عواصم معن عاقل، وكالات أعلنت الأمم المتحدة أن مهمة المحققين الدوليين حول الأسلحة الكيميائية ستنتهي غداً السبت، في وقتٍ يتريث الغربيون في توجيه ضربة للنظام السوري بدت وشيكة خلال اليومين الماضيين، رداً على «الهجوم الكيميائي» في ريف دمشق. واستمر «حلفاء دمشق وخصومها الدوليون» في حشد الطائرات والسفن الحربية في المنطقة رغم إعلان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أن قرار الضربة لم يُتخَذ بعد. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أمس الخميس في فيينا، أن المفتشين الدوليين «سيواصلون تحقيقاتهم حتى الجمعة وسيخرجون من سوريا بحلول صباح السبت وسيرفعون تقريرهم فور خروجهم». وقال أوباما في مقابلة تلفزيونية بثت ليل الأربعاء إنه لم يتخذ قرارا بعد بضرب سوريا وأن واشنطن «استخلصت بشكل قاطع أن نظام الأسد هو الذي يتحمل مسؤولية الهجوم» الذي وقع الأسبوع الماضي في ريف دمشق وقالت المعارضة إنه أسفر عن مقتل المئات. وأوضح أن أي تحرك أمريكي سيكون بمنزلة «ضربة تحذيرية» تهدف إلى إقناع سوريا بأنه «يجدر بها عدم تكرار الأمر». بدورها، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية إرسال ست طائرات حربية من طراز «تايفون» إلى قاعدتها في قبرص في «إجراء احتياطي» لحماية المصالح البريطانية، موضحةً أن «الطائرات لن تشارك في أي عمل عسكري ضد سوريا». وأكد متحدث باسم رئاسة الحكومة البريطانية أمس أن لندن يمكن أن تشن ضربات محددة الأهداف في سوريا حتى من دون موافقة مجلس الأمن الدولي «وفقا لمفهوم التدخل الإنساني». وفي برلين، أوضح متحدثٌ باسم المستشارة الألمانية، آنجيلا ميركل، في بيانٍ أمس أن ميركل اتفقت مع الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، خلال مكالمة هاتفية على ضرورة الرد على هجوم بالغاز في سوريا يمثل انتهاكاً لحقوق الإنسان. في هذا الوقت، تكرر السلطات السورية تصميمها على المواجهة، حيث أكد الرئيس السوري في لقاءٍ مع وفدٍ من قيادات الأحزاب والنواب اليمنيين أمس «أن التهديدات بشن عدوان مباشر على سوريا ستزيدها تمسكا بمبادئها الراسخة وقرارها المستقل النابع من إرادة شعبها»، مضيفا أن «سوريا ستدافع عن نفسها في وجه أي عدوان». في السياق نفسه، أفاد مصدر أمني سوري أن الجيش النظامي يتحضر لـ «السيناريو الأسوأ» مع الأخبار عن احتمال توجيه ضربة عسكرية للنظام. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات النظامية عمدت خلال الأيام الماضية إلى إخلاء بعض مواقعها أو تبديلها بشكل تمويهي، تحسبا لاحتمال توجيه الغرب ضربة عسكرية. وعلى الأرض، واصل محققو الأمم المتحدة حول الأسلحة الكيميائية مهمتهم أمس وزاروا لليوم الثاني على التوالي الغوطة الشرقية في ريف دمشق، مسرح الهجوم الكيميائي المفترض، بحسب ما أفاد ناشطون. وكانت الهيئة العامة للثورة الناشطة على الأرض أشارت إلى «دخول فريق المفتشين الدوليين التابع للأمم المتحدة إلى الغوطة الشرقية في ريف دمشق من جهة بلدة المليحة»، وهي الطريق نفسها التي سلكها الفريق أمس الأول. وشملت زيارتهم الأربعاء، حسب قول ناشطين، بلدتي زملكا وعين ترما في الغوطة. وأخذ المحققون الدوليون من المناطق التي زاروها عينات من الدم والشعر والبول من المصابين في الهجوم، بالإضافة إلى عينات من التربة. وتقع المعضمية والغوطة الشرقية تحت سيطرة مقاتلي المعارضة. وفي الرقة، أفاد ناشطون بأن بعض عناصر وضباط الفرقة 17 انسحبوا ولجأوا إلى المناطق الكردية شمال المدينة، حيث يسيطر حزب العمال الكردستاني، فبادرت الفصائل اﻹسلامية وعلى رأسها تنظيم دولة العراق والشام، إلى تمشيط المنطقة، ما أدى إلى اشتباكات عنيفة انتهت بإعدام عناصر من حزب العمال، ومقتل اثنين من الفصائل الإسلامية، وجرح نحو عشرين عنصراً، فيما أفيد عن انشقاق طائرتي هليكوبتر من مطار الطبقة العسكري وتوجههما نحو الحدود التركية بعد إلقاء برميل متفجر فوق المطار.
مشاركة :