سيارة كهربائية صينية تتحدى كبرى الشركات الألمانيةفجرت شركة بايتون الصينية الناشئة مفاجأة كبيرة حين كشفت خلال معرض لاس فيغاس للإلكترونيات عن سيارة كهربائية اعتبرها خبراء الأذكى في العالم. وأكدوا أن تلك المفاجأة ستشعل المنافسة مع عمالقة صناعة السيارات في العالم وخاصة الشركات الألمانية.العرب [نُشر في 2018/01/12، العدد: 10867، ص(10)]حصان أسود في سباق السيارات الكهربائية الذكية لاس فيغاس (الولايات المتحدة) - أعلنت شركة بايتون الصينية الناشئة عن تحديها لقطاع السيارات العريقة وخاصة الألمانية منها بطرح سيارة كهربائية رياضية متعددة الأغراض ضمن فعاليات معرض لاس فيغاس الدولي للإلكترونيات. ويعتبر المسؤولون في بايتون أن السيارة الكهربائية الذكية تشكّل الجيل الجديد من المركبات ذاتية القيادة لكونها قادرة أيضا على الاستغناء عن سائقها أحيانا. وقال كارستن بريتفيلد الرئيس التنفيذي لبايتون “نحن نعتبر شركات صناعة السيارات الفارهة الألمانية وهي مرسيدس وبي.إم.دبليو وأودي المنافسين لنا”. ويصف المدير السابق في شركة بي.إم.دبليو الألمانية السيارة بأنها هاتف ذكي على عجلات فهي مزودة بتقنيات ذكية مثل خاصية تشغيل المحرك عن طريق الأمر الصوتي. وقال “نعتبر سيارتنا منصة إلكترونية أكثر من كونها مجرد سيارة ونريد أن نجعلها متاحة أمام إضافة المزيد من الخدمات والتقنيات إليها من مختلف الشركاء”. وتم منح مقصورة السيارة شاشة ضخمة تعمل باللمس تمتد من الباب إلى الباب وإلى جانب الشاشة البالغ طولها 1.24 متر وعرضها 0.25 متر توجد شاشة أخرى أصغر على عجلة القيادة. كما زودت الشركة سياراتها بتكنولوجيا متحدث إليكسا الذكي من أمازون، إضافة إلى عجلة القيادة المزودة للمرة الأولى بشاشة لمس ذكية تمنح السائق سيطرة كاملة على السيارة أثناء القيادة. وتتعرف السيارة على هوية السائق من خلال المسح الضوئي لملامح الوجه، كما يمكن ضبط إعدادات السيارة بما يتناسب مع تفضيلات السائق الشخصية عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي. وقال بريتفيلد إن “السيارة الجديدة ستكون مختلفة إذ يمكن تحديث تطبيقاتها بصورة منتظمة إلى جانب إمكانية استبدال وحدات الاستشعار عن بعد الموجودة فيها وهو ما يعني أن السيارة ستظل قادرة على مواكبة أحدث التطورات في عالم التكنولوجيا الرقمية”. ومن المتوقع أن تكون السيارة الأكثر تقدما في السوق عند طرحها فالفئة القياسية منها ستكون قادرة على قطع مسافة 400 كلم قبل إعادة شحن بطارياتها. أما الفئة الأعلى ذات البطاريات الأكبر فستتمكن من قطع مسافة 520 كلم قبل إعادة شحن البطاريات.45 ألف دولار سعر سيارة بايتون الجديدة التي تم كشف نموذج منها في معرض لاس فيغاس للإلكترونيات وتعتمد بايتون على محركات تشتريها من شركات خارجية لتشغيل سياراتها كما تشتري خلايا البطاريات من شركات خارجية قبل أن تقوم هي بتجميعها في وحدات مناسبة لتشغيل السيارة وهي الخطوة الأساسية في صناعة السيارات الكهربائية. ويقدر سعر السيارة بنحو 45 ألف دولار حيث من المتوقع طرح الجيل الأول منها في السوق الصينية بنهاية 2019 وبفضل الدعم الحكومي للسيارات الكهربائية أصبحت الصين أكبر سوق لهذه السيارات في العالم. وتستهدف بايتون دخول السوق الأميركية عام 2020 ثم السوق الأوروبية في النصف الثاني من العام نفسه. وقال بريتفيلد إنه “إذا أردنا النجاح فعلينا الوصول بحجم إنتاجنا إلى مئات الآلاف من السيارات سنويا بسرعة نسبيا”، مشيرا إلى أن هدف الشركة هو تحقيق معادلة مقبولة بالنسبة للسعر والأداء بحيث تكون سيارة بيتون أرخص من الطرز الحالية في فئتها. وتعتزم الشركة طرح طرازين آخرين من السيارة أحدهما من فئة الصالون والثاني من فئة ميني فان وذلك خـلال فتـرة قصيرة نسبيا. وتريد بايتون الجمع بين خبرات قطاع السيارات التقليدية وتكنولوجيا وادي السيليكون في منتج واحد إذ صممت السيارة وأنتجت نموذجا اختباريا في ميونيخ وطورت الإلكترونيات وأنظمة القيادة الذاتية في كاليفورنيا أما عمليات الشراء وإدارة سلسلة الإمدادات والإنتاج فهي في الصين. وتضم الشركة الصينية مجموعة من المدراء والمطورين الذين عملوا في شركات عملاقة مثل تيسلا الأميركية للسيارات الكهربائية وآبل للإلكترونيات وغوغل لخدمات الإنترنت. ويدرك فريق عمل بايتون أن شركات صناعة السيارات الألمانية العملاقة أطلقت مؤخرا مبادرات في قطاع السيارات الكهربائية وأعلنت عن عشرات الطرز من هذه السيارات خلال الأشهر الماضية. ويؤكد بريتفيلد أن الهدف الأول هو تقديم سيارة مصنوعة حصريا في الصين للسوق العالمية “لكن لا أود أن استبعد إمكانية إنتاجها في أي مكان آخر في المستقبل”، حيث سيعتمد القرار النهائي على العوامل التنظيمية والقانونية في المناطق المختلفة من العالم. ورغم هذه النبرة المتفائلة من جانب مسؤول الشركة الصينية فإن هناك بعض الشكوك التي تحيط بالمشروع، فخلال العامين الماضيين ظهرت شركة فاراداي فيوتشر الصينية في معرض لاس فيغاس وقدمت بعض النماذج الأولية وتحدثت بتفاؤل حينها. والآن فإن مستقبل هذه الشركة الموجود مقرها بمدينة لوس أنجليس يكتنفه الغموض في ظل التكهنات بشأن تمويلها فضلا عن وجود قائمة طويلة بأسماء شركات السيارات الكهربائية الفاشلة.
مشاركة :