ما أجمل الشتاء لدينا وما أقساه لديهم!

  • 1/13/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لقد توقفت عن التقاط الصور للشتاء منذ عامين بالتحديد ورفعها على الانستغرام والفيس بوك بعد أن عجز لساني عن النطق بمشاهدة تلك الصور للأطفال الذين يموتون كل عام.نعم الشتاء جميل ومليء بالحميمية إن كان لديك من المال ما يكفي لشراء الفرو ليقيك من البرد لك ولأسرتك، فأنت تقضي معهم سهرات أمام المدفئة تتناولون المشروبات الساخنة وتشاهدون التلفاز معًا.ولكن هناك أماكن قريبة منك جدًا لا تراها بعينك يعتبرون الشتاء كابوسًا مخيفًا، كأنهم ينتظرون الموت لا الحياة، فتجدهم يتسولون من أجل كوب دافئ او أعواد خشب يتدفئون بها.شعور مؤلم وأنت تحتسي كوبًا ساخنًا، في الوقت الذي تعرف فيه حتمًا أن ثمة بشــر بنفس لونك ودينك وحياتك وثقافتك ولغتك يموتون من شدة البــرد... والسؤال الذي يطرح نفسه، ماذا لو كنت أنت مكانهم؟..هلا توقفت فجأة الآن وانتابك هذا الشعور، فكلنا معرضون لهذا الموقف يومًا من الأيام، وهل ستشعر بأن ذلك الشخص الذي يقوم برفع الصور على الفيس بوك والانستغرام لكوب من الشاي الساخن والمدفئة شخص نبيل أم أن الأنانية ملأت قلبه ولا مبالاة لدرجة أنه أصبح عديم المشاعر.إذا فما هو الحل الآن؟ هل ستتوقف مثلي عن بث وتحميل الصور وتنزيلها أم أنك سوف تتابع وستعتبر أن كلماتي مجرد مشاعر وقتية ليس إلا وستتابع مسيرتك للأنانية وحب الذات وإلخ..انظر حولك وتلفت جيدًا وانتقِ صورك، فهناك بشر غيرك يتحسرون وينامون على أرصفة الشوارع تصل البرودة إلى عظامهم فتفتهم وترميهم في مقبرة تحت قدميك .. فالغطاء الذي تحتمي أنت به وأسرتك اجعل منه غطاءين لك ولهم، وتجاوز عن حب النفس لتجد الراحة ونم وأنت لا تغفل عما حولك حتى لا يغفل غيرك إن دارت تلك الدوائر وكنت بحالهم فمن ينفق اليوم من أجلهم سوف يجد غطاء يحمية لحظة تسرب البرد الى جسده. ابدأ بهذا الشتاء جهّــز ميـزانية الشخصية المُستقلة، حتى لو كــانت شديدة التواضع، وابدأ في التحرّك بقدر الإمكــان .. إمــا بالنزول، أو بالمســاعدة، أو بالتطوّع، أو بالمــال، أو باستخدام أي منصّــة لمساعدة الفقــراء واللاجئين والمتسوّلين الذين يرتجفون من البرد.] سارة الكواري

مشاركة :