أعلن مدير محمية وادي رم في الأردن ناصر الزوايدة، عن «تحسّن ملحوظ في عدد زوار منطقة وادي رم السياحية العام الماضي، بالغاً 250 ألفاً مقارنة بـ89 ألف سائح عام 2016، أي بزيادة نسبتها 120 في المئة». وعزا سبب الارتفاع إلى «الاستقرار في الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة»، معتبراً في حديث إلى «الحياة»، أن «ما حصل في الدول المجاورة أثّر في شكل كبير على السياحة، لكن مع مرور الوقت اتضح للعالم تميّز الأردن بالأمن والاستقرار، ما ساهم في ازدياد عدد السياح بعد فترة التراجع». ورأى الزوايدة أن منطقة وادي رم من «أجمل المناطق ويتوافد اليها الزوار من مناطق العالم، للاستمتاع بأجوائها الجميلة وبألوان جبالها الصخرية». ولم يغفل «الهدوء والسكون اللذين ينفرد بهما وادي رم، ما يشجع السياح على العودة مراراً إلى الصحراء للحصول على الراحة والطمأنينة». وأوضح أن «غالبية الزوار هم من الجنسيات الأوروبية، ويتصدّرهم الأسبان والفرنسيون والألمان، إلى جانب السياح الروس». وأكد أن ازدياد عدد السياح والحركة الناشطة «ينعكس إيجاباً على تنمية المجتمعات المحلية، إذ يعزز الدخل ويساهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني». ولفت إلى أن «مقدمي الخدمات لزوار المنطقة، هم من أهلها فضلاً عن القطاع الخاص». وقال الزوايدة: «يقع وادي رم في جنوب الأردن ويبعد 70 كيلومتراً إلى الشمال من مدينة العقبة، ويشكل جزءاً من الصحراء الجنوبية، وتعيش هناك عشائر الزلابية والزوايدة والصويلحيين، ويبلغ العدد الإجمالي للسكان 6 آلاف نسمة». وأشار إلى أن «قرية رم التي تعتبر التجمع السكاني الوحيد داخل المنطقة تبعد 14 كيلومتراً من تقاطع الديسة، ويبلغ عدد سكانها نحو الألف. وتحيط بالمنطقة قرى حوض الديسة والصالحية والشاكرية». وأكد «عدم السماح ببناء الفنادق في هذه المنطقة لأنها طبيعية، ويقيم السياح في مخيمات تتوزع في المنطقة، ويسهل الوصول إليها وتضم كل الخدمات التي يحتاج إليها السائح». وذكّر بأن «المحمية تأسست عام 1998 من خلال مشروع تطوير السياحة الثاني والممول من البنك الدولي، والذي طبّقته وزارة السياحة التي باتت شريكة في تطوير منطقة وادي رم، وتشكل فريق من المحليين لإدارة المنطقة بأنفسهم». واعتبر أن أهداف المحمية «تتلخص في العمل على تطوير السياحة وتنظيمها، والحفاظ على المصادر البيئية الطبيعية والتاريخية وضمان السلامة العامة، وإعادة توطين الحيوانات البرية إلى جانب تنمية المجتمع المحلي في المنطقة، من خلال المشاريع الاقتصادية والاجتماعية وتنظيم السياحة، وتقديم التوعية البيئية لدعم برنامج حماية المواقع». ورأى الزوايدة أن «ارتفاع جبال رم الشاهقة (تتراوح بين 800 - 1750 متراً فوق سطح البحر) جعل المنطقة تمتاز بجمالها الطبيعي، ما يجذب آلاف الزوار سنوياً للاستمتاع برياضة التسلق». ولم يغفل أن «منطقة وادي رم والعقبة تقع على ملتقى ثلاث قارات، ما يجعلها ممراً لأكثر من مليون طائر مهاجر سنوياً، وتُعتبر موطناً لطيور أصيلة وبعضها نادر، كالنسر والبوم والغراب ذي الذيل الشبيه بالمروحة». وتحدث الزوايدة عن مركز الزوار الذي أُنشئ عام 2004 على الطريق الرئيسة لقرية رم، ويضم سبعة أبنية صُممت لتكون على نمط أعمدة الحكمة السبعة وهي أشهر المناطق السياحية في وادي رم. وأوضح أنه «بوابة للباحثين عن معلومات حول تاريخ وادي رم والحضارات التي تعاقبت عليه بأسلوب مؤثر، حيث تُعرض أفلام ترويجية للمنطقة». كما يُعدّ المركز «منطلقاً لإدارة النشاطات السياحية والبيئية في المنطقة، ويلعب دوراً في تسويق المنطقة سياحياً، إلى جانب تنظيم عمل المركبات والجمال وترتيب دخول الزوار من خلال رسوم رمزية، يذهب ريعها إلى صندوق تنمية المنطقة وبعض الجمعيات السياحية». وتبلغ مساحة المركز 2934 متراً مربعاً، ويضم مركز استقبال للزوار ومبنى إدارة المحمية ومطاعم ومحال حرف يدوية، وغرف اجتماعات إلى جانب قاعات عرض تعريفية. وأكد الزوايدة أن «الجولات السياحية تتم على سيارات رباعية الدفع تعود للسكان المحليين في المنطقة وتنطلق من مركز الزوار. ونظراً إلى ما يتمتع به الوادي من جمال خلاب، فهو أصبح مقصداً لصناعة السينما العالمية، حيث صُوّرت أفلام عالمية في المنطقة».
مشاركة :