محاولات لشطب قضية اللاجئين الفلسطينيين

  • 1/13/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لارا فريدمان* بعد اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لـ«إسرائيل»؛ وهو اعتراف يعني عملياً شطب مسألة القدس من أجندة أي مفاوضات حول تسوية النزاع الفلسطيني- «الإسرائيلي»، بدأت «إسرائيل» وأنصارها في الولايات المتحدة مساعي لشطب مسألة أساسية ثانية من أجندة المفاوضات، هي مسألة اللاجئين الفلسطينيين. في ديسمبر/كانون الأول، استجاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمطلب عزيز على قلب المتشددين الأمريكيين و«الإسرائيليين» - وهو شطب مسألة القدس، التي نص اتفاق «أوسلو» على تسويتها فقط في مفاوضات الوضع الدائم - من أجندة المفاوضات لتسوية النزاع بين الفلسطينيين و«الإسرائيليين». والآن، بعد أسابيع قلائل فقط، ينتظر المتشددون الأمريكيون و«الإسرائيليون» أن يستجيب الرئيس ترامب لرغبة قديمة أخرى لديهم: شلُ عمل أو حتى حَلُ وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، التي تساعد اللاجئين الفلسطينيين عبر الشرق الأوسط.ويحذر كثيرون، الآن، وهم مصيبون، من أن تقويض «الأونروا» سوف يهدد الوضع الهش أصلاً في الضفة الغربية وغزة (وحتى في الأردن ولبنان)، وهذا سيشكل ضربة كبرى للفلسطينيين؛ ولهذا السبب ولأسباب أخرى، يرى البعض أن هذا الهجوم على مساعدة الفلسطينيين هو «هفوة» ترتكبها الولايات المتحدة.وقد حاولت الإدارة الأمريكية تبرير هجومها على «الأونروا» باعتباره رداً على رفض الأمم المتحدة والفلسطينيين قرارها بالاعتراف بالقدس عاصمة لـ«إسرائيل». وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، إن المساهمة الأمريكية في تمويل «الأونروا» يمكن أن تعلق إلى أن «يعود الفلسطينيون إلى طاولة المفاوضات» - ما يوحي بأن الإطار الجديد للسلام مرتبط بابتزاز الفلسطينيين؛ لإرغامهم على قبول الإملاءات الأمريكية و«الإسرائيلية». وفي الحقيقة، التهديد بقطع التمويل عن «الأونروا» لا صلة له بأية من هذه المسائل. والمسألة الحقيقية هنا؛ هي إسقاط الأحكام المرجعية، التي أرساها اتفاق «أوسلو»، وشطب مسألة حساسة ومتفجرة أخرى من قائمة مسائل الوضع النهائي الدائم من أجندة المفاوضات. باختصار، هذا الهجوم الجديد يستهدف شطب مسألة اللاجئين الفلسطينيين، على غرار شطب مسألة القدس، من أجندة المفاوضات. وهذا ينسجم مع الموقف الذي عبر عنه السفير الأمريكي لدى «إسرائيل» ديفيد فريدمان؛ عندما تحدث في أكتوبر/تشرين الأول 2016 عن «اللاجئين» الفلسطينيين.والمساعي لشطب مسألة اللاجئين الفلسطينيين من خلال تدمير «الأونروا» ليست بشيء جديد. فمنذ أواخر التسعينات، دعت أصوات متطرفة في «إسرائيل» والولايات المتحدة إلى «حل» مسألة اللاجئين الفلسطينيين ليس من خلال المفاوضات بين «إسرائيل» والفلسطينيين، وإنما من خلال عمل من طرف واحد، تقوم به الولايات المتحدة لشطب مسألة اللاجئين الفلسطينيين كلياً، وإزالتها من أجندة المفاوضات. غير أن هذه المقاربة لن تنجح؛ إذ إن تحديد الفلسطينيين لأنفسهم كلاجئين يعد متأصلاًَ في تجربة حياتهم، وتاريخهم، ومعاناتهم، وهو لا يحتاج إلى موافقة أية جهة كانت، حتى «الأونروا». وحل «الأونروا» أو إلزام الأمم المتحدة بإعادة تحديد ملايين الفلسطينيين بحيث لا يتم اعتبارهم لاجئين لن يغير شيئاً في واقع أن هؤلاء الفلسطينيين يعدون لاجئين. علاوة على ذلك، محاولة شطب مسألة اللاجئين من أجندة المفاوضات، مثلها مثل القرار الأمريكي باعتبار القدس عاصمة «إسرائيل»، لن تسهل التوصل إلى اتفاق سلام في المستقبل؛ بل على العكس، ستجعل السلام أبعد منالاً. *رئيسة المنظمة الأهلية الأمريكية «المؤسسة من أجل السلام في الشرق الأوسط» التي تعمل من أجل «حل دولتين» للنزاع الفلسطيني - «الإسرائيلي» - موقع «هافينغتون بوست»

مشاركة :