بكل المقاييس والمعايير المتعارف عليها فقد نجح موسم حج هذا العام كغيره من المواسم المنفرطة بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل توجيهات وتوصيات قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- حيث كان حرصه شديدا على راحة ضيوف الرحمن منذ قدومهم إلى هذه الديار المقدسة وحتى عودتهم إلى أوطانهم غانمين سالمين باذن الله، فالجهود المبذولة من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين واضحة للعيان وقد شهد بها الحجاج الذين أدوا مناسك حجهم لهذا العام، وتلك جهود لا ينتظر قائد هذه الأمة الشكر على أدائها من أحد، وانما يريد بها التقرب إلى وجه الله تعالى بصالح الأعمال، وأرفع تلك الأعمال وأجلها هي الموجهة لخدمة ضيوف الرحمن وهم يؤدون فريضتهم الايمانية بكل سكينة وهدوء واطمئنان. انه نجاح يحسب لقائد هذه الأمة -يحفظه الله- وسوف يكتب في موازين حسناته، فقد شهد الحجاج والعالم بأسره مدى ما تحقق في هذا الموسم من أمن ويسر تمكن معهما ضيوف الرحمن من أداء فريضتهم بكل راحة وطمأنينة بفضل الله جلت قدرته ثم بفضل النوايا الصالحة والجهود المباركة التي بذلت من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين، فتلك النوايا والجهود كانت متواصلة طيلة أيام الحج من كافة الجهات المعنية بالعمل على راحة ضيوف الرحمن وتقديم كل ما يمكن تقديمه لهم من خدمات ليتمكنوا من أداء فريضتهم بالسهولة المتوخاة، فقد بذل القائمون على خدمة ضيوف الرحمن وعلى رأسهم قائد هذه الأمة -يحفظه الله- قصارى جهدهم لخدمة ضيوف الرحمن حيث كان الجهد واضحا من قبل كافة الجهات التي أدت دورها لخدمة الحجاج على أفضل وأتم وجه. انه جهد عظيم وسعي مبارك يصبان في قنوات الأعمال الصالحة التي لا ثواب لها عند رب العزة والجلال إلا فردوسه الأعلى، فخدمة الحجيج من خلال تسهيل أداء فريضتهم تعد من أهم الأعمال الصالحة، وقد قدمت حكومة خادم الحرمين الشريفين بتوجيهات من قائد هذه الأمة -يحفظه الله- ما وسعها من خدمات جليلة وعظيمة وجهزت كل الامكانات للمحافظة على أمن الحجيج وسلامتهم وتهيئة المناخ المناسب لتأدية شعيرتهم الايمانية بأمن ويسر. وقد تحقق لهم بفضل الله ثم بجهود حكومة خادم الحرمين الشريفين ما تحقق من تسهيلات كبرى شهدها ضيوف الرحمن وشهدها العالم بأسره من خلال النقل التلفازي المباشر لتحركات الحجيج وهم يؤدون شعيرتهم بكل يسر وسهولة واطمئنان، وقد أدى ذلك إلى نجاح منقطع النظير لموسم حج هذا العام كسائر النجاحات التي تحققت في المواسم المنصرمة بل وأكثر وذلك للظروف المحيطة بنا ولانتشار الامراض في مناطق عديدة من العالم. ان وراء تلك النجاحات المتعاقبة جهودا بذلت من سائر الجهات المعنية بخدمة ضيوف الرحمن، وعلى رأس تلك الجهود ما تحقق من أمن لوفود الحجيج، وهي نعمة فضيلة أسبغها الله على هذه الديار المقدسة وقد انسدلت علاماتها المباركة على ضيوف الرحمن وهم يؤدون شعيرتهم الايمانية. ولاشك أن الجهود العظيمة لتحقيق أمن الحج والحجيج هي مهمات جليلة تحققت على أفضل وجه، يضاف إليها مختلف الجهود التي جاءت وفقا لمنظومة متكاملة من التسهيلات التي قدمتها حكومة خادم الحرمين الشريفين في سبيل انجاح موسم الحج لهذا العام، وقد بذلت القطاعات الحكومية والأهلية قصارى جهدها لتحقيق هذا النجاح المتميز من خلال خدمات عالية لمسها ضيوف الرحمن ورأوها بأعينهم المجردة على أرض الواقع. أدوار متميزة شهدناها وعرفنا بها من قبل تلك القطاعات سواء في مجال الأمن أو الصحة أو النقل وغيرها من المجالات الحيوية حتى تحقق لضيوف الرحمن أداء فريضتهم بسهولة ويسر، وقد شهد العالم من خلال النقل التلفازي المباشر مواكب الحجيج وهم يتنقلون بطمأنينة وسكينة في المشاعر المقدسة حتى كتب الله لهم قضاء مناسكهم واتمام قضائها بكل يسر في أجواء مفعمة بالروحانية تقرب بها الحجيج من بارئهم جلت قدرته ليغفر لهم ذنوبهم ويصلح أعمالهم ويثيبهم الجنة مصداقا لما جاء في حديث صحيح لخاتم الأنبياء والرسل عليه أفضل الصلوات والتسليمات : «الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة».
مشاركة :