأغنيتين «تغربنا تباعدنا» و«مر علينا»، من ثم أغنيتين «مستحية» و«تحبينا» بصوت الفنانة سماح صديق، تلاها الفنان خالد بن حسين بأغنيتين «وعدني حبيبي» و«اطلب تجد يا عم»، واختتم الحفل الفنان أحمد الجميري بأغنيتين «يا زين ارفق فيني» و«يا كويت يا دانة».
مشاركة :