يوسف مكي: المجتمعات العربية أقل شعوب العالم إقبالا على الكتاب

  • 1/12/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكد د.يوسف مكي أن المعرفة البشرية أصبحت تسير بخطى حيثية في كل المجالات ولا يمكن للذهن البشري اللحاق بها، وهو ما أدى لحدوث تغيرات جوهرية ومكثفة في طريقة الحياة لعموم الناس، لتتبدل ثقافات وتقاليد استعيض عنها بأشكال جديدة من السلوك وطرق العيش. واستعرض د.مكي في المحاضرة التي أدارها محمد الشافعي وحملت عنوان «المشروع الثقافي العربي والتحولات العلمية» خلال استضافته في منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف أشكالا متعددة من التحولات العلمية التي أثرت على المجتمعات الإنسانية، وخلقت مجموعة من التحديات والإشكالات بين العلم والفلسفة وتأثيرها على أرض الواقع وعلى البيئات الاجتماعية والهويات والثقافات. وذكر أن الهوية هي نتاج تاريخي وجغرافي لا تنطوي على عناصر داخلية فقط بل على إسهامات إنسانية محلية وعالمية وتفاعل مع حضارات وثقافات أمم وشعوب أخرى، مشيرا إلى أن التطورات العلمية أحدثت اختراقا للحدود الثقافية، حيث نتج عن ذلك تلاقح إنساني ثقافي غير متوازن لصالح المركز وهو الغرب مما أدى لرواج الثقافة ذات الطابع الغربي وتراجع إمكانية التثاقف بين مختلف الثقافات المعاصرة. وأكد د.مكي أن القوي علميا يسهم بفعالية في تذويب العناصر التي تصنع الثقافات المحلية بالمجتمعات الإنسانية بما يحقق غلبة المركز على الأطراف. وأضاف: إن تكنولوجيا الإخضاع وصناعة العقول وهندسة الإدراك تلعب أدوارا هامة في كسر الممانعة الثقافية للبلدان النامية، كما أن الغرب لا يتردد في استخدام تكنولوجيا الاتصالات المتطورة لبعث الهويات ما قبل التاريخية متى ما وجد ذلك يخدم إستراتيجياته في تحقيق الهيمنة. وعن أثر التطورات العلمية على المجتمعات العربية أشار د.مكي إلى أن تغيرات كبيرة وواسعة حدثت في أنماط الحياة والسلوك وطرق التعامل الاجتماعي. مستشهدا ببعض الأمثلة من التغيرات في أنماط السلوك الاجتماعي بعد انتشار ظاهرة الإنترنت، حيث تراجعت مجمل الحالة الثقافية والفنية ودور الكتاب، وأصبحت المجتمعات العربية من أقل شعوب العالم إقبالا على الكتاب. وساهمت التحولات الكبرى في تحرير الفرد من قيود زمانه ومكانه وجنسه، وخلقت حالة انفصام شديدة وخطيرة بين ماضينا وحاضرنا، وهو ما يستدعي ضرورة ضبط إيقاع حركة الولوج في الزمن الكوني الجديد باتجاهين متوازيين هما التراكم الثقافي والعلمي والمعلوماتي المطلوب، للتماهي الواعي مع الحراك الإيجابي الدائر في هذا الكون، وبين المحاضر أن ذلك يتطلب منا تحديد الأهداف والاستراتيجيات والأدوات التي ينبغي الأخذ بها، والتركيز على أهمية الحوار والتفاعل مع مختلف التيارات الإنسانية بكل أطيافها وتوجهاتها. وفي ختام المحاضرة تداخل الحضور بعدد من الأسئلة والنقاشات مع المحاضر الذي اوضح بعض النقاط التي تدور حول المحاور الرئيسية للمحاضرة. وشهدت الامسية الثقافية عرض فلم قصير عن الشاعر علي الدميني تناول شطرا من حياته الأسرية والأدبية والسياسية، فيما استعرض الفنان حسن آل عبيد تجربته الفنية من خلال أعماله المعروضة في مجال الرسم والخط العربي.

مشاركة :