رفض النظام السوري أمس، انتقادات فرنسية لحملته العسكرية على محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، متهماً باريس بشنّ «حملة تضليل» تستهدفه. وكانت الخارجية الفرنسية أعربت أول من أمس عن قلقها البالغ إزاء هجوم النظام السوري في إدلب، معقل المعارضة في سورية، ودعت إلى احترام الالتزامات بعدم تصعيد الأعمال القتالية هناك. كما طالبت تركيا، التي تقع إدلب على حدودها، روسيا وإيران بالضغط على السلطات السورية لتوقف الهجوم في هذه المنطقة التي زاد عدد قاطنيها بسبب توافد فارين من هجمات النظام من مناطق أخرى. ونقل الإعلام الرسمي عن مصدر في وزارة الخارجية السورية قوله إن الخارجية الفرنسية «برهنت عن جهل كبير بما يُجرى في ريف محافظة إدلب»، مضيفاً أن «الجيش يقاتل في هذه المنطقة لتحريرها من إرهاب جبهة النصرة والمنظمات الإرهابية الأخرى التابعة لها». واستغربت دمشق ما وصفته «استمرار باريس بحملة تضليل الرأي العام الفرنسي، إزاء ما يحدث في سورية والتذرع بالنواحي الإنسانية بهدف التعمية على الفشل الذريع للسياسات الفرنسية». ونفى المصدر استهداف القوات النظامية مدنيين أو مستشفيات، بعدما دانت الخارجية الفرنسية «القصف المكثف الذي نفذه سلاح الجو التابع لنظام بشار الأسد وحلفاؤه في منطقة إدلب في الأيام الأخيرة، لا سيما تلك التي استهدفت السكان المدنيين وعدداً من المستشفيات». وأضافت أن الاستهداف المتعمد للمراكز الطبية يمثل انتهاكاً للقانون الدولي. وأعربت باريس كذلك عن «غضبها» من حصار الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، والذي يتواصل منذ سنوات. وتتهم منظمات إغاثة إنسانية وفرق إنقاذ ونشطاء دمشق وموسكو بشن ضربات جوبة على مستشفيات ومدارس وأسواق في مناطق ذات كثافة سكانية عالية وفي بلدات تسيطر عليها المعارضة، فيما ينفي الطرفان ضرب مناطق مدنية ويشيران إلى «أن الغارات المكثفة تستهدف المتشددين فقط». وكانت طائرات استهدفت مستشفى في مدينة معرة النعمان في إدلب الأسبوع الماضي، وهو مستشفى كبير يقدم خدماته لآلاف السكان، مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص من بينهم طفل حديث الولادة وإصابة عشرات، وفق ما أعلنت «الجمعية الطبية السورية– الأميركية» وجماعات إغاثة أخرى. واتهمت أنقرة دمشق باستغلال وجود «جبهة النصرة»، التي تقاتل الآن تحت لواء تحالف «هيئة تحرير الشام»، كذريعة لمهاجمة المدنيين وجماعات المعارضة المعتدلة.
مشاركة :