مع انضمام القرم إلى روسيا في عام 2014 تركت القوات المسلحة الأوكرانية العديد من معداتها العسكرية هناك، وتطرقت موسكو إلى مسألة إعادتها لأوكرانيا. وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم أمس الخميس عن استعداد روسيا لتسليم المعدات العسكرية للجانب الأوكراني، مشيرا إلى أنّ "حالتها يرثى لها"، إذ لم يقم أحد بصيانتها. وقال بوتين: "أما بخصوص السفن، فأعتقد أنه من المحبذ أن يأتي العسكريون الأوكرانيون لأخذها.. ونحن على استعداد لمساعدتهم على نقلها إلى أوديسا". كما أكد بوتين أن روسيا لا تعارض حضور العسكريين الأوكرانيين إجراءات إتلاف الذخائر في القرم. وتعليقا على مبادرة بوتين، قال الناطق الصحفي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، اليوم الجمعة، إنها "بادرة نوايا طيبة وتأكيد على أن هناك ميولا سياسية نحو كسر الجمود في عملية التسوية الأوكرانية". وأعاد بيسكوف إلى الأذهان، أن الرئيس الروسي أكد أكثر من مرة اهتمام روسيا بتحسين العلاقات مع أوكرانيا وتنفيذ اتفاقيات مينسك لتسوية النزاع في دونباس. Sputnik ALEKSANDR BATANOV الزورق الصاروخي "بريلوكي" الأوكراني يغادر سيفاستوبول. عام 2014 من جانبها، أعلنت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأوكرانية، ماريانا بيتسا، أن "الخارجية الأوكرانية تدرس المسألة المتعلقة بإعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول إمكانية إعادة المعدات العسكرية الأوكرانية التي بقيت في القرم المحتلة". بدوره أكد قائد القوات البحرية الأوكرانية، الفريق البحري إيغور فورونتشينكو، أن القرار حول إعادة المعدات العسكرية الأوكرانية ستتخذه قيادة البلاد. ولا تزال مسألة حالة المعدات العسكرية الأوكرانية مثيرة للجدل، حيث أعلن قائد البحرية الأوكرانية أن المعدات بحالة جيدة وقادرة على العمل. ومن جهة أخرى صرح رئيس الوزراء ووزير الدفاع الأوكراني الأسبق يوري يخانوروف بأن المعدات المتبقية في القرم هي "خردة حديد" "لا أهمية لها". جدير بالذكر أن روسيا كانت قد بدأت تسليم المعدات العسكرية لأوكرانيا في أبريل/نيسان عام 2014، لكنها قامت بتعليقها في يونيو/حزيران من العام ذاته، نظرا لاحتدام الأوضاع في منطقة دونباس شرق أوكرانيا. وحسب القائد السابق للقوات البحرية الأوكرانية، سيرغي غايدوك، الذي كان يشغل هذا المنصب في فترة 2014 – 2016، فإن أوكرانيا قد حصلت على 35 من السفن الحربية وسفن التموين و92 من الطائرات والمروحيات وأكثر من 3 آلاف قطعة من المعدات العسكرية. Sputnik MIKHAIL VOSKRESENSKY العلم الروسي فوق مقر القوات البحرية الأوكرانية في القرم. عام 2014 وبعد تعليق عملية تسليم المعدات تبقى في القرم 11 من السفن والزوارق الحربية و6 سفن تموين، وأكثر من ألفي قطعة من المعدات العسكرية الأخرى، حسب قول غايدوك. جدير بالذكر أن جمهورية القرم ومدينة سيفاستوبول انضمتا إلى روسيا في مارس/آذار عام 2014 بعد استفتاء شعبي، صوتت الأغلبية الساحقة من المشاركين فيه لصالح الانضمام إلى روسيا، ولم تعترف أوكرانيا بالاستفتاء، ولا تزال تعتبر القرم جزءا من أراضيها. المصدر: وكالات أنطون زوييف
مشاركة :