ترسّخ عمليات انسحاب القيادات السياسية والعسكرية الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح عزلة الميليشيا التابعة لإيران.العرب  [نُشر في 2018/01/12، العدد: 10867، ص(3)]حان وقت العمل عتق (اليمن) - مثّل أوّل ظهور علني لنجل شقيق الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح العميد طارق صالح من خلال شريط فيديو متحدّثا إلى أنصاره، بداية قيام هذا القائد العسكري المرموق بدوره العملي المنتظر في لملمة فلول حزب المؤتمر والقوات الموالية له في وجه قتله عمّه المتمرّدين الحوثيين، ما يمثّل دعما لجبهة الحكومة الشرعية المناهضة لهم. وظهر العميد طارق قائد الحرس الخاص من خلال الشريط المذكور في صحة جيدة، فيما أكد مقرّب منه وصوله الخميس إلى منطقة تحت سيطرة الحكومة الشرعية. وقتل علي عبدالله صالح في بداية ديسمبر الماضي إثر معارك بين أنصاره والمتمردين الحوثيين بعد أيام من إعلانه فكّ الارتباط معهم. وبعد مقتل صالح تضاربت الأنباء بشأن مصير ابن شقيقه طارق القائد العسكري الكبير، لكن شريط فيديو تلقته وكالة فرانس برس الخميس أظهره وهو يخطب في أنصاره. ويظهر الفيديو العميد طارق وهو يتحدث عن مقتل عمه علي، وعارف الزوكا الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام. وقال نبيل الصوفي القريب من أسرة صالح إنّ العميد طارق وصل الخميس إلى منطقة في محافظة شبوة الخاضعة لسيطرة قوات الحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية. وكان حزب المؤتمر عيّن الأحد الماضي خليفة للرئيس السابق هو صادق أمين أبوراس الوزير السابق للزراعة. لكن ذلك التعيين كرّس الانقسام في الحزب الذي انضم عدد من كوادره وأعضائه إلى معسكر الشرعية. وترسّخ عمليات انسحاب القيادات السياسية والعسكرية الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح من مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي والتحاقها بالمناطق الخاضعة للسلطات الشرعية المدعومة من التحالف العربي، عزلة الميليشيا التابعة لإيران، وتعمّق أزمتها الحادّة في ظرف حسّاس بالنسبة إليها تميّز بتوالي هزائمها العسكرية وبكثرة خسائرها المادية والبشرية، وبانحسار مساحة سيطرتها على الأرض، بما في ذلك مناطق ذات أهمية استراتيجية لها، وأحدثها المنطقة الممتدة بين حيس والخوخة على الساحل الغربي، والتي أدّت استعادتها بجهد استثنائي من القوات الإماراتية المشاركة ضمن التحالف العربي إلى قطع شريان إمداد حيوي للميليشيا شمالي محافظة تعز وجنوبي محافظة الحديدة. وتتالت خلال الفترة التي أعقبت مقتل صالح على أيدي الحوثيين أنباء هروب القيادات الموالية للرئيس السابق من مناطق سيطرة المتمرّدين إلى محافظات خاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية وبعض عواصم التحالف العربي. وفي وقت سابق كشفت مصادر محلية في محافظة البيضاء عن وصول الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام ياسر العواضي إلى مسقط رأسه في قرية النجد بمديرية ردمان برفقة أفراد من عائلته. كما تمكن الأخ غير الشقيق للرئيس الراحل اللواء علي صالح الأحمر قائد الحرس الجمهوري السابق من الوصول عبر طرق وعرة إلى محافظة مأرب قبل أن يتم نقله إلى العاصمة السعودية الرياض.